شخصيا أشفق على رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة الذي بحسب ما أعتقد أنه ابتلي بعدد من الوزراء الذين يريدون منا ان نعتقد أن ” الدنيا ربيع ” وانهم هم وحدهم من يستطيع إنقاذ البلاد والعباد .
فالذهنية التي تعمل على إدارة البلاد من قبل هؤلاء الوزراء الذين ورثهم الخصاونة من حكومات سابقة لم تتغير سواء في الصحة أو المالية أو العدل أو أولئك الذين تمت تجربتهم في حكومات سابقة كوزارة التنمية السياسية او وزارة الطاقة أو العدل أو الصناعة والتجارة أو حتى وزراء تم تعيينهم لأول مرة كما هو الحاصل في وزارة العمل ،ومن الصعب أن نتفاءل بالخروج من حالة الارتباك هذه طالما أن مجموع الاداء العام للوزارات تحت قيادة بعض الوزراء الذين يثيرون الغضب الشعبي مستمرة وفق آليات قديمة عقيمة .
بالأمس طلب مني أحد الاصدقاء أن اتابع أخبار “قناة المملكة “حيث كشف الدكتور سعد الخرابشة أن هناك شحا في المطاعيم بعكس ما كان يروج له القائمون على متابعة ملف الوباء الكوروني وعلى رأسهم وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات ،كما لاحظت انه لا يوجد فيها ما يميزها عن ما بث في نشرات التلفزيون الاردني ، والسؤال المطروح ما حاجتنا الى قناة تكلف دافع الضرائب الاردني المواطن ملايين الدنانيرطالما انها لا تقدم جديدا يجذب المواطن العادي أو البسيط أو المثقف تجاه ما تبثه هذه القناة ؟ ومن ناحية اخرى كنت اشاهد كيف أن هذه القناة تعتمد على نشرة أخبار الطقس من موقع تجاري أو خاص” طقس العرب”ولا تعتمد على نشرات دائرة الارصاد الجوية الرسمية ، فهل مطلوب الغاء الدائرة التي تكلف دافع الضرائب ملايين الدنانير فلتدرس الحكومة ذلك ؟ وهل يستطيع وزيرالاعلام الناطق بأسم الحكومة الزام هذه القناة التي تنهل من خزينة الدولة الملايين ان تتعامل مع دائرة رسمية ؟ الا يعتبر هذا هدرا حكوميا للمال العام ؟
ان ما ذكرته من مثال يؤكد أن المشكلة ليست عند المواطن ، الذي سلم أمره لمجموعة من الوزراء أو للحكومة لإدارة أحواله واحوال الدولة وفق القانون الذي تطالب الحكومة المواطن أن يلتزم به فيما مؤسسات تابعة لها لا تلتزم بتطبيق القانون.
معروف أن البلاد قبل جائحة كورونا كانت متعبة وأن سر هذا التعب يعود للتخبط في إدارة مؤسسات الدولة ، وأن الازدهار كان خلال السنة الماضية قد اقتصر وما زال على نشاطِ الكورونا الذي يتخذ الان منحىً تصاعديًا في ضوء عدم وضوح الاجراءات أو الخطط في مواجهة ازمة جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية اضافة لغياب الشفافية كما كشف الدكتور سعد الخرابشة، فالوضع يشي بأن الدولة كلها مفتوحة على كل انواع الخروقات من ارتفاع الاسعار وتغول بعض التجارعلى المستهلك ، الى تغول شركات الاتصالات على المشتركين الى قهر المواطن من خلال الزامه بالتعامل عبر “اي فواتيركم ” الى الارتباك والتخبط في التصريحات المتعلقة بملفي التعليم وكورونا ، الى التخبط في ملف ادارة مؤسسات الدولة ما نتج عنه ان الخراب والاهمال والبطالة والفقر اخذ من “خرم الدولة ” المفتوحةِ على كل ابواب الهدر المالي والاداري ،حتى وصلنا الى الاهمال او الاستهتار في الحالة الصحية التي نعتقد إن استمرت ستنفحر بوجه الحكومة ولن ينفع حينها تلميع هذا الوزير أو تلميع هذا الاعلام الرسمي وسنكتشف أن ما تريده المملكة وشعبها وقيادتها ليس كما هو معمول به في الاعلام الرسمي أو في قناة المملكة أو في وزارة الصحة او وزارة الصناعة والتجارة وغيرها من الوزارات.
مرة اخرى المطلوب من الدكتور بشر الخصاونة أن يتخذ قرارا حازما والتخلص من العبء الذي يشكله بعض الوزراء على حكومته وادائها ،وأن يسرع من وتيرة الانجاز في الملفين الاقتصادي والاجتماعي ، فالحلول التي تطرح الان ليست بإغلاق البلاد ،بل بتحفيز الاقتصاد وحماية المجتمع…………..
وللقصة بقية ………..