عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
سفينة البنك العربي تبحر إلى شواطئ آمنة، فله من المتانة ومن مهارة البحّارين ما يكفي لمواصلة الرحلة وبشكل آمن ، حيث هبّت رياح الجائحة “الكورونا” العاتية على العالم وأصابت الكثير من اقتصادياته على مختلف انواعها، تكيف البنك العربي بصورة نموذجية ليخرج بهذه النتائج ويحافظ على ثقة المساهمين والمودعين الذين عززوا ودائعهم ومعاملاتهم ووضعوا ايديهم واموالهم حيث يجب أن تكون..
ما لاحظته وأنا أقرأ نتائج أعمال البنك عن العام 2020 والتي صدرت ونشرت جاء بسبب المخصصات التحوطية لمواجهة التحديات الطارئة، فهذا المخزون الوفير من التحوطات سيراه المساهمون ويحسون به حين ترسو السفينة إلى الشاطئ بالسلامة، وتجعل اعراض الجائحة خلفها لتستقبل عهدا جديدا ينطلق فيه البنك ويواصل اقلاعه المضاد..
صحيح ان الارباح المعلنة كانت (195.3) مليون دولار وبنسبة أقل وصلت إلى (77%) عن عام 2019،ولكن البنك ذو التاريخ العريق والخبرات المتراكمة والإداراة النابهة اليقظة وصاحبة العزيمة القوية والإرادة الصلبة تواصل وبشفافية لا تنافس وضع الجمهور في صورة أعمال البنك..
الأرقام الجديدة سببها المخزون الاحتياطي الكبير الذي يليق بظروف الطوارئ التي وضعتها الجائحة، وما عدا ذلك فإن سمعة البنك وسيرته ومسيرته ما زالت تحصد الكثير من النتائج الايجابية، فالودائع زادت بنسبة (7%) لتصل إلى (38.7) مليار دولار مقارنة برقم أقل في عام 2019 ، كما زادت التسهيلات الائتمانية إلى (26.5) مليار دولار مقارنة بأقل منها في عام 2019 حين كانت (26.1) مليار دولار عام 2019.
لقد احتفظ البنك بنسبة سيولة مريحة بلغت (68.4%) بينما فاقت بنسبة تغطية القروض غير العاملة 100% ، ومرد كل ذلك يعود إلى ثقة الزبائن واحساسهم بالأمان وهم يتعاملون مع البنك العربي الذي يملك خبرات التعامل ازاء الظروف الطارئة او الصعبة.. وهو ما زال يواصل نهجه الآمن الذي تعود عليه .
واذا كان المواطن الأردني يبحث عن تحليل مقنع وموضوعي فإنه يعتمد ان يستمع الى البنك العربي ونتائج اعماله والأدبيات التي يقدمها في تقريره من الديباجة حتى الأرقام ففي ذلك مؤشرات موضوعية تعكس الواقع القائم بدقة..
وهنا لا بد أن نتوقف عند تصريح السيد صبيح المصري رئيس مجلس إدارة البنك العربي لندرك طبيعة المرحلة وتطورها وآفاقها، وهو ما لخصه السيد صبيح بقوله: “أن العالم تكبد خلال العام الماضي خسائر بشرية واقتصادية كبيرة نتيجة تفشي فايروس كورونا بالاضافة إلى أعباء اضافية أصابت القطاعات الاقتصادية وأدت إلى انخفاض معدل النمو وارتفاع منسوب البطالة، وهو ما أملى على كثير من الحكومات والبنوك المركزية عبر العالم خلال العام الماضي 2020 باتخاذ قرارات وقائية واحتياطية وحتى استباقية تستهدف مواجهة تحديات الكورونا في مواجهة الاقتصاد”..
يسجل للبنك العربي ومنذ قدوم الجائحة نجاحه الباهر في التكيف والمواجهة والاحتواء وإعادة انتاج التحديات والتخفيف منها والبحث عن افضل السبل لصناعة تقاليد تحتذى ، وكانت نتائج ذلك أن البنك خرج بأقل الكلف ما أمكن وحافظ على نسبة سيولة مرتفعة وملاءة مالية مناسبة وقوية.
سأل أحدهم.. لماذا لا يوزع البنك العربي نسبة أعلى مما قرر مجلس الإدارة توزيعه هذا العام؟.. كانت الاجابة القاطعة أن تعليمات البنك المركزي الحازمة جعلت من الرقم الذي وزعه البنك العربي على مساهميه كأرباح بنسبة (12%) هي أعلى نسبة سمح بها البنك المركزي ولم يقم بمثلها إلا القليل من الشركات الاقتصادية والانتاجية المعروفة.
لفت انتباهي ما قاله المدير العام التنفيذي للبنك العربي السيد نعمة صباغ بأن المخصصات الاضافية التي تم رصدها والمسؤولية عن تراجع زخم الارباح المعلنة والتي جاءت وفقا لنموذج الخسائر الائتمانية المتوقعة.. جاءت نتيجة للأوضاع الاقتصادية الراهنة في لبنان..
الاجراءات التي اتخذها البنك وخاصة المبادرات الصادرة عن الجهات الرقابية والبنوك المركزية ..
لقد كانت استجابة البنك العربي استباقية وملموسة في كثير من المواضيع والقضايا التي تمس المدينين والمتعاملين للتخفيف عنهم سواء في قطاع الشركات أو الأفراد وفي توفير الحلول التمويلية المختلفة، وتشمل ذلك اعادة الهيكلة أو الجدولة أو تأجيل الاقساط أو التخفيض من اعباء خدمة الدين من خلال تخفيض الفوائد والمشاركة في برامج التمويل التي استهدفت القطاعات الأكثر تضررا وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة.. وكل هذه الاجراءات جاءت متطابقة في التنفيذ مع ما جاء في التصريحات وما نشر في التقارير ووسائل الاعلام..
ما يهمني ايضا كمراقب هم الحجم الكبير من المسؤولية الاجتماعية التي تحملها البنك العربي، وقد جاءت في مبادرات مبكرة وسباقة حين بلغت حجم التبرعات من البنك (25) مليون دولار امريكي لدعم الجهود والمبادرات الوطنية الرامية إلى محاربة هذا الوباء والحد من آثاره وتداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية في الأردن وعدد من البلدان التي يعمل البنك فيها..
ان حجم التبرعات المقدمة من جانب البنك أراحت المواطنين سيما وان البنك كان سباقا في اعلانها وشكل قدوة متميزة للبنوك والمؤسسات والشركات الأخرى، وكان أداؤه في هذا المجال قد لاقى ارتياحا علق عليه جلالة الملك في واحدة من لقاءاته مع الاقتصاديين وهو يحثهم على القيام بواجباتهم الوطنية في هذا السبيل..