عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
ظلت “الأردنية للطيران” ممثلة في رئيسها الكابتن محمد الخشمان تعمل على مواصلة الاقلاع رغم كل ما تعرضت له من عقبات ادارية وبيروقراطية رسمية . ولما كانت بذرتها صلبة فقد فلقت صخر التحديات ونمت وتواصل اقلاعها لتصبح بديلاً واملاً في غياب ام شركات الطيران (الملكية الاردنية) التي توقفت رحلاتها بسبب وباء الكورونا وأسباب اخرى اوهنتها لا مجال لذكرها لحرصنا على الناقل الوطني وامنياتنا له ان يواصل رفع اسم الاردن وعلمه في فضاء العالم..
“الأردنية للطيران” الآن وهي تحمل هذا الاسم المنتقى بعناية تهبط في العديد من المطارات العربية والدولية وتغطي مساحات مناسبة وتحمل الاردنيين الى الخارج لتكسر بذلك حصار جائحة كورونا وتذكر بأنها قادرة وجاهزة وبأسعار منافسة، فهي لا تستغل توقف بعض رحلات الملكية او غياب المنافسة على خطوطها او الكلف الزائدة في المطارات والخدمة، بل تعمد وبعقلية تجارية واعية وملموسة ان تقدم خدمة جيدة مقترنة بأسعار مناسبة جداً للكثيرين ممن يحتاجون للسفر امام عروض غدت محدودة..
كانت “الاردنية للطيران” ذات يوم قد صعدت صعودا عاليا وقد كنت شاهدا على ذلك، ولكن ظروف استجدت جعلتها تحافظ على نواتها وتعيد موضعة نفسها وتستأنف نشاطها لتبرز من خلف التحديات أشد صلابة واقوى إرادة ..
وهي لذلك تبرر نفسها ليس فقط كشركة تجارية تعمل بشفافية، وإنما ايضا كشركة وطنية وجدناها حين افتقدنا بدر الشركات في ليالي الكورونا المعتمة ..
خبرة الصديق محمد الخشمان عميقة وومتدة، وهو يحب التحدي ويُقبل عليه، وتزيده الظروف الصعبة اصراراً على ان يمارس من خلالها اصراره على النجاح..
في سباق المسافات الطويلة للتحدي نجد “الاردنية للطيران” حين انكمشت الشركات الاخرى او حسبت حسابات الربح والخسارة والكلفة . وكنت اتمنى لو ان مناخ الاستثمار الاردني في هذا المجال كان مرناً منذ البداية، وأعطى المزيد من الامتيازات ووفر ظروف التنافسية دون تميز ودون حماية لطرف على حساب آخر..
ارتحلنا وارتحل اصدقاؤنا مجدداً الى القاهرة وشرم الشيخ وتركيا وبلدان ودول اخرى حطّت فيها “الاردنية للطيران” بعد ان صنعت للاردنيين نافذة وبوابة يُطلون منها دون ان يكابدوا السفر في شركات اخرى غير أردنية حرصت ان تعبىء الفراغ الناتج عن شلل في مطاراتنا ورحلاتنا التقليدية ..
تعود “الاردنية للطيران” للتوهج مجدداً، فمن يستطيع ان يشارك في تحدي جائحة الكورونا ويستمر في العمل فإنه يستحق التكريم ويستحق الجائزة، فزمن الشدّة ليس كزمن الرخاء..
“وفي هذا فليتنافس المتنافسون” ولا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون ..
اعتقد ان كثيراً من الاردنيين الآن يلهجون بالشكر للأردنية للطيران على استمرار عملها وبأسعار مناسبة، لتبقيهم على صلة بالعالم وتبقى شريان التواصل بعيدا عن القطع، وتحقق اهدافاً سدت ثغرات كبيرة واعادت لنا الطمأنينة بالسفر ..