تمثل إنتخابات الكيان الإستعماري الإسرائيلي المزمع إجراؤها في الثالث والعشرين من أذار بالنسبة لمجرم الحرب نتنياهو نقطة تحول في مستقبله ودوره على الساحة السياسية الإسرائيلية وبالتالي العالمية فإما ان تدفع به إلى غياهب السجون والنسيان في حال فشله بتشكيل حكومة هذا إذا ما تاهل لتكليفه وإما ان تشكل له أنبوب اكسجين تطيل قليلا بعمره السياسي فيما لو نجح بتشكيل حكومة أقلية عنصرية متطرفة .
نتائج الإنتخابات و مستقبل نتنياهو :
بالتأكيد نتائج الإنتخابات لا تحدد مصير نتنياهو فحسب بل ومستقبل معسكره الأكثر عنصرية وعدوانية وتطرفا وعداءا لكل ما هو إنساني وللنظام العالمي عندما يفشل في توظيفه وتطويعه خدمة لأهدافه الإستعمارية والشخصية .
فرص نتنياهو بتشكيل حكومة ؟ :
بتقديري أن فرص نتنياهو بتشكيل حكومة ضئيلة لدرجة التلاشي لعوامل كثيرة منها :
أولا : غياب ترامب شريكه بالعنصرية والتطرف والعنجهية الذي لعب دورا رئيسيا في الضغط على غانتس للقبول بتوقيع إئتلاف مع الليكود مكن نتنياهو الذي لم يف يوما بالتزاماته المترتبة عليه من تشكيل حكومة فنتنياهو أثبت انه سرعان ما ينقلب إلى النقيض مما يدعو له أو وقع عليه حالما تنقضي مصلحته .
ثانيا : حركة الإحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ اشهر مطالبة بعزله بسبب تورطه بقضايا فساد ” التي اضحت يقينية لدى قطاعات واسعة من مكونات كيانه الإستعماري ” ولإخفاقاته الإقتصادية والإجتماعية والصحية والسياسية .
ثالثا : الإنشقاقات والمعارضة الدائرة في حزب الليكود وإنشقاق ساعر وتعال أصوات معارضة أخرى لاستمرار نتنياهو رئيسا للحزب لاعتبارات أخرى .
رابعا : العلاقات المتوترة الظاهرة والدفينة مع الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته والتي لا مصلحة لباقي القوى من تصعيدها .
خامسا : سياسته القائمة على تأبيد وترسيخ إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية خلافا لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية ومضيه بإرتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني دون رادع وهذا ما يدلل على طبيعته العنصرية العدوانية مما أدى ذلك إلى توسيع قاعدة المعارضة الدولية لنهجه العدواني التوسعي الإستعماري .
سادسا : أصبح إسقاط نتنياهو هدفا أمام القوى الحزبية بغالبيتها وقد ينضم اليها أحزاب الحريديين ” الأحزاب الدينية المتطرفة ” وفقا للرسالة التي تم إرسالها لنتنياهو ومفادها بعدم الانضمام إلى حكومته إثر قرار المحكمة العليا المتعلق الإعتراف بمعتنقي الديانة اليهودية .
سابعا : الموقف الشجاع للقيادة الفلسطينية ورمزها الأخ الرئيس محمود عباس برفض والتصدي لمشروع الثنائي نتنياهو ترامب المسمى صفقة القرن ذلك الموقف الوطني الذي الحق هزيمة و فشلا ذريعا بإستراتيجية نتنياهو التوسعية وبما يمثله التي انتهت الى مزابل التاريخ وما زادت تلك المؤامرات الشعب الفلسطيني إلا إيمانا بالنضال حتى نيل حقه بالحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وإصرارا على رفضه التنازل عن اي من حقوقه ألاساسية المكفولة تاريخيا ودوليا
لذا فإن المؤشرات والمناخات المحيطة بأجواء الإنتخابات الإسرائيلية تشبه الى قدر كبير الأجواء الإنتخابية في امريكا قبيل الثالث من تشرين الثاني التي اطاحت بترامب مما تشي ايضا بان تسفر عن الإطاحة وسقوط مدو لنتنياهو إلا في حال حصلت معجزة إنتخابية تمكن نتنياهو بعنصريته وعنجهيته من النجاح بتشكيل حكومة “وهذا وفقا لتقدير الإستطلاعات مستبعد الى حد كبير ” لأن ذلك يعني الإستمرار في نهجه المتغطرس المرفوض عالميا مما سيسفر عن مزيد من العزلة وصدام هادئ تارة وساخن تارة اخرى مع المجتمع الدولي عامة و مع كل من :
— الأردن ومصر والسعودية خاصة ومع باقي الدول العربية والإسلامية والصديقة الداعمة للإستراتيجية الفلسطينية التي تبنتها القمم العربية والاسلامية والإفريقية وتم عرضها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة .
— امريكا ودول الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين وإنعكاس ذلك داخليا …
ما تقدم إن حصل سيقود حتما إلى إجراء إنتخابات جديدة ستكون الخامسة خلال ما يقارب ثلاث سنوات تهدف إلى إخراج دولة الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي من أزمته الداخلية والخارجية التي قد تتطور إلى حصار ….ولا يمكن لأي من القيادات الإسرائيلية مهما بالغت او قللت من نزعتها العنصرية المتطرفة تحقيق ذلك دون رضوخها لإرادة المجتمع الدولي عبر تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 وكافة القرارات والإتفاقيات الداعية إلى إحترام احكامها والبدء الفوري بإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67 /19 / 2012 وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. .. وهذا أضعف الإيمان. ..؟ !