عروبة الإخباري – مباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، توصُّل المغرب وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أكد المغرب ما كشفه ترامب، وعرض بيان للديوان الملكي المغربي تفاصيل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
إذ باتت المملكة بذلك رابع دولة عربية، منذ أغسطس/آب الماضي، يبرم اتفاقاً بهدف تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان، إلى جانب مصر والأردن اللتين طبَّعتا علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل عامي 1979 و1994 على التوالي.
كيف سيطبّع المغرب علاقاته مع إسرائيل؟
حسبما ورد في بيان الديوان الملكي المغربي، فإن الملك محمد السادس ذكَّر الرئيس دونالد ترامب، بـ”المواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة من القضية الفلسطينية”.
كما أكد أن المغرب يدعم حلاً قائماً على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
بينما أوضح أنه اعتباراً “للدور التاريخي الذي ما فتئ يقوم به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة، ودعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، ونظراً للروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي”، قرر المغرب:
تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود، من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.
استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال.
تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي. ولهذه الغاية، العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقاً ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
بحسب الديوان الملكي فإن هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمملكة في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البنّاء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.
قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة بإقليم الصحراء
في المقابل فإن الرئيس الأمريكي أخبر الملك محمد السادس بأنه أصدر مرسوماً رئاسياً، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة الكاملة على منطقة الصحراء المغربية كافة.
في هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية المهمة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكِنة أقاليمنا الجنوبية.
إثر ذلك، تطرق الملك والرئيس الأمريكي للجهود المبذولة من أجل حل الأزمة الخليجية.
إذ عبّر الملك محمد السادس للرئيس الأمريكي عن أمله في أن تفضي التطورات الإيجابية المسجلة إلى تحقيق المصالحة الخليجية المنشودة، بما يساهم في استتباب الأمن والاستقرار بمنطقة الخليج العربي، وتحقيق الأمن العربي الشامل، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لما فيه صالح شعوب المنطقة العربية.
محمد السادس يتصل بالرئيس الفلسطيني
من جهة أخرى، أعلنت الرباط، الخميس، أن الملك محمد السادس أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأوضح بيان للديوان الملكي، أن الملك محمد السادس أطلع الرئيس الفلسطيني على مضمون الاتصال الهاتفي، الذي جمعه بدونالد ترامب.
كما أبرز الملك المغربي، أن الرباط مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
كما أكد الملك لمحمود عباس، أن المغرب الذي يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته، لن يتخلى أبداً عن دوره في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنه “سيظل كما كان دائماً، ملكاً وحكومةً وشعباً، إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وسيواصل انخراطه البنّاء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.