فلسطيني يصنع سيارتين كهربائيتين لذوي الإعاقة

عروبة الإخباري – مؤمن أبو ريدة شاب فلسطيني لم تسمح له الظروف الاجتماعية والمادية بدخول الجامعة، ولا حتى الحصول على عمل مريح ومقبول، وبالرغم من ذلك تمكّن من صناعة سيارتين كهربائيتين تناسبان كبار السن والأطفال الصغار من ذوي الحاجة.

منذ صغره عاش أبو ريدة الذي يسكن في بيتٍ لا تتجاوز مساحته 50 مترًا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة ظروفًا صعبة، حيث توفى والده بعمر 12، فاضطر للعمل.
يروي أبو ريدة قصته قائلا: “لطالما أحببت الدراسة والتميز لكن وفاة والدي دفعتني للعمل في سنٍ مبكرة للغاية، ولم أكن محظوظَا في طبيعة عملي، حيث عملت في جمع قطع الحديد والنحاس والألومنيوم من الشوارع وتحديدًا من حاويات القمامة”.

*عمل غير مقبول

ويقول:” مشهد غير لائقٍ أبدًا، ولم يكن محببًا لنفسي وليس مقبولا لمن حولي ولم أعتد عليه أو أحبه يومًا، لكنني كنت مضطرًا لذلك، أجمع القطع وأبيعها لأصحاب محلات الخردة بمبلغ زهيد للغاية، أقدمه لأمي آخر النهار”.

ويضيف:” لا تستغربوا، فقد تزوجت في عمر السابعة عشرة كي لا ينقطع عنا المبلغ الضئيل الذي تحدده الشؤون الاجتماعية للحالات الاجتماعية الصعبة، هكذا أخبرتني أمي في حينها، المهم أنني تزوجت في الثاني الثانوي أي في عمر 17 وأنجبت طفلًا، وفي الثانوية العامة كان لدي طفلان”.
ازدادت مسؤوليات أبو ريدة وكذلك همومه ومشاكله الأسرية في ظل سوء الوضع الاقتصادي وعدم القدرة على توفير الكثير من الاحتياجات الأساسية لعائلته، لكنه فكّر في تخصيص ورشةٍ لنفسِه جعلها في بيت الدرج لا تزيد على المتر في مترين، ثم فكّر في صناعة ماكينات اللّحام وبيعها لتوفير مصدر رزق بسيط، جرب مرة واثنتين وثلاثا مستخدمًا قطع الخردة التي يجمعها، حتى نجح، وبدأ يبيعها”.

*حب المساعدة

تحسّن حاله شيئًا ووسّع ورشته قليلًا، وبدأ يفكر في صناعة سيارةٍ تخدم من حوله من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك كبار السنّ، يعلق:” تلك السيارة الكهربائية التي يحتاجها الكثيرون، باهظة الثمن والوضع الاقتصادي في قطاع غزة صعب للغاية ولا يقدر على شرائها إلا القليلون، فقررت أن أصنعها من قطع الخردة وأبيعها بمبلغ لا يقارن بالمبلغ الأصلي”.
وبالفعل، صنعها أبو ريدة في ورشته الصغيرة جدًا، صنع واحدة للأطفال وأخرى للكبار، ويسعى اليوم لصناعة غيرهما، من أجل التخفيف عن أبناء شعبه.

يعلق: “لقد عشت الأمرين في توفير قوت يومي، منذ طفولتي، وهذا يجعلني أسعى لمساعدة الآخرين والتخفيف عنهم محاولا استثمار ما لدي من قدرة في الصناعة فأعوض ما فقدته من دراسة في الجامعة من جانب وأرسم البسمة على وجوه الآخرين من المحتاجين من جانب آخر”. /الشرق

Related posts

حزب الميثاق الوطني يختار احمد الهناندة امينًا عاما للحزب بعد استقالة الدكتور محمد حسين المومني

مروان المعشر: حل الصراع في الشرق الأوسط لن يأتي مع فوز ترامب أو هاريس

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل