كما نحن مهتمون في الانتخابات الامريكية هاهي الواشنطن بوست تؤكد اهتمام المجتمع الامريكي في الانتخابات الاردنية وهذا ما يحسب للاردن ولا يسجل عليه، فهنالك فرق كبير بين الامنيات الشعبية وتطلعات النخب السياسية من جهة وبين مجريات الامور وظروف انعقاد الانتخابات التي تخللتها مناخات وبائية استثنائية وحالة معيشية صعبة ومناخات اقتصادية راكدة من جهة اخرى، جاءت نتيجة حالة الحجر المنزلي والغلق المناطقي التي كانت قد واكبت مناخات كورونا وخيمت بظلالها على طبيعة المشهد الانتخابي وظروف انعقاده.
وكنا ندرك جميعا ان هذه الانتخابات لن تحقق انجازا في تغيير الصورة النمطية للبرلمان بسبب قانون الانتخاب الذي لم يجر عليه تعديل والظروف الوبائية التي لن تقود لمشاركة واسعة وللحالة المعيشية التي لن يستطع حيالها المرشحون توفير الاموال اللازمة للحملات الانتخابية، هذا اضافة الى عوامل اخرى كان من اهمها عدم مشاركة شخصيات سياسية وازنة هذا اضافة الى النظرة السلبية الشعبية لاداء مجلس النواب وهي اسباب موجبة في ميزان التقييم وحجم التاثير.
اما من باب اخر فلقد، اجمع كل المتابعين والمراقبين بما في ذلك الواشنطن بوست وغيرها المجلات العالمية على اهمية انعقاد الانتخابات بهذه الظروف والذي يعد بنظرهم انتصارا حقيقيا للنهج الديموقراطي كما هو تاكيد للاستجابة لروح الدستور ونصوصه، اشاد الجميع بدور الهيئة المستقلة للانتخابات وثمنوا صدق عزيمتها تجاه تجسيد الارادة السياسية تجاه اجراء الانتخابات من إجراءات مزجت بين سلامة الإجراءات الانتخابية وسلامة الإجراءات الصحية، هذا اضافة الى ثنائهم على دور المؤسسات الامنية في تقديم الجهوزية المطلوبة لتامين هذة التظاهرة الانتخابية وظروف انعقادها.
ولقد دلت نتائج الانتخابات على توق المجتمع الاردني ورغبته في التغيير عندما تم تغيير اكثر من مئة نائب سابق وتم استبدالهم بنواب جدد، وهذا يدل على حسن استجابة من قبل الشباب من واسع حرصهم على المساهمة في الانتخابات ترشيحا وترشحا، وكما يؤكد في ذات السياق ان المجلس النيابي القادم يحمل روح التغيير ورجاءه.
اما في الاتجاه الاخر فانه مطلوب استدراك عميق لحالة الاحباط التي المت بالجسم الحزبي نتيجة مشاركته الواسعة وعدم تحقيق نتائج تحفظ ماء وجه الجسم الحزبي وتقوده للملمة صفوفه من جديد، لتحقيق انطلاقة جديدة تجاه نهج التنمية السياسية وهو ما يتطلب الشروع بايجاد برنامج عمل خاص لهذه الغاية يعزز من دور المؤسسة الحزبية ويقود رسالتها في الحياة العامة.
وقد أتفق مع الاصوات التي تحدثت عن سقف التطلعات التي كانت معقودة على هذه الانتخابات لكن واقعية التصور تستدعي بيان الحال والتقييم الموضوعي عند التقييم فان الادوات التي نمتلكها لم تسعفنا كما اجواء الوباء في تحقيق هذه التطلعات وتجسيدها، على امل ان يتجدد الحال وتتطور نماذج الميزان لتكون مبنية على اسس تقدم مبتدا التعددية النيابية والهويات السياسية على مساحات ارضاء الهويات الفرعية ونماذجها التقليدية، واخيرا نستطيع القول بجملة مفيدة، صحيح ان الاردن لم يحقق العلامة الكاملة في هذه الانتخابات لكن ما هو صحيح ايضا ان الاردن نجح في تحقيق علامة النجاح في التنظيم وحسن الاداء، فاستحق بذلك هذا الاهتمام الدولي الذي بينه تقرير الواشنطن بوست.