في حالة اللغط والجدل السياسي الدائر في موضوع الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في الاشهر القليلة القادمة.. سألني أحدهم: لماذا ابو مازن؟ ولماذا الاعلان والإجماع حول شخصه؟
فقررت ان أسرد في مقال.. الزوايا السياسية التي جعلتني احدد موقفي المؤيد لترشح ابو مازن، ففي السياسة لا يمكن النظر لحدث ما من زاوية واحدة فقط بل من عدة زوايا:
اولا: من المتعارف عليه لدى الجميع، ان حركة فتح حركة جماهيرية جامعة لعدة توجهات وتباينات ووجهات نظر سياسية مختلفة، ابو مازن الوحيد القادر حاليا.. على جمع وتوحيد كافة هذه التباينات الفكرية والتعامل مع وجهات النظر السياسية ابتداءً من اعضاء لجنتها المركزية ومجلسها الثوري، وانتهاءً بشرائحها العريضة داخل الشارع الفلسطيني.
ثانيا: افتقار الساحة الفلسطينية لاي مرشح رئاسي يكون بديلا سياسيا لابو مازن، فلا حماس أو الفصائل أو حتى المستقلين يملكون مرشحا يستطعيون من خلاله تسويق نهجهم السياسي إقليما ودوليا.. وهو ما يصب في محور النقطة التالية.
ثالثا: هل الإقليم أو الساحة الدولية قادرة على التعامل مع رئيس فلسطيني جديد، خاصة مع التطورات التي جرت مؤخرا من التغيير الجذري في سدة الحكم في امريكا، وبقاء اليمين المتطرف مسيطرا داخل اورقة الحكم في اسرائيل.. فلا احد ينكر ان النهج السياسي لابو مازن سواء؛ في الحياد بالتعامل مع خلافات دول الاقليم وتجاذبات محاوره أو دوليا.. من استمرار خطاب الواقعية السياسية في التعامل مع اوروبا، والتحدي المتوازن الذي ابدأه مع ادارة ترامب، جعل من نهجه وخطابه السياسي مقبولا ومدعوما من مختلف دول العالم.. ومؤخرا لدى ادارة بايدن.. الذي اعلن تمسكه بالسياسة الكلاسيكية للإدارات الامريكية السابقة، من حل الدولتين، واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض كافة اشكال الاستيطان، ودعم حل عادل لقضية اللاجئين.. وارجاع الدعم المالي للسلطة والاونروا، واعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
الموقف من ترشح ابو مازن سياسي بإمتياز، لك ان تعارضه ولك ان تؤيده.. بل أذهب لابعد من ذلك وترشح للانتخابات الرئاسية امامه، وان فزت سندور في فلكك السياسي لتحقيق ما يصبو اليه الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.. لكن لا تمارس الديمقراطية التي تناسب مقاسك وحجمك السياسي، فتحدد من يترشح ومن لا يترشح.. فحق الترشح والانتخاب لكافة افراد الشعب الفلسطيني من الذي اتم الثامنة عشرة من عمره.. ولغاية أكبر معمر في الأراضي الفلسطينية.