عروبة الاخباري –
جانب من خطاب فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الى الشعب (الجزء الثاني)
(مدينة باكو، 10 نوفمبر عام 2020)
أيها المواطنون الأعزاء والأخوات والأخوة الغاليون.
إن هذا البيان يملك أهمية تاريخية. يجب القول أنه تم التوقيع على هذا البيان من خلال الإجتماع عبر جهاز الإتصال المرئي وفي المرحلة الأولى، كان على رؤساء الدول الثلاث التوقيع على البيان من خلال هذا الإجتماع الإفتراضي. غير أن رئيس الوزراء الأرميني، رفض ذلك في اللحظة الأخيرة وتصرفه هذا قابل للتفهم، طالما يقصد هذا البيان في الواقع إستسلاما عسكريا لأرمينيا. فلهذا السبب، قد وقعنا الرئيس الروسي وأنا على هذا البيان الذي تم تحريره باللغة الروسية عبر المؤتمر الإفتراضي. هنا توقيعي وقد تم تقديم هذه الوثيقة إلى السفير الروسي بعد هذا التوقيع، وسيوقع الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الارمني على هذه الوثيقة.
أود أن أجدد قولي بأن تصرف رئيس الوزراء الارمني هذا قابل للتفهم. ومع ذلك، أعتقد أن كل إنسان يجب محاسبته على أفعاله. ويبنغي على كل إنسان أن يحترم نفسه ولو في أصعب وأحرج الأوضاع بالنسبة له ولبلده. على كل حال، سوف يوقع عليها باشينيان. قد أرغمناه. لكنه سيوقع عليها في مكان مغلق، في مكان منعزل بعيدًا عن العدسات كجبان وغادر. لا يوقع عليها طوعا. ويقع عليها بفضل القبضة الحديدية!
إن هذا البيان بمثابة إنتصارنا المجيد. يسعدني أنني أنقل اليوم هذه البشرى الى الشعب الأذربيجاني وأعتقد أن أحد أسباب التوقيع على هذا البيان، يعود لنصرنا الباهر ونصرنا التاريخي الذي إحتفينا به أمس وهو تحرير شوشا التي تعد تاج قره باغ. إذ أن تحرير شوشا، يحمل معنى سياسيا وإستراتيجيا هائلا وكذلك معنويا ضخما على حد سواء. لقد عدنا الى شوشا. لقد إسترجعنا شوشا وسزف نعيش في شوشا وسوف تجيش الحياة في باقي الأراضي المحررة برمتها. الناس، سوف يعودون الى تلك الأراضي وسوف يسكنون فيها وينتهي شوقنا الذي دام 30 عاما.
أعتقد أن سبب التوقيع على هذا البيان، ينحصر في نصرنا العسكري التالي الذي حققناه في 9 نوفمبر وهو يوم علم الدولة، طالما حرر الجيش الأذربيجاني في هذا اليوم 72 منطقة سكنية. لقد قصمنا ظهر الجيش الارمني عن طريق تحرير شوشا وتحرير 72 منطقة سكنية في 9 نوفمبر وتحرير نحو 300 منطقة سكنية منذ 27 سبتمبر الأمر الذي أرغم باشينيان على توقيع هذا البيان في حالة بائسة وتعسة، بينما أنا وقعت على هذا البيان بمشاعر الفخر الكبير والسعادة، لأن هذا البيان، ينهي فعلا سنوات طويلة من الإحتلال ويمكّن من إستعادة المحافظات الأخرى وهي أغدام ولاتشين وكالباجار التي لا تزال تحت الإحتلال دون إراقة الدماء. وتتحدد فترة قصيرة ويتم إعادة هذه المحافظات الينا بحلول نهاية هذا الشهر. هذه، سعادة كبرى وإنتهازا لهذه الفرصة، أهنئ أهالي أغدام ولاتشين وكالباجار والشعب الأذربيجاني بأجمعه بهذه المناسبة. كلما تحررت أي محافظة أو مدينة، كلما هنأت أهالي تلك المدن والمحافظات وأتصور مدى معنى ذلك في حياتهم. لقد فقد بعضهم وربما أغلبيتهم آمالهم، حينما رأوا أن القضية لا تجد حلها طوال السنوات المديدة وكنت شاهدا خلال لقاءاتي العديدة مع النازحين ومراسم تقديم الشقق الجديدة لهم على إمتداد السبعة عشر عاما أحيرا، على أن آمالهم تتراجع من سنة الى أخرى. كنت أشاهد ذلك وشاهدت ذلك بألم في قلبي. رأيت أن بعضهم، قد خابت آمالهم. نعم، أعربوا عن شكرهم وبالطبع، خلقت لهم الظروف الجيدة وتمت معالجة مشاكلهم. تعلمون أن الأعمال التي تستهدف صالح النازحين في أذربيجان لا تتم في أي بلد آخر. يوجد النازحون في العديد من البلدان حول العالم، لكن وضع النازحين لدينا أكثر إيجابية بما لا يقاس من حالة النازحين في البلدان الأخرى. غير أن حلمهم الأساسي هو العودة إلى اراضيهم الأم وطلبوا مني، فخامة الرئيس، أعدنا اليها. وفي كل مرة عند لقاءهم، توسمت فيهم إرادة قوية لا تقهر وولاء للدولة وفي نفس الوقت، كنت أرى في أعينهم حزنا وشوقا. لقد إنتهى الأمر يا أبناء جلدتي الأعزاء، ألف مبروك، أنتم تعودون، نحن نعود، أذربيجان تعود! تستعيد أذربيجان وحدة ترابها. هل يمكن أن تكون هناك سعادة أكبر؟
يعرفون النازحون جيدا أننا سوف نتهالك على عودتهم الى أراضي أجدادهم وآباءهم وسوف نعيد البناء في هذه الأراضي المحررة من الإحتلال. الآن يشهد العالم بأسره على حالة تلك الأراضي من قبل العدو البغيض. إذ أنه هدم كل أبنيتنا وآثارنا التاريخية ونهب متاحفنا وألحق بطبيعتنا ضررا جسيما ودمر مساجدنا وأهانها. لقد كان العدو المتوحش يربي الخنازير في مساجدنا شبه المهدومة في أراضينا المحررة بغية إهانتنا والمس بكبرياءنا. غير أننا ثأرنا لهم ثأرا بما فيه الزيادة. كما إنتقمنا لضحايا خوجالي وشهداءنا.
لقد قلت حينما أعلنت البشرى الخاصة بتحرير شوشا في 8 نوفمبر إنني أحني رأسي لأرواح الشهداء. سيخلد شهداء حربي قره باغ الأولى والثانية في قلوبنا. رحمة الله على جميع شهدائنا. ونعود الى أرضنا نتيجة لبطولتهم وتفانيهم. أسأل الله أن يشفي جنودنا الجرحى حتى يعودوا إلى الحياة الطبيعية قريبا ونبذل وسنبذل قصارى جهدنا لشفائهم. ويجب أن يعرف جنودنا وضباطنا المصابين بجروح بليغة أننا سنتهالك على إعادتهم إلى الحياة الطبيعية. نحن مدينون لهم على هذا النصر. لقد حرروا ارضنا من المحتلين شبرا شبرا ورفعوا علمنا في الاراضي المحتلة والمحررة وجعلوا علمنا أن يحفق علمنا هناك. هذا إنتصارنا جميعا وإنتصار الشعب الأذربيجاني. لقد أظهر الشعب الأذربيجاني مجددا مدى عظمته ووطنيته ومدى إمتلاكه لإرادة حديدية. 30 عاما من المعانات و30 عاما من اليأس و30 عاما من الأذى، لم تثن شعبنا ولم تؤثر على إرادتنا بأي شكل سلبي. بالعكس، لقد أصبحنا أكثر إتحادا وأكثر حزما وأكثر قوة وإستجمعنا أنفسنا وقلنا الكفاية ولن نصبر على هذا الاحتلال. قلنا إننا سنطرد العدو من أراضينا! لا نهتم بأي مفاوضات. أنتم تعلمون جيدا أنني لم أكن أتحدث عن المفاوضات على مدار العام الأخير إطلاقا. لم أكن أرغب في خداع شعبي ولم أخدعه قط ولن أخدعه. الشعب الأذربيجاني يعرف هذا. عندما قلت قبل الحرب إنني أعرف ماذا أفعل ومتى، فأننا متأكد من أن الغالبية العظمى من شعبنا فهمت ما قصدته وإنتظرت هذا اليوم بصبر ووثقت بي ووثقت بي بصفتي رئيسا وقائدا أعلى وإنتظر وقدم هذا اليوم. قلنا، الكفاية، يكفي هذا النير! الى متى ستبقى مدننا تحت وطأة النير؟! كم سيدنس العدو البغيض طبيعتنا ويمشي ويأكل ويشرب ويرقص ويهيننا في أرضنا. قلنا إننا سنظهر للعدو مكانه ونطرده من أراضينا وطردناه!
وسوف يتفوه المؤرخون بما حدث في 27 سبتمبر وأعتقد أن الكثير من الناس يعرفون كيفية حدوثه. لقد نفد صبر الشعب الأذربيجاني وقلت لرئيس وزراء أرمينيا في الاجتماعات الأخيرة أنه لا ينبغي أن تلعبون بالنار ولا تعبثوا بصبر الشعب الأذربيجاني. أنتم لا تعرفون الشعب الأذربيجاني وستعرفونه ولكن الوقت سيكون قد فات. إستقيموا، إنسحبوا من هذه الأراضي، فهذه الأراضي لا تتبع لكم. ولكن ماذا فعلوا؟ إستعرضوا إستقدام الأرمن من الخارج ووطنوهم هناك وفي شوشا بالذات بشكل غير قانوني في إنتهاك صارخ للقانون الدولي والمعاهدات الدولية، بما فيها إتفاقيات جنيف ومن أجل الإساءة إلينا. وفي شوشا بالذات، كان زعيم العصابة والعصبة العسكرية الذي يبحث الآن عن حفرة للاختباء، اقام مراسم التنصيب وحضرها رئيس وزراء أرمينيا. ألم يكن هذا بمثابة التحرش بنا؟ ألا يحاسبكم أحد على هذا؟! لقد حاسبناهم وجعلناهم أن يجثوا على ركبهم! وخلال هذه التفرة المتجاوزة ل40 يوما، توسل الى الجميع وأذل نفسه ولم يبق أحد لا يضجره ولا يطلب منه المساعدة. لقد أهانناه وعملنا صحيحا. عندما رقص في حالة سكر في سهل جيدير في مدينة شوشا التي نعتبرها مقدسة، ما كان يفكر في أنه سوف يحين اليوم وينال عقابه ويختبئ مثل الفأر ويأخذ هذه الوثيقة ويوقع عليها باكيا. عرضنا له مكانه ولقّناه درسا. وطردناهم من أراضينا مثل الكلب. قلت إننا سوف نطارد ونطارد مثل الكلب وطاردنا وطاردنا مثل الكلب. والآن يوقع على هذه الوثيقة بدافع الخوف ويعلم أننا سنأتي إلى أغدام وكالباجار ولاشين. لا أحد يستطيع أن يوقفنا. رأى الجميع قوتنا وفهم الجميع ما هي قبضتنا الحديدية. لهذا السبب قمنا بطردهم وعملنا صحيحا.
ويمكن القول أننا قد دمرنا كافة آلياتهم العسكرية. لقد إجتزنا التحصينات التي تم بناؤها خلال هذه الثلاثين عاما وقد عبرها جنودنا مثل الأسود وسحقوا العدو وفعلوا صحيحا على أرضهم. نحن نلتزم بالقانون الدولي ونحترم القانون الدولي. ولم ولن نثأر من المدنيين أبدا. فلهذا السبب بالذات هناك قلة قليلة من الضحايا بين المدنيين من جانب العدو. ماذا فعلوا؟ لم يتمكنوا من الصمود في ساحة المعركة وهربوا، ثم قصفوا المدنيين بالصواريخ البالستية. هذه جريمة الحرب. سيحاسَبون على جريمة الحرب هذه. إستهداف مدينة كنجة بالصواريخ البالستية من أرمينيا هو دناءة وعمل دني وجريمة. قصف مدينة باردا بالقنابل العنقودية، يعد جريمة الحرب. قلت أن مدينة تارتار تشبه مدينة ستالينجراد المدمرة أثناء الحرب العالمية الثانية. إذ أن هذه المدينة الصغيرة، قد شهدت إنهيال مئات القذائف يوميا، بيد أنه لم يتركها أي أحد من أهلها. إير أن الأرمن هربوا. سُحق جيشهم “غير المقهور” وبدأ الفرار الذي أجبر زعيم العصبة العسكرية في قره باغ الجبلية على أن يصدر أمرا خاصا بتقديم كل من هرب إلى العدالة. هل هرب أحد منا؟ لم يهرب! لا يوجد شخص هرب! هذا هو الشعب الأذربيجاني! ويقول المدنيون مجددا: “عاش الوطن. الى الأمام والى الأمام فقط!”، مهما فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وذويهم. وترد في الرسائل الموجهة الي يا أيها القائد الأعلى الى الأمام! ندعمك والى الأمام ولا تتوقف ومضيت قدما ولم أتوقف.
لقد أدليت في غضون هذه الحرب بأكثر من 30 حديثا. ربما لم أدل بهذا القدر الكبير من الأحاديث طول حياتي ويتساءل البعض لماذا لا يجري إلهام علييف حديثا. أعتقدت أنني أملك الفرص بما فيه الكفاية لغاية التعبير عن موقفي وغالبا ما أعرب عن آرائي حول جميع القضايا. وتتسم كامل أنشطتي بالشفافية ويتابع الجمهور كافة إجتماعاتي. لم أكن أرى حاجة إلى حوارات صحفية أو متلفزة في ذاك الوقت. لكنني أجريت 30 حديثا حالما تطلبت الضرورة وصرحب بتكل الأحاديث بأننا نحترم القانون الدولي وندافع عن القانون الدولي وندافع عن العدالة وننفذ قرارات مجلس الأمن الدولي. قلت إن كل ما نتخذه من الخطوات تتوافق مع أحكام ومبادئ القانون الدولي والأخلاق ولا تنحرف عنها. ثأرنا من العدو وثأرنا من المحتل. لم ولن نستهدف المدنيين. ولم تشهد المدن التي سكن فيها العدو وإحتبأ فيها دمارا كبيرا. لأننا لم نستهدف المنشآت المدنية. هذا هو فارقنا.
لقد إستذكرت بعد إندلاع الحرب أنه يمكن القول أن كثيرا من الناس وجميع من تهمهم هذه القضية من السياسيين، أكدوأ عدم توفر حل عسكري لهذا الصراع. ماذا كنت أقول؟ كنت أقول عن وجوده! إنتقدوني متساءلين ماذا يقول إلهام علييف؟ لا يوجد حل عسكري. أجبت، حسنا إذا لا يقم حل عسكري، فعالجوا الصراع بطريقة سلمية. تملكون هذه الإمكانيات بين أيديكم. أنتم دول كبرى وأصحاب السمعة الواسعة والإمكانيات الهائلة. ما هي أرمينيا أمامكم وما الذي يحولكم دون التأثير عليها؟ لعلكم لا تودون أن تؤثروا عليها؟ لا، قالوا عن إستحالة طريقة عسكرية، بل سلمية. سنة أو سنتان أو 30 سنة أخرى بطريقة سلمية؟ كم يمكن أن يخدعونا؟ لكننا أثبتنا وجود حل عسكري. وقلت إنني أريد من باشينيان تصريحا وتعهدا وتقديم جدول زمني. ظللت أعرب عن هذه الأفكار منذ اليوم الأول من الحرب. يتاح للجميع أن يروا ذلك. لقد أجهرت في الأحاديث التي أدليت بها وفي خطاباتي الى الشعب بأن أعطني جدولا زمنيا وإخسأ وإنسحب وسأتوقف. إما يقولون من هناك توقفوا، إما يقولون من هناك توقفوا. طيبا، لماذا ما قال لهم أحد “توقفوا”، عندما كانوا يغزون أراضينا؟ لماذا لم يقل أحد لأرمينيا التي كانت تحتل أرضنا لمدة 30 عاما “إنسحب من هنا!” ما هذا؟ حسنا، الآن حينما نعتمد على قوتنا لتحرير هذه الأراضي بسقوط الشهداء وإراقة الدماء، تقول لنا “توقفوا”. إذن قل له أن ينسحب. لا يقول. يقول لنا أن نتوقف. أجبت أنني لن أتوقف. لا يستطيع أحد أن يوقفني وقلت إنني أطالب منك يا باشينيان عليك أنت بالتحديد ولا وزير خارجيتك ولا أحد آخر أن تتعهد وتعطي تاريخا متى تنصرف من أراضينا. أنظر، هذا البيان يتضمن ذلك التعهد. نجبره وأجبرناه وأجبرناه قوة وأجبرناه بواسطة ضرباتنا على رأسه بسبب كل أعماله الشريرة وتريبته لتلك الخنازير في مساجدنا. ومن الذي يربي خنزيرا في مساجدنا، فهو نفسه خنزير. الآن تحتوي هذه الوثيقة على التعهد، الا وهو الإنسحاب من باقي الاراضي المحتلة بحلول 1 ديسمبر. فلذلك الحل العسكري كان قائما. لكنني أجهرت أنني أريد أن تتوقف هذه المرحلة العسكرية، كي ننتقل الى المرحلة السياسية. ماذا حدث؟ حدث ما قلته. أنظر، اليوم صار ما قلته. قد إنتهت المرحلة العسكرية وننتقل إلى المستوى السياسي. يمكن القول أننا وقعنا على وثيقة تتماشى مع صالحنا باقصى درجة. ووقعها باشينيان. طريقة أخرى، لم تعد قائمة. في الواقع، إنه إعتراف بالهزيمة وإنه إستسلام عسكري. من حيث المبدأ، كان بإمكاني أن أطالب منه بالحضور والجلوس في مكان أدنى والتوقيع على هذه الوثيقة. لكن ذلك يخالف طبيعتي الإنسانية. لماذا أذل أي شخص. على كل حال، قد أذل نفسه. وقد وضع نفسه في هذا الموقع المشين. وكان عليه أن يفكر في حينونة هذا اليوم وحينونة يوم الحساب، حينما كان يرقص مخمورا وكرشه منتفخ في سهل جيدير. هذا هو الحال. لا يستطيع أحد أن يمزح معنا وأن يعبث بصبر الشعب الأذربيجاني وأن يهيننا. إذا قامت بذلك، فسوف نلقنك درسا. كما لقناه درسا.
لذا، فتم توفير حل القضية فعلا. بالتأكيد، لو التزمت أرمينيا بوقف إطلاق النار، لقد أعطيت الآوامر لجميع قيادات القوات المسلحة، فنتوقف. نحن نحترم توقيعنا. وعلى الجهة المقابلة أن تتوقف أيضًا. لأنه إذا لم يتوقف، فلن نتوقف كذلك.
الآن يعرف المراقبون الدوليون من الذي خرق الهدنة ومن الذي خرقها المرة الأولى من خلال قصف كنجة بالصاروخ البالستي ومن الذي إنتهكها المرة الثانية بعد مضي أقل من خمس دقائق من إعلان الهدنة ومن الذي قام بخرقها المرة الثالثة بقصف باردا بالصواريخ العنقودية. الآن، إذا إنتهكها مجددا، فأعتقد أنه سيندم عليه للغاية. فلذلك، قد تمكنا من تحقيق ما تطلعنا اليه. قدرنا على على إرغام العدو. في الواقع، أعطيتهم إنذارا نهائيا. قلت إن عليك بالإنسحاب، إذا لم تنسحب، فسوف أذهب حتى النهاية. حتى النهاية! في 8 نوفمبر، أعلنت في ممر الشهداء أنني سأذهب حتى النهاية ولن توقفني أي قوة.
لقد كسبنا هذا النصر في ساحة القتال. لقد تحررت أكثر من 300 منطقة سكنية، بما فيها مدينة فضولي ومجينة جبرائيل ومدينة زانجيلان ومدينة قوبادلي ومدينة شوشا وبلدة حدروت وبلدة سوقوفوشان والبلدات الأخرى.
لقد أرغمت هذه الإنتصارات العدو على إعادة محافظات أغدام ولاتشين وكالباجار الينا بالطرق السياسية. غير أنه يكون في عدم محله البحث هنا عن النوايا الحسنة للجانب الأرمني. ولا يملكون مفهوم النوايا الحسنة إطلاقا. لقد تم إجباره فقط. لأنه كان على علم بأننا سوف نستعيد هذه الأراضي بقوة السلاح، لو لم يوقع هذه الوثيقة. وكان الجميع يعرف ذلك. قلت إنني لا أريد سفك الدماء ويجب أن نوقف الحرب وأن ينسحب من أراضينا! هكذا حدث.
أريد أن أذكر أمرا . لقد أطلعت شعبي العزيز على نص الوثيقة، حيث تتضمن الفقرة الخامسة “أنه يتم إنشاء مركز حفظ السلام لمراقبة وقف إطلاق النار من أجل زيادة فعالية رصد مدى مراعاة طرفي النزاع للإتفاقات. وأستطيع القول أن الجنود الروس والأتراك، سيعملون في هذا المركز. وبالتالي، ستلعب تركيا بصورة رسمية دورا في التسوية المقبلة للصراع ومراقبة وقف إطلاق النار.
لقد أشدت بجهود الرئيس التركي، أخي العزيز رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حد سواء خلال كلمتي في حفل التوقيع الإفتراضي، طالما بذلا عن حق جهودا ضخمة إبان هذه الأيام الـ 44-45 لحل القضية سلميا. في وقت متصل، يسعدني للغاية أن هذين الزعيمين، قد قاما بالفعل بدور إيجابي في وقف الصراع. وأعتقد أنه أيضا، يحدد إلى حد كبير صيغة التعاون المقبل في المنطقة وأعتقد أن العلاقات القائمة بين تركيا وروسيا، لو نظرنا في التاريخ اليوم تتمتع بأعلى مستوى ونعتبر كلا البلدين صديقان وجاران لنا. وبالتالي، أعتقد أن صيغة التعاون هذه ربما ستكون أكثر تنوعا في المستقبل.
مسألة مهمة أخرى، أود أن أشدد على أن هذه الوثيقة، تؤكد رابطا بين جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي والجزء الرئيسي من أذربيجان. فتح جميع الاتصالات والطرق، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء البنية التحتية الجديدة للنقل والإتصال ويجب أن يتحقق. ونحن بالتأكيد دعمناه بقوة. وأستطيع القول أن هذا البند، تم إدراجه في هذا البيان تلبية لإصراري. لأن هذا البند لا يتصل بأي شكل من الأشكال بالصراع الأرمني الأذربيجاني حول قره باغ الجبلية. وتراودني السعادة بتلبية مطالبي الملحة. وهكذا، تم إتخاذ الخطوة التاريخية تجاه ربط جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي بأذربيجان والجزء الرئيسي من أذربيجان عن طريق البر. لأن العدو البغيض، قام بمحاصرة ناختشيوان فعلا في أوائل التسعينيات وقبل ذلك بقليل، حيث تم قطع جميع خطوط الاتصال التي كانت آنذاك تنقل موارد الطاقة هناك من الجزء الرئيسي من أذربيجان، مما أدى في الواقع الى وقوع جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي في وضع في منتهى الصعوبة. وبالتوازي، تعرضت هذه الجمهورية للهجمات هي الأخرى من الأراضي الأرمنية. لقد قلت مرارا أن ناختشيوان نجت من الإحتلال نتيجة لشجاعة وعمل القائد العظيم حيدر علييف. كان المخربون الأرمن يخططون لذلك.
لذا، فأريد أن أشدد على هذا البند بالذات وأن أهنئ أهل ناختشيوان الأعزاء. ويجب القول أن أهل ناختشيوان، خاضوا بفعالية حرب قره باغ الثانية أسوة بالمواطنين من جميع المناطق الأخرى. الآن تنتهي الحرب. وسوف تتكشف بعض الأمور التي كانت مستورة الى اليوم وسوف يعرف الكل أن أبناء ناختشيوان، قد أبرزوا بطولات كبيرة إلى جانب الجنود من جميع المناطق الأخرى وأبلوا بلاء حسنا في تحرير أراضينا وقدموا الشهداء.
كما أريد أن أتطرق إلى أمر. لقد لحظنا في هذه الأيام وحدة الشعب الأذربيجاني. تلقى جيشنا دعما من كافة المناطق. لقد أمضى كل مواطن في المناطق جمعاء هذه الأيام بإنفعال كبير وكان يتابع الأخبار عبر الشاشات التلفزيونية والإذاعة والإنترنت يوميا وكان يفرح بنجاحنا. لقد لحظنا ذلك في كل المناطق. لقد لحظنا مرة أخرى مدى جمال بلدنا وشعبنا. لقد إستعادوا ممثلو جميع القوميات والطوائف الدينية الذين يعيشون في بلادنا، وحدة الأراضي الأذربيجانية من خلال محاربة العدو ببسالة. هذه هي ثروتنا العظيمة، قيمتنا العظيمة. لقد تفوهت بذلك مرات كثيرة. أرمينيا محرومة من هذه السعادة بحكم كونها دولة أحادية العرق التي يقطنها إلا الأرمن. ويتعذر العثور على دولة مشابهة سواء في أوراسيا أو منطقتنا. لأنه لا يستطيع أحد العيش هناك. إما أن يتم تشريدهم أو تعريضهم للتطهير العرقي مثل الأذربيجانيين أو لا يتحمل ممثل أمة أخرى العيش هناك بسبب الإضطهاد ويضطهدون ويضطهدون. بينما ميزتنا هي أن أذربيجان التي تحظى بالتعددية الجنسية والدينية، قد أظهرت نفسها في هذه الحرب أيضا وقد عرض ممثلو كافة القوميات الوحدة والبطولة. أريد أن أجدد قولي أن هذه الحرب، قد آتت مرة أخرى بتوضيح على العديد من القضايا.
أريد أن أعبر عن فكرة وأنقلها إلى شعبي الغالي. ربما لاحظتم أن هذا البيان لا يذكر كلمة واحدة عن وضع قره باغ الجبلية على الإطلاق! إذن، أين مطالب الجانب الأرمني بصرورة منح قره باغ الجبلية الإستقلال؟ عندما عرضت عليهم الحكم الذاتي رفضوا زاعمين بأن هذه “دولة مستقلة”. يعيشون خلال هذه السنوات المديدة بصفتهم “دولة مستقلة” ويتعين عليهم أن يحصلوا على الإستقلال من أذربيجان. ولا كلمة واحدة يا باشينيان. ماذا حدث؟ ماذا حدث يا باشينيان؟ يبدو أن هذا التساءل ستتناقله الألسنة لأعوام. ما حدث يا باشينيان، تطلعت لأن تمد طريقا الى جبرائيل. كنت ترقض، ماذا حدث للوضع؟ ذهب للجحيم ودُفن وبات مدفونا ولا ولن يقوم ما دمت رئيسا. فلذلك، تحمل هذه الوثيقة أهمية كبرى. وتحدوني الثقة بأن الشعب الأذربيجاني، سيولي إهتماما كبيرا لهذه الوثيقة وسيمعن قراءتها وسيلمس مدى النصر السياسي الضخم الذي حققناه. ويلعب إنتصارنا العسكري دورا فريدا في إقتناء هذا النصر السياسي. والطبع، قد إشترط العمل الذي تنفذ في بلادنا طوال السنوات المنقضية والأجواء الرائعة التي تسود البلاد والوحدة القائمة بين الشعب والحكومة وإرتفاع العلاقات السياسية الى مستوى إيجابي وسمعتنا الدولية وأنشطتنا على الساحة الدولية، بما فيها بالطبع بناء الجيش، إشترط لهذا النصر. كما شد إنتباهي شيء في هذه الأيام. حتى الأشخاص الذين يملكون وجهات نظر سياسية مختلفة والأشخاص الذين ينتقدون أداءنا وحتى من الذين يعبرون في أغلب الحالات عن الإنتقادات الخالية من الأساس، قد أظهروا على ما أعتقد، مستوى عال من الوعي خلال هذه الفترة. لطالما قلت أن هناك وجهات نظر متباينة على المستوى السياسي وينبغي أن تقوم وهذا شيء طبيعي. يجب أن تتواجد المعارضة وهذا شيء طبيعي. وبالطبع، كل هذه الحريات قائمة لدينا على غرار ما في أي بلد ديمقراطي. لكن شيئا واحدا من الضروري ألا يحدث وهو أن تكون معارضا للدولة وأسس الدولة. ولا يمكن أن تعيش مع فكرة أن “بقدرما تتدهور حالة الحكومة والدولة، بقدرما تزداد سعادتي”. أستطيع القول أنني إقتنعت خلال هذه الأيام بأننا نقدر على الإلتفاف حول القضايا الوطنية الأمر الذي يعد في غاية الأهمية لمستقبلنا، لأننا جميعا نحرص على أن تنمو أذربيجان وأن تكون دولة أقوى. لقد أظهرنا قوتنا في ميدان المعركة وفي الساحة السياسية وبأي شكل من الأشكال. لقد أبرزنا إستقلالنا. سيأتي يوم تتكشف فيه على الأرجح، بعض النقاط التي كانت مستورة خلال الحرب. قد يمكني أيضا أن أزيل ذلك الستار عن أمر ما. فسيرى الجميع مدى المحن التي تعديناها ومدى الضغوط التي تعرضنا لها. ويمكن القول أنهم قالوا لنا بشكل شبه يومي “توقفوا وتوقفوا وتوقفوا وتوقفوا”. لكننا سرنا إلى الأمام ويعود فضل ذلك الى دعم الشعب إياي ورؤيتي لثقته. فلم يكم ممكنا لشيء ما أن يوقفني. لأنني علمت أننا على حق. ونستعيد وحدة أراضينا ونسترجع أراضينا. وقد أظهرت هذه الحرب للعالم مدى عظمة الشعب الأذربيجاني وشعبا لا يقهر وشعبا ذا إرادة حديدية ، شعبا مظفرا وجيشنا المنتصر! نحن فخورون بشعبنا وجيشنا! أنا على يقين أن كل مواطن أذربيجاني يعتقد أن هذه الأيام وهذه الدقائق هي أسعد الأيام والدقائق في حياته. وأنا سعيد كذلك بنقل هذه الأخبار السارة والبشرى للشعب الأذربيجاني. كما أنا سعيد بالتوقيع على هذه الوثيقة التاريخية. وأنا سعيد بأننا نعود إلى وطننا والى قره باغنا الغالية وإلى شوشا وهي تاج قره باغ وسيخلد عيشنا في هذه الأراضي! ومن الآن فصاعدا، لن يقدر أحد على حلحلتني من تلك الأراضي!
لقد كانت عبارة “قره باغ هي أذربيجان وعلامة التعجب” رمزا لنصرنا وأصبحت رمزه. لقد إستعملت هذه العبارة قبل عام. أنا فخور بأن عبارتي هذه، قد تحولت الى الشعار الوطني. اليوم بإمكاننا أن نقول بكل فخر أن فضولي لنا وجبرائيل لنا وزانجيلان لنا وقوبادلي لنا وأغدام لنا ولاشين لنا وكالباجار لنا وشوشا لنا وقره باغ لنا وقره باغ هي أذربيجان!
المجد للشعب الأذربيجاني! تحيا أذربيجان!