عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
لا يبهرني وحدي عمل محافظ العاصمة الدكتور سعد شهاب بل يبهر أصدقائي الكثيرين الذين يذكرونه في كثير من المناسبات بإعتباره في ظل قوانين الدفاع أصبح مرجعية لكثير من السلوكيات العديدة الناتجة عن الحظر ..
والدكتور شهاب للذين لا يعرفونه يقدّم نموذجاً فريداً إيجابياً في التعامل مع مواطني العاصمة ” فهو شيخ ” وجيه إن أردته لا يعود أحد من عنده غاضباً دون أي تجاوز للقانون وهو إداري بيروقراطي يتميّز بالقدرة على إنفاذ القانون دون مراجعات، وهو رجل مكتبي من الطراز الأول في قراءة إدارته ومتابعتها وحفظ درسه ضمن اللوائح القانونية والأنظمة والتشريعات في الداخلية . وهو رجل ميدان رأيناه طوال مرحلة الكورونا المستمرة في العديد من الأحياء والضواحي وحيث كانت البدايات في العزل للمباني ومنع الإختلاط المعدي، ولم يكن يركن للتقارير التي تصله كلها بل كان يُغادر المكتب حيث تقع الشكاوى أو حين يريد أن يتأكد بنفسه ويطمئن قلبه..
يتميّز المحافظ بمعرفة النفسيات الطيبة من تلك الأخرى وله نظرة قلما تخطىء يعبر عنها أحياناً بلغة الجسد حين تنظر إلى وجهه فتعرف مدى صدق الرواية المطروحة عليه أو كونها إحتوت على حشوات زائدة في رواية لا تصدّق ..ولذا كان ما يفد إليه من شكاوى وهي كالسيل الذي لا ينقطع حيث يجري تمحيص بعضها بالفراسة والخبرة التي يتمتع بها ..
وأنا أزوره أحسست أنني أزور شيخاً محترماً وقوراً يحترم زواره ويقوم بواجبه في تطبيق القانون ويزيد بالأريحية في التعامل..
ورغم تفعيله لكوادر المحافظة النابهين وإيمانه باللامركزية في العمل الاّ أن طبيعة الأردني ومزاجه وإعتقاده أن القضايا لا تحل إلاّ من رأس النبع فإنه يُنفق وقتاً مضاعفاً لذلك دون أن يرد سائلاً أوصاحب حاجة إلا بإجابة مقنعة..
الدكتور سعد خبير في الإنتخابات فقد صمّم في الماضي ( وحيث لم تكن هيئة مستقلة خاصة تتحمل الأعباء ) أشكالاً ونماذجاً من إدارة الإنتخابات شكلت نموذجاً يتطابق مع الرقابة الدولية حيث نالت التقدير، فقد تابعت ذلك أبان حكومة الدكتور عبد السلام المجالي حين كان الدكتور سعد شهاب في الداخلية ولم يكن محافظاً وظلّ يحمل معه هذه الخبرات التي قد لا تكون الإنتخابات الأخيرة استفادت منها بما يكفي..
لا يؤمن الدكتور سعد شهاب بالتجاذب في العمل أو التمترس خلف موقف أو شخص أو قناعات فهو منفتح على القرارات القادمة من فوق وحتى الصادرة منه لمن يعمل معه ويرى أن القرار الصحيح النابع من تطبيق القانون هو الأولى أن يتبع وقد عرفت له في ذلك أكثر من حادثة وموقف وفتوى !!
أمس الأول وفي جلسة واسعة تذاكرنا نشاطه وأريحيته وقلما يتوقف المتحدثون عند أي شخصية بالتوافق أو شبه الاجتماع، ففي السلوك الأردني صفة قد لا تكون حميدة حين تلتقي مجموعة فإن ذكر أحد بالخير صمتوا… وان ذكر بغير ذلك تناوبت السكاكين أو النقد ولو في حده الادنى في أحسن الاحوال.. ما شهدته ان الذي ذكر المحافظ شهاب لحادثة وقعت اثنى عليه معظم الجالسين وبصوت مسموع دون رطانة أو تمتمة، فاعتبرت أن القاعدة في ذلك قد كسرت وأن هناك من ينصف المخلصين والعاملين على خدمة الجمهور أو من يقدمون ما يبرر الثناء عليهم ..
محافظة العاصمة هي نصف المملكة في العدد والأعباء وتحتاج الإدارة فيها إلى كياسة دبلوماسية رفيعة الشأن، خاصة وأن في العاصمة كل البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية والمنظمات وبالتالي لا بد من تأكيد النمط المدني المتبلور تماما في تناول القضايا والاهتمام بها، واليقظة على جوانب عديدة من تداخلاتها لتبقى السمعة الوطنية في ابهى صورها..
لست خبيرا في الاجراءات ولكن المحافظ الدكتور سعد شهاب حين يشرح يختصر المشهد فهو يدرك أن وراء كل إنفاذ للقانون تفاصيل ليس المواطن بحاجة إليها وإنما ما يهم المواطن هو تنبيهه ومساعدته وتخديره أو حمايته أو ردعه عما يجب أن يردع بقوة القانون ..
اعتقد ولا أزكي على الله أو الوطن احدا أن محافظ العاصمة الآن يعيد إلى الاذهان أسماء قليلة مرت في تاريخنا الوطني لأولئك الذين تولوا الإدارة بحرفية ووعي واتزان ووطنية، فكانوا على اختلاف مواقعهم القديمة من قائمقامية ومتصرفين وحكام اداريين وحتى وزراء أو قضاة قبل أن نعرف اسماء كثير من المواقع والمناصب اليوم كانوا اعلاما يُحتج بعلمهم يذّكر بهم عمل الدكتور وطريقته التي تحرص على ربط المواطن بقيمه وعاداته وتقاليده الأصيلة والتي أصبحت في جوهرها نادرة مع التبدلات الشديدة والخطيرة التي اصابت مجتمعنا..
قد لا يجد القارئ في دوافعي للكتابة عن هذا الرجل الكثير، وقد يتسائل البعض لما اكتب أو اخص الدكتور سعد شهاب المحافظ بهذه الاسطر… ولكنني استطيع أن أقول دون طول جدل أو محاولة بتبرير أنني فقط اردت أن أنقل ما استقر في اذهان من تحدثوا عنه أو ما سمعت على السنتهم من كلام اقتضى ذكره .. كلام الخير يجب أن يقال وان يسبق أي كلام آخر، وأنا هنا انقل ما قاله الجالسون المتميزون بالانصاف!!