عروبة الإخباري –
كلمة فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في عرض النصر
(10 ديسمبر عام 2020)
الجنود الأعزاء،
اليوف الكرام،
السادة والسادات،
بالدرجة الأولى، أطلب إلتزام دقيقة صمت إحياءً لذكرى شهدائنا الذين قضى حتفهم في الحرب الوطنية.
رحم الله جميع شهداءنا!
اليوم هو يوم تاريخي. اليوم تحتضن ساحة التحرير إستعراض النصر. تغمرني السعادة بحضور رئيس الجمهورية التركية، أخي العزيز رجب طيب أردوغان، هذا الإستعراض تلبية لدعوتي. كما يشارك الوفد الكبير من تركيا والجنود والضباط الأتراك، مما يظهر مجددا وحدتنا وصداقتنا وأخوتنا.
لقد كنا نشعر بدعم تركيا منذ الأيام الأولى من الحرب الوطنية أو بالأحرى منذ ساعاتها الأولى. وقد أيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ الساعات الأولى قضية أذربيجان العادلة. تصريحاته الصريحة والقاسية وغير المواربة، قد أسعدت الشعب الأذربيجاني للغاية، حيث قال أخي إن أذربيجان محقة في هذه الحرب وأن أذربيجان ليست وحدها وتقف تركيا دوما الى جانب أذربيجان، الأمر الذييعد من مظاهر وحدتنا وأخوتنا. دعم تركيا السياسي والمعنوي تجاه أذربيجان،يفرح كل مواطن أذربيجاني ويجعله فخورا. اليوم، نبرز مرة أخرى من خلال مشاركتناسويةً في إستعراض النصر وحدتنا لشعبينا وكذلك للعالم أجمع.
لقد حققت أذربيجان إنتصارا باهراأثناء 44 يوما بعد دحر أرمينيا وبالتالي، وضعت حدا للإحتلال. ويعتبر كل يوم من هذه الأيام الـ 44 تاريخا مجيدا لنا، حيث كان الجيش الأذربيجاني يتقدم كل يوم ويحرر المدن والقرى والبلدات والمرتفعات الجديدة. وكان الجندي الأذربيجاني والضابط الأذربيجاني، يقاتل بهدف واحد، الا وهو إنهاء هذا الاحتلال وهذا الظلم وإنتصار العدالة وإنتصار العدالة التاريخية. وقد حققنا ذلك.
لقد كانت الأراضي الأذربيجانية تحت وطأة الإحتلال منذ حوالي 30 عاما بسبب السياسة العدوانية الارمنية إزاء أذربيجان في مطلع التسعينيات. في الواقع، إنطلقت السياسة العدوانية الارمنية في أواخر الثمانينيات. إذ أنه شهدت تلك الفترة تشريدمئآت آلاف أذربيجاني الذين كانوا يعيشون في جمهورية أرمينيا الحالية من أراضي أجدادهم.وأقضية زانجازور وقُويْجا وإيراوان هي أراضينا التاريخية. وقد كان شعبنا يسكن في هذه الأراضي منذ القرون، غير أن القيادة الأرمنية آنذاك، شردتمئآت آلاف أذربيجاني من أراضيهم الأم. ثمساد نفس المشهد في قره باغ الجبلية، حيث إرتكب الجانب الأرميني بالقوة جريمة حرب بحق السكان المدنيين في أذربيجان وإرتكب مذبحة خوجالي. وعقب ذلك تعرض مدينتي شوشا ولاتشين للإحتلال في مايو 1992، ما خلق إتصالا جغرافيا بين أرمينيا وقره باغ الجبلية. وقد أدى إحتلال محافظة كالباجار في أبريل عام 1993 إلى تفاقم وضعنا وتسبب في الواقع إلى مواصلة سياسة الإحتلال اللاحقة.
لقد كنا على مدى السنوات الطويلة ننقل الحقائق حول هذا الأمر في كافة المناسبات الدولية. وقد تم تحقيق العمل الضخم الأمر الذي أعطى ثماره. على الرغم من أننا إستعادنا وحدة أراضينا في ساحة القتال، إلا أنني أعتقد أن جهودنا السياسية والدبلوماسية في السنوات الأخيرة، قد آتت بثمارها. إذ أنه قد أقرت كافة المنظمات الدولية الرائدة بوحدة الترابالأذربيجاني ودعمتها، حيثأيدت 4 قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي الى جانب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز والبرلمان الأوروبي ومنظمات أخرى، أيدت قضية أذربيجان العادلة. وهكذا تشكلت القاعدة القانونية لحل النزاع. بالتزامن، أسفرت جهودنا الممنهجةعن إيصالالمعلومات الوافية عن الصراع وتاريخ قره باغ الى المجتمع الدولي، مما قاد الى توقف الدعاية الارمنية الكاذبة وتأكد العالم من كون قره باغأرضا تاريخية أمّا لنا. لقد إمتد عيش الشعب الأذربيجاني وإبداعه وبناءه في هذه الأراضي منذ العصور.كما شهد العالم بأكمله تبعية قره باغ الجبلية لأذربيجان من حيث القانون الدولي.
لقد كنا على مضي السنوات نستجمع القوة سواء على صعيد سياسي وفي إطار المحافل الدولية أو من خلال تعزيز إقتصادنا وجيشنا. ونتيجة لذلك، قطعت أذربيجان شوطا تنمويا ناجحا في منتهى الغاية أثناء الأعوام الأخيرة وكان تفوقنا لافتا أكثر عاما تلو الآخر. ولم تقدر ارمينيا على منافستنا. لقد كنت في غضون السنوات السبع عشرة الماضية أصرح مرارا وتكرارا بأنه لو لم تسحب أرمينيا قواتها المحتلة من أراضينا طوعا، فسنحل هذه القضية بالطرق العسكرية. حينما تم إنتخاب رئيسا في عام 2003، أقسمت على الدستور والقرآن الكريم على حماية وحدة الترابالأذربيجاني. واليوم أستطيع القولبكل فخر أن أذربيجان، قد حققت ما أرادت وإستعادت العدالة التاريخية والقانون الدولي.
لقد كنا نتابع عن كثب التطورات الجارية في العالم وكنا نشهد إنتهاك صارخا للقانون والمبادئ الدولية في السنوات الأخيرة. وبعض الدول، تحقق أهدافها بواسطة إستخدام القوة وفي هذه الحالة، يبقى القانون الدولي حبرا على الورق وتبقى قرارات مجلس الأمن الدولي حبرا على الورق. وفي ظل مثل هذا التعامل، كان الحل العسكري للصراع أمرا لا مفر منه. ما عدا ذلك، فقد جعلت الخطوات والتصريحات والتحركات الإستفز\طازية الارمنية في السنوات الأخيرة ولا سيما خلال العامين الماضيين، جعلت من الحرب أمرا لا رجعة منه. كما وضعت التصريحات المضرة والخطيرة الصادرة عن القيادة الارمينية حدا للمفاوضات. ووضعت القيادة الارمنية حدا للمحادثات، عندما أعلنت أن “قره باغ هي أرمينيا”. إن توطين الأرمن الذين تم نقلهم من الخارج في أراضينا التاريخية، يعد جريمة حرب ويناقض الإتفاقيات الدولية، الأمر الذي في الواقع،أنهى المفاوضات وجعلها عديمة المعنى ورأينا وشعرنا ونقلنا رسالتنا من المنابر الدولية إلى المجتمع الدولي. وفي شهر سبتمبر من هذا العام وقبل الحرب بثلاثة أيام، حذرت من كرسي الجمعية العامة للأمم المتحدة من إستعداد ارمينيا لشن الحرب الجديدة، وألفت الأنظار الى ضرورة إيقاف ارمينيا. وحدث هكذا. وقد تعرضنا على إمتداد هذا العام لثلاثة إستفزازات عسكرية، حيثوقع الأول منها في شهر يوليو على الحدود الأرمنية الأذربيجانية، عندما عزمت أرمينيا على إحتلال أراضينا. لكننا رددنا ردا جديرا وجعلناهم ينكفئون الى موقعهم. وتبع ذلك، إرسال المجموعة التخريبية إلى أذربيجان في شهر أغسطس التي تم تحييدهاأيضا. وأخيرا، في 27 سبتمبر، تعرضت قرانا ومواقعنا العسكرية لقصف مدفعي، مما أسفر عنسقوط الضحايا بين المدنيين والعسكريين. وقلنا كفاية وعلى الإحتلال أن ينتهي وسوف ينتهي. وبصفتي قائدا أعلى، أعطيت أمرا للجندي الأذربيجاني بالتقدم ويتعين علينا أن نحرر أرضنا وننهي الإحتلال ونعاقب المحتل وهذا ما حدث. وقد حققت أذربيجان على مر 44 يوما ما أرادت تحقيقه وإستعادت العدالة.
إن كل يوم من هذه الأيام الأربعة والأربعين هو بمثابة تاريخنا المجيد.وكانت أذربيجان تتقدمكل يوم. ولم نتقهقر يوما أثناء هذه الأيام الـ 44. وإخترقنا التحصينات التي أقامتها أرمينيا منذ ما يقرب من 30 عاما والتي تم بناءهابطريقة تحول أذربيجان دون إجتيازها ويتعذر على جنودنا عبورها. في سياق متصل، كانت التضاريس الجغرافية لقره باغ الجبلية مواتية أكثر لصالح الجانب الأرمني. فقد أبلى الجنود والضباط الأذربيجانيون بطولة وبسالة متناهية تنفيذا للمهمة النبيلة وحرروا أراضيهم الأم من المحتلين. وتحررت محافظات جبرائيل وفضولي وزانجيلان وقوبادلي، بما فيها بلدة سوقوفوشان وبلدة حدروت وجزء من محافظة خوجالي وجزء من محافظة كالباجار وسلسلة موروفداغ الجبليةوالجزء الجنوبي من محافظة لاتشين والمرتفعات الإستراتيجية، تحررت من العدو في ميدان المعركةوأنتصب فيها العلم الأذربيجاني. وإنتهت حربنا المجيدة في شوشا التي يعد تحريرها في الثامن من شهر نوفمبر إنجازا تاريخيا والتي كانت أول مدينة لنا وقعت تحت الإحتلال وأصبحت آخر مدينةتحررت.وقد قصمنا ظهر العدو بتحرير شوشا وأرغمناه على الإستسلام. إنما تحرير شوشا هو حدث تاريخي. لقد تجاوز جيشنا وأبناؤنا الأبطال الجبال والوديان والأحراجوالمدقاتوالصخور شديدة الإنحدار وتسلقوا الصخور ليدخلوا شوشا وخاضوا الإشتباك بالأيدي مع العدو ودمروهونصبوا العلم الأذربيجاني في شوشا. وبعد يوم، تم تحرير 70 قرية أخرى من المحتلين وإستسلمت أرمينيا ورفعت رايةبيضاء ودثتعلى ركبتها وتلقت عقاباتستحقه وطلبت المساعدة. لقد قضينا على أرمينيا في ساحة القتال. وحطمنا الأسطورة التي صنعها الأرمن على مر السنوات المديدة. لقد خلقوا أسطورة عن جيشهم عبر الترويج للمعلومات الكاذبة التي تزعم أن الجيش الأرمني جيش لا يقهر. وفاتت 44 يوما فقط للقضاء على الجيش الأرمني والقوى البشرية وتدمير المعدات العسكرية وعرضت أذربيجان قوتها وقدراتها.
لقد قلت إننا نستجمع القوة وقد إستجمعنا هذه القوة. لقد كسبنا هذا الإنتصار على حساب الإحترافية والبطولة وكذلك الروح الوطنية. كنا على حق وكانت العدالة لصالحنا. عندما أطلق جنودنا وضباطنا هجوما، كانوا يستهدفون إلا تحرير أراضيهم الأم من المحتلين. وفي العاشر من شهر نوفمبر، أُجبرت أرمينيا على التوقيع على وثيقة الإستسلام التي تم بمقتضاها إعادة محافظات كالباجار ولاشين وأغدام إلى أذربيجان دون طلقة واحدة ورفع العلم الأذربيجاني فيها. ويدل هذا على أننا إنتصرنا في الحرب على أرض المعركة وعلى الساحة السياسية على حد سواء. مع أن الكثيرين وبخاصة الوسطاء الذين يتعاملون مع هذه القضية، قد أكدوا مرات عديدة على غياب حل عسكري للصراع. غير أنا أثبتنا أن حلا عسكريا قائم. وإلا هذه المعادلة حيث لا حرب ولا سلام فيها، قد إطردت لمدة 30 عاما أخرى. كم كان مدى يفرض علينا تحملا لها؟ كم كان مدى يفرض علينا الصبر عليها؟لقد جددت مرارا أن صبر الشعب الأذربيجاني، قد نفد وأنه إذا لم تنسحب أرمينيا من الأراضي المحتلة طواعية، فسوف نطردهم من هناك ويجب عليها الإنصراف عن أراضينا! لقد قلت هذا قبل وأثناء الحربوفي خطاباتي الى الشعبوأثناء مقابلاتي مع وسائل الإعلام الأجنبية. لقد قلت إنهيتوجب على ارمينيا أن تنصرف عن أراضينا طوعا وتعترف بتبعيتها لنا وتنسحب منها. وإلا فإننا سوف نسير حتى النهاية وسرنا حتى النهاية. فلذلك إنتصرنا في ساحة القتال. وثم إنتصرنا سياسيا وأجبرنا العدو على تحرير محافظات كالباجار ولاشين وأغدام والإنسحاب من أراضينا.
إن هذا النصر هو نصر تاريخي. لقد كان الشعب الأذربيجاني ينتظر هذا اليوم منذ نحو ثلاثين عاما وينتظر أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ زهاء 30 عاما. لقد جددتللشعب الأذربيجانيخلال خطاباتي اليه أنناينبغي أن نصير أكثر قوة وأننا نعرف توقيت وكيفية قيامنا بما يلزم. لقد جلّت الحياة أننا إتخذنا الخطوات في موعدها وحشدنا كل قوانا،كي نخلق قبضة حديديةموحدة وسحقنا رأس العدو. وكنت أقول خلال الحرب أن قبضتنا الحديدية، تجسد سواء وحدتنا أو وقوتنا. وإنما هذه القبضة الحديدية،قد قصمت ظهر العدو وسحقت رأسه. اليوم نحتفل بهذا العيد كأمة بطولية. قد نفذ جيش أذربيجان المنتصر مهمته التاريخية ودحر ارمينيا. ويمكن القول أن الجيش الأرمني شبه معدوم ومقضي عليه. وبعد ذلك، لو أطلت الفاشية الارمنية برأسها مرة أخرى، فمآل ذلك لن يتغير والقبضة الحديدية، سوف تقصم ظهورهم مجددا.
الآن ينطلق العهدالجديد لنا وهو عهد البناء. لقد سوىالعدو البغيض الأراضي المحتلة أجماء بالأرض. وهذه المعلومات متاحة للجميع وهناك مقاطع فيديو. زياراتي للأراضي المحررة، تبرز ذلك. كل المباني وكل الآثار التاريخية والمساجد والمقابر تلقت تدميرا وتهديما على يد العدو البغيض. وسوف نقوم بإعادة ترميمها وبناءها دون إستثناءوقد بدأت.
وأريد أن أذكر مجددا بطولة الشعب الاذربيجاني. لقد إرتكب العدو البغيض خلال هزيمته على أرض المعركة جرائم حرب بحق السكان المدنيين وقصفت مدننا بالصواريخ الباليستية والقنابل الفوسفورية والقنابل العنقودية، مما أسفر عن مقتل نحو 100 مدني بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 400 مدني وتدمير أو تضرر فوق 5000 بيت. لكن المواطنين الأذربيجانيين، لم يتخلوا عن أرضهم. وكانوا يؤكدون الصمود حتى النهاية مهما كان ثمنها. وكان ما يتعدى 10 آلاف هارب في الجيش الارمني في غضون الحرب. لم يشهد الجيش الأذربيجاني هروب ولو عسكريا. وكان جنودنا وضباطنا الجرحى في المستشفيات والعيادات العسكرية يطلبون من الأطباء قائلين “إشفونا على وجه السريع حتى نعود إلى ساحة القتال ونستكملمهمتنا”. لقد عرض الشعب الأذربيجاني عظمته ومعنوياته العالية. يرجع سبب هذا الإنتصار الى الشعب الأذربيجاني. لقد أنجزنا رسالتنا التاريخية من خلال الوحدة والإرادة والعزيمة والروح الوطنية.
وسوف تنمو أذربيجان فحسب فيما بعد. وسوف تعود الحياة إلى أراضينا المحررة. وقد قلت إنه على كل واحد منا أن ينشط في هذا العمل. وسوف نعيد معا تشييد مدننا وقرانا التي دمرها العدو. ونملك الإرادة والإمكانات على حد سواء.
لقد إحتضنت ساحة التحرير العديد من الإستعراضات العسكرية. غير أن هذا الإستعراض، يحمل أهمية خاصة. وإنه لإستعراض النصر وإنه لحدث تاريخي. وقد صرحت في أحد الإستعراضات، بأن العلم الذي تم نصبه في مرتفع لالاتابا في عام 2016 سوف يتم إحضاره إلى إستعراض النصر. وسبق لي أن قلت أنهسوف يحين يوم يُحضر فيه العلم الأذربيجاني الذي تم رفعه اليوم فوق الأراضي المحررة إلى ساحة التحرير وقد حان هذا اليوم. ونحن – الشعب الأذربيجاني، نشهد على هذا اليوم التاريخي. من الآن فصاعدا، سنمضي قدما فقط.
أود أن أختم كلمتي بمقولة مشهورة. يعلم الجميع أن القيادة الأرمنية،قد تفوهت قبل عام بأن “قره باغ هي أرمينيا والنقطة.” لكنني قلت “أنقره باغ هي أذربيجان وعلامة التعجب”. اليوم يشهد العالم باسره أن قره باغ هي أذربيجان! قره باغلنا! قره باغ هي أذربيجان! المجد للجيش الاذربيجاني! تحياالصداقة والأخوة التركية الأذربيجانية! عاش الجندي الأذربيجاني!