صفعة القرن لدونالد ترامب / منيب رشيد المصري

أربع سنوات من السياسات المسمومة مضت تقلب السحر على الساحر قاد فيها دونالد ترامب الولايات المتحدة الأميركية والعالم باضطراب وفوضى وبلطجة انتهك خلالها القانون الدولي والأخلاق والقيم الإنسانية ، ومارس عبرها العنصرية نهجا راسخا في خطاباته وافعاله داخل أمريكا وخارجها ، أربع سنوات حاول خلالها كل ما بوسعه لتصفية القضية الفلسطينية وتدميرها فنقل السفارة واعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وحارب عمل وكالة الغوث للاجئين وأطلق الصفقة التي تسمى صفقة القرن استكمالا لتصريح بلفور المشؤوم ووافق على ضم اراض عربية تماشيا مع سياسات نتانياهو العنصرية وقانون القومية الذي صنعه الأخير بمباركة ترامب .
خسر دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية ورفض الاعتراف بنتائجها ، وبدأ يمارس حملة تحريض واسعة حتى خسرت أمريكا صورتها الديموقراطية النموذجية التي لطالما تغنت بها ، وتحول مبنى الكابيتول إلى ساحة مواجهات لم تعرفها الولايات المتحدة من قبل ليطوي دونالد ترامب مسيرته السياسية بصفحة سوداء أنهت حياته السياسية دون رجعة .
أربع سنوات بث فيها دونالد ترامب الحقد والكراهية والعنصرية والإرهاب والتعجرف نتج عنها المظاهر الصادمة التي شاهدناها أمس ومن قبلها حادثة قتل جورج فلويد والأحداث التي تبعت ذلك . مما يصعب المهمة على الرئيس المنتخب جو بايدن بإعادة بناء النسيج الاجتماعي الاميركي وإعادة الاحترام للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى شعوب العالم .
أمريكا تبقى دولة عظمى تمضي ضمن منظمومة محكمة ولا يمكن الرهان على انهيارها بهذه السرعة ولكن مما لا شك فيه بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بأصعب ظروفها مما يدخل العالم بمرحلة جديدة من صراع القوى وانتهاء حكم القطب الواحد للعالم وظهور التعددية .
بالنسبة لنا كفلسطينيين علينا أن نحسم أمرنا ونستقل بقرارنا بما يخدم مصلحتنا الوطنية العليا ونصمم على إخراج عملية السلام من التفرد الأمريكي إلى رعاية دولية قادرة على لجم دولة الاحتلال الاسرائيلي وتطبيق القانون الدولي والدفاع عنه . والتركيز على إنهاء الانقسام وإنجاز ملف الانتخابات والاعتماد على أبناء شعبنا والرهان عليهم فهم الضمان الأول والأخير لانتزاع حقوقنا المشروعة وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
تشابه ترامب ونتانياهو في كل شيئ في عنصر يتهم وإرهابهم وانحطاطهم وكراهيتهم وها هم يتشابهون في النهاية السياسية ، ترامب يواجه احتقار العالم بأسره ونتانياهو يواجه مظاهرات يومية وقضايا فساد ومما لا شك فيه بأن من تابع دونالد ترامب خلال السنوات الأربع الماضية لا يستغرب ولا يندهش من هذه النهاية التي قد تكون بداية النهاية للعصر الذهبي للولايات المتحدة الأمريكية حال خرجت الأمور عن السيطرة .

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات