عروبة الإخباري – “ضرب أمريكا لإيران بشكل جراحي محدود أو شامل في الأسابيع المقبلة”، أو “حل الأزمة الخليجية بين قطر، والسعودية والإمارات والبحرين”.
كان الاحتمالان السابقان هما أكثر ما ذهبت إليه التحليلات فيما يتعلق بدوافع زيارة “جاريد كوشنر”، مستشار البيت الأبيض صهر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، للسعودية وقطر الأسبوع الماضي.
غير أن الكاتب الإسرائيلي “زيفي برئيل” ذهب إلى مسار مغاير تمام مرجحا بعدا ماليا لزيارة صهر الرئيس الأمريكي للدولتين الخليجيتين الغنيتين.
ولفت “برئيل” في مقاله بصحيفة “هآرتس” العبرية إلى أن الزيارة ربما تكون لوضع أساس مالي لعائلة “ترامب” قبل مغادرة كبيرها البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
وذكر الكاتب أن “كوشنر” يرتبط بعلاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، لكنه في الوقت ذاته مدين لقطر بعد تقديم شركة تابعة لها دعما ماليا لشركة استثمار تابعة لعائلته قبل عامين، لسداد رهن عقاري أنقذت من خلاله مبناها الرئيسي في نيويورك.
ووفق الكاتب فقد وقعت شركة “بروكفيلد” للعقارات (يعتبر جهاز قطر للاستثمارات أحد كبار المستثمرين فيها) عقد إيجار مع الشركة المرتبطة بعائلة “كوشنر” فيما يتعلق بالمبنى 666 على الجادة الخامسة بنيويورك المؤلف من 41 طابقا.
واشترت عائلة “كوشنر” البرج قبل 11 عاما بصفقة قياسية بلغت 1.8 مليار دولار، لكن مردوده المالي (قبل إبرام الاتفاق) لم يغط إلا نصف قيمة الرهن العقاري السنوي، كما أن 30% من مساحته غير مشغولة.
وستتولى “بروكفيلد” تأجير مبنى الجادة الخامسة وتشغيله، وتخطط لإنفاق ملايين الدولارات لتجديد المبنى الذي بُني قبل 61 عاما.
ووفقا للكاتب الإسرائيلي، فإن العديد من النقاد الأمريكيين يعتقدون أن “ترامب” وعائلته يرغبون في الاستفادة من علاقاته الدبلوماسية مع دول الخليج لجذب استثمارات عقارية بمئات الملايين من الدولارات.
ويرى النقاد أن الحفاظ على العلاقات التجارية مع “ترامب” الذي تعهد بعدم الابتعاد عن الساحة السياسية هي خطوة واضحة، وهذا الأمر فعلته السعودية من قبل مع “جورج بوش الأب”، وحصدت أرباحا مع “بوش الابن”.
واستبعد “برئيل” أن تشهد الأسابيع الأخيرة المتبقية في فترة ولاية “ترامب” أية اضطرابات دبلوماسية كبيرة.
ولفت إلى أن السعودية قررت تأجيل خطوة التطبيع مع إسرائيل والانتظار حتى يدخل الرئيس المنتخب “جو بايدن” البيت الأبيض، في مسعى لتبرئة اسم “بن سلمان” مقابل إعلان تطبيع الرياض علاقتها رسميا مع تل أبيب.
وأضاف أنه بنفس الطريقة يمكن للرياض تأخير المفاوضات مع قطر لبضعة أسابيع أو أكثر دون الإضرار بنفسها.
وعقب بأنه عندما يعلن “بايدن” أنه ينوي إخضاع سجل الإنسان في السعودية للتدقيق، والعودة للاتفاق النووي مع إيران، فإن السعودية ستكون بحاجة إلى تمتين الصفوف على الأقل بين دول الخليج لتشكيل جدار صلب ضد السياسات الأمريكية الجديدة.