* اجتاحت (جائحة كورونا) حواجز الزمان والمكان، فانتشر الفيروس في أرجاء المعمورة، فتأثرت مختلف مناشط الحياة وبخاصة الاقتصادية والاجتماعية، كما فرضت سلوكيات وعادات ثقافية في حياة الأفراد والأسر والمجتمع، أما الجانب الذي اعتبره الأكثر تأثراً وضرراً فهو الجانب التربوي/ التعليمي حيث وجد ما يقارب (500) خمسماية مليون طالب وطالبة حول العالم أنفسهم في نمط تعليمي –تعلمي كانوا يتعاملون معه إنتقائياً فأصبح شمولياً ولا مناص عنه أحياناً….
* كان نمط التعليم والتعلم الأفتراضي أو عن بعد هو الأختيار الوحيد أو طوق النجاة لأنقاذ التعليم:
– فقد اجتاح هذا التعليم الحواجز المكانية عبر الانترنت.
– وفرض التحكم الزماني للعملية التعليمية- التعلمية حيث يختار المتعلم التوقيت والوقت الذي يناسبه للنشاط التعليمي- التعلمي. فكان هذا الاختيار هو الرد المجتمعي، دولياً، لاختيار ما يعرف بالتعليم عن بعد أو التعليم الافتراضي أو التعليم الالكتروني الى غير ذلك من المسميات المترجمة وذلك عندما تتعذّر العودة إلى التعليم التقليدي، أو ما أفضل تسميته (التمدرس).
* والتمدرس مصطلح تربوي لا يقتصر على مجرّد الحضور إلى المدرسة، فهو يعني جميع العمليات التي تجري داخل البيئة المدرسية أو المجتمع المدرسي، وهو يعبرّ عن عملية التعليم والتعليم التي تتضمن تفاعلات مدخلات العملية التربوية، منهاجاً ومصادر تعلّم وخدمات تعليمية مساعدة ومعلمين في عمليات حيوية لتحقيق نواتج تعليمية لدى المتعلم، محور العملية التربوية.
* لعل من أشدّ الأمور إيلاماً للمجتمع هو غياب هذا التمدرس، حيث تصبح المدارس أشبه بهياكل كئيبة تفتقد روادها الحقيقيين: المتعلمين والمعلمين والأدارات والخدمات المساندة للعملية التربوية، ومما لا شك فيه أن هذا الواقع له تأثير سلبي على الجيل المتعلم واذا ما اريد تخفيف هذا التأثير السلبي، فثمة اجراءات واستعدادات أفضل لا بد من اتخاذها أو توفيرها في التعليم الافتراضي/ الانترنت، وهي أمور فنية لا مجال للتفصيل فيها، ولكنها مسؤولية المؤسسة التربوية المعنية أو المدرسة المعنية.
* ويظل التساؤل: هل فعلا أن جميع الأجراءات والاستعدادات والمتطلبات لنجاح عملية التعلّم والتعليم الأفتراضي متوافرة في المدارس والجامعات!
* ولذا، فأن تنوّع البرامج والأساليب والتجارب المعتمدة في البلدان الناحجة يدعو إلى الأفادة من تلك التجارب وتطويرها لتلائم واقعنا التربوي… إلى أن تتغلب البشرية على هذه الجائحة… ليعود نمط التمدرس الجادّ والعلمي إلى مؤسساتنا التربوية.