“صحيحٌ أن الدنيا تُمطر تعباً… لكنّها، على الأقل، تمطر”.. وصال أبو عليا

عروبة الإخباري – كتبت وصال أبو عليا     

أخطر ما في الحروب الطويلة أنها تجعل الراهن أسود بما يكفي للتصالح معه وخلق حالة اتهامية ضدّ كل ما هو أبيض.
جرّب أن تكتب عن الحب، ستجد من يتهمك بالميوعة.
جرّب أن تكتب عن دمشق، سيسخرون من “عبد المكان” الذي فيك، وينكرون عليك حقّك حتى في الحنين إلى مدينة كانت رفيقة الضوء قبل عشر سنوات..
جرّب أن تكتب غزلاً، أي غزل، بأي شيء، سيذكّرونك بمن يلملم طعامه من الحاويات، وكأنّ الحكي عن المرحلة يستوجب علينا، بالضرورة، أن نوثّق الوجع من أكثر زواياه فجاجة وأن نتعامى عن “حوافز” البقاء كلها..
جرّب أن تكتب عن الأمل، وإن من زاوية سيدة ستينية دأبت على إطعام قطط الحيّ، سيحاصرونك بمناشير تُسخّفك لأنك تحكي عن الورد وسطَ هذا الخراب كلّه..
جرّب أن تستذكر قارورة عطر نزار قباني، سيقولون إنك منفصل عن الواقع، تردّد شعراً ينتمي إلى زمان “الرّخاء” غير مكترث بالحداد الطويل..
جرّب أن ترقص على أغنياتٍ لا تروق لهم، سيضعونك على قائمة من لا يحسبون تواليها..
جرّب ألّا تصفّق حيث يتوقعون، أو أن تصفّق حيث لا يتوقعون، سيجلدونك بكلّ ما في المجاز من معانٍ..
هذا التيّار قد يغلب الدنيا، فجماعته يجعلونك تشعر بالذنب حتّى إذا ابتسمت..
بمثل هؤلاء تصير الهزيمة كاملة…
حسناً..
بالنسبة لي، كلما حدثني واحدٌ من هؤلاء، غسلت بقايا ردحه في رأسي، وكررت:
“صحيحٌ أن الدنيا تُمطر تعباً… لكنّها، على الأقل، تمطر”.

شاهد أيضاً

الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية في أمسية سيمفونيّة بدعوة من الكونسرفتوار وسفارة النمسا

عروبة الإخباري – بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس،  وسفير …