عروبة الإخباري – القول إنَّ العام 2020 لم يكن عاما عاديا كغيره من الأعوام، ربما بات مقولة مستهلكة يرددها الجميع حول العالم، غير أننا في وطننا الحبيب عُمان، تجرعنا مرارة الفقد والألم في الأيام الأوائل من هذا العام، مع الفقدان العظيم والحزن المرير لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مؤسس الدولة العمانية الحديثة، وباني نهضتها المجيدة، والأب الروحي لكل عماني وعمانية يتنعم على تراب هذا الوطن المعطاء.
وكان لتنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الأثر الكبير في محو جزء من هذا الحزن، فخير خلف لخير سلف بشارة سارة استقبلتها الجموع في أنحاء البلاد بالفرحة الممزوجة بالارتياح العميق، فجلالة السلطان المفدى، هو من توسم فيه “أعز الرجال وأنقاهم” “صفاتٍ وقدراتٍ تُؤهله لحمل هذه الأمانة”.
العام 2020 والذي أوشك أن يطوي آخر صفحة فيه، شهد العديد من الأحداث الفارقة في مسيرة الوطن، وكان العنوان الأبرز “ثورة التصحيح الإداري”، والتي أعقبت تولي جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- مقاليد الحكم، وتجلت مع صدور المرسوم السلطاني رقم “75/2020” الذي يحدد ملامح الجهاز الإداري للدولة، ثم تلى ذلك صدور 28 مرسوما سلطانيا ساميا في 18 أغسطس، تضمنت إلغاء قوانين وإعادة هيكلة بعض الوزارات واستحداث أخرى، ودمج هيئات، وإلغاء أخرى، فضلا عن إعادة تشكيل مجالس، وأيضا إعادة تشكيل مجلس الوزراء.
ومن بين الأحداث البارزة كذلك: ظهور فيروس كورونا واكتساحه معظم دول العالم، وقد سجلت السلطنة أول حالتي إصابة بكورونا في نهاية شهر فبراير؛ حيث كانتا لمواطنتين قادمتين من جمهورية إيران الإسلامية. ومع استمرار الجائحة، صدرت الأوامر السامية بتشكيل اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع التطورات الناتجة عن فيروس كورونا “كوفيد19” برئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية.
وفرضتْ اللجنة تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية بالسلطنة اعتبارا من 15 مارس إلى أن عادت في 1 نوفمبر من خلال المدمج. واتخذت اللجنة عددًا من التدابير والاجراءات الاحترازية إلى جانب إغلاق عدد من الانشطة لأكثر من 6 أشهر. وفي ظل الأزمة، تكاتفت جهود اجهزة ومؤسسات الدولة، من قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية، التي فرضت نقاط السيطرة والتحكم لحركة تنقل المواطنين والمقيمين بين مداخل ومخارج كافة محافظات السلطنة. وطبقت اللجنة فيما بعد قرار منع الحركة وإغلاق مسائي كامل. ثم في مطلع أكتوبر وبعد ارتفاع حالات الاصابة والوفاة بكورونا افتتحت السلطنة المستشفى الميداني لمرضى “كوفيد 19″، بمبنى مطار مسقط الدولي القديم؛ حيث حُولت إليه الحالات التي تحتاج للترقيد من بقية المستشفيات والمراكز الصحية، كما يستقبل الحالات التي تحتاج رعاية متوسطة فقط.
وفي 24 من ديسمبر الجاري، استقبلت السلطنة 15600 جرعة من لقاح فايزر- بيونتك المضاد لفيروس كوفيد-19، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة ستتسلم السلطنة 28 ألف جرعة أخرى؛ حيث تعاقدت وزارة الصحة على شراء 370 ألف جرعة من اللقاح.
قطاع التعليم
وفي مجال التعليم، تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وأسدى توجيهاته السامية بتوفير أجهزة حاسب آلي محمول لكافة الطلاب الجدد الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي للعام الدراسي (2020/2021) من أسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود.
وأعلنت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في مطلع أغسطس عن إنشاء أول كلية جامعية بالدقم بالشراكة بين شركة إسكان عمان للاستثمار وشركة الشرق الأوسط لمشاريع التعليم تدشن عامها الأكاديمي الأول في العام الأكاديمي 2021-2022م.
ومع اقتراب عام 2020 من نهايته، احتل 23 باحثا من جامعة السلطان قابوس بينهم 5 عمانيين، قائمة أفضل 2% من علماء العالم.
وتم تدشين أول طابع بريدي تزينه صورة المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وطابع بريدي تذكاري احتفالاً بمرور خمسين عامًا على النهضة المُباركة. كما دشنت شركة بريد عُمان 8 طوابع بريدية عن “عرضة الخيل والإبل” للاحتفاء بهذا الموروث الثقافي الأصيل الذي تنفرد به السلطنة من حيث الأداء والمعنى.
وفي يوم المرأة العمانية، تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- فأنعم بوسام الإشادة السلطانية على عدد من الشخصيات النسائية العُمانية. وقامت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظها الله ورعاها- بتسليمهن الأوسمة، وذلك خلال تفضلها برعاية الاحتفال بمناسبة يوم المرأة العمانية.
كما منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ووسام التقدير للخدمة المدنية الجيدة من الدرجة الثانية لعدد من الشخصيات العامية، تقديرا من لدن جلالته -أعزه الله- لجهودهم وإسهاماتهم الطيبة في مختلف المجالات؛ حيث تفضل جلالة السلطان المعظم -أيده الله- فمنح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لكل من المكرمة عائشة بنت حمد الدرمكية والباحث علي بن أحمد الشحري والدكتور علي بن فرج الكثيري. كما تفضل جلالته -حفظه الله- فمنح وسام التقدير للخدمة المدنية الجيدة من الدرجة الثانية لكل من: الأستاذة بيوبا بنت علي الصابرية والدكتور هلال بن سعيد الحجري والفاضل إبراهيم بن علي بن قمبر العجمي.
وعلى المستوى، كان القرار الأبرز، حظر استخدام أكياس التسوق البلاستيكية أحادية الاستهلاك التي تستخدم مرة واحدة، وذلك في إطار الحفاظ على البيئة، ويبدأ التطبيق غدا الجمعة الأول من يناير 2021. ونص القرار على ان تفرض غرامة إدارية لا تقل عن 100 ريال عماني، ولا تزيد على 2000 ريال عماني على كل من يخالف أحكام هذا القرار، وتضاعف في حالة تكرار ارتكاب المخالفة.