إلى حفيد رسول الله! !

عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب   
اكتب الى سيدي الملك عبد الله الثاني في مناسبة عيد ميلاد جده ..
هذا يوم أغر.. يوم عيد ميلاد سيد البشر الذي طاله اساءة الجاهلين لرسالته وأخلاقه ومكانته في أمته وفي العالم.. إننا كأتباعه قد نكون مقصرين في تقديمه للعالم، وان نكون قدوة في هديه وهو الذي جاء مكملا للاخلاق ومتمما للمكارم ..
إنه اي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جزء من عقيدتنا، لا تصح الا بتصديقه والصلاة عليه هو و انبياء الله كافة، فالايمان “بالله وملائكته وكتبه ورسله” شرط الايمان بالاسلام، والذين لا يعلمون ذلك تجاوزوا علينا كمؤمنين ومسلمين وحتى كبشر تؤمن بالرسالات والسلام..
فرنسا التي كنا على علاقة طيبة معها، والتي وقفت الى جانب بعض القضايا العربية ولها في بلادنا مصالح، خرج منها رئيس اساء اليها و لمصالحها قبل ان يسيء لنبينا وهو ماكرون الذي اخذته اصوات اليمين الفرنسي والرغبة في البقاء في كرسي الرئاسة، كما اخذته عزته بالاثم ، فدمر علاقات ومصالح واساء الى شعوب وأمم وعقيدة. .
ماكرون لا بد من وقفه عما عمل، ولا بد ان يعتذر، فقد كنا معه لو كان ضد التطرف ايا مصدره.. ونحن قاتلنا معركة التطرف والارهاب وما زلنا، فلماذا يحرف البوصلة ويشتم نبينا ويحرض عليه ويساعد في نشر الصور المسيئه عنه..
ماكرون اليوم لا يمثل فرنسا.. لا يمثل شعبها وحضارتها، بل انه حملها فوق ما تحتمل ودفع بها الى الخطر وهو يواجه اكثر من مليار ونصف من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ..
من يوقف هذا الارعن المستخف.. واي ديانه يعتقد؟ وكيف له ان يخرج عن تقاليد الحوار الفرنسية باسم حرية التعبير التي لا تطال اليهود او السامية او حتى رموز اخرى اقل اهميه من ان يسيء للرسول.. لماذا تعاقب القوانين الفرنسية من يمس العلم الفرنسي؟ و لماذا عوقب المفكر الفرنسي روجيه جارودي حين تحدث عن الصهيونية ولماذا قامت فرنسا ولم تقعد حين شوهت شواهد قبور يهود فيها قبل عقد من السنين..
لماذا بقيت عقدة إعدام الجندي الفرنسي اليهودي ديفيد دريفوس تشغل فرنسا عام 1896 لعشر سنوات ولم يستطع أحد أن يتجاوزها إلا بالاعتذار لليهود والامتناع عن ما اسمي بمعاداة السامية...

لقد فتح ماكرون القمقم وبعث الاحتجاجات التي ستؤول الى تطرف وعنف سيطال فرنسا ومصالحها في العالم كافة، وخاصة في العالم العربي والاسلامي..
من يحمي الفرنسيين ومصالحهم ودبلوماسيهم ؟ و لماذا يريد ماكرون ان يحول طاقات الدول العربية والاسلامية والصديقة لفرنسا وأن يستنزفها لحماية الرعايا الفرنسيين عبر العالم اذا ما استمر في موقعه. .
اتمنى على حفيد الرسول(ص) على الملك عبد الله الثاني ان يبادر فورا الى حمل لواء الدفاع عن الرسول بأسلوب حضاري ودبلوماسي وسياسي آمن يحفظ لنا علاقاتنا مع فرنسا وينصح رئيسها بالرجوع عن الباطل بعد ان تمادى وابتعد عن الالتزام بالحق..
اتمنى على سيدي صاحب الجلالة الخروج بخطاب في شعبه بمناسبة عيد المولد النبوي وان يقوم بمبادرة زيارة فرنسا والالتقاء بالرئيس ماكرون وتبصيره بما ستؤول اليه الحال، ففي ذلك خدمة للسلام الاستقرار وللامة و لفرنسا ايضا..
اعتقد ان الملك عبد الله الثاني هو الاولى بالتحرك حتى لا نترك كعادة العرب فراغا في قضايانا يملأه غيرنا، فحين زايدت ايران علينا كعرب في موضوع القدس جاء ذلك لفراغ تركناه، حين صمت النظام العربي عن ضم القدس لاسرائيل وسمح لايران ان تزعم انها المكافح والمدافع، فلم تفعل شيئا. سوى التوسع في بلادنا ..
واليوم يخرج اردوغان يمثل المسلمين واهل السنة لان فراغا متروكا تقدم ليملأه وهو فراغ لا يجوز ان يترك لو ان الخطاب العربي والاسلامي كان قويا ومنصفا ، وقادرا ان يعكس مواقف المعتدلين الاسلاميين الذين لا يمثلهم احد حين يترك الى ماكرون ان يقترف جريمته..
اتمنى على سيدنا ان يسافر الى فرنسا وان يثني رئيسها عن مواقفه، وان يقدم “رسالة عمان” وخطابه الذي ألقاه أكثر من مرة في المحافل الدولية وان يكون هذه المرة في البرلمان الفرنسي وامام ماكرون وحزبه، لماذا علينا ان ندفع كعرب ومسلمين فاتورة نجاح ماكرون باصوات اليمين الفرنسي حين نصمت على جريمته في ذم الرسول ولماذا يهم ماكرون والمتطرفين ان ينجحوا على حساب فرنسا ومصالحها واستقرار امتنا في العالم العربي والإسلامي.. 

لا يدرك هذا الجاهل حجم الأذى الذي أحدثه لفرنسا ولنا جميعا مقابل شيء لا يستحق ذلك وهو حملته الانتخابية..
فالشاب الذي ذبح المدرس الفرنسي حدث مثل ذلك في الغرب و الشرق و في الهند وباكستان وحتى في عواصم عالمية عديدة ولم يخف عقل زعيم ليكون جاهلا كما كان ماكرون الذي لم يستوعب الدروس، ولم يضع الامور في سياقها..
لقد جاء الغرب الى العراق غازيا بما في ذلك فرنسا باسم محاربة الارهاب و بناء الديمقراطية و فعلوا ما فعلوا، ولا نريد ان نفتح ملفات الجزائر ومالي وافريقيا والمجازر في رواندا وغيرها.. ولم يقل احد منا ان اتباع المسيح قد فعلوا .. ولم نقل ان المسيح سبب الحروب الصليبية، لان المسيح عيسى بن مريم جزء من عقيدتنا ونحن نؤمن به وندافع عنه..
الآن يترك القادة العرب في شوارعهم فراغا بالصمت على ما حدث او بالمجاملة للرئيس الفرنسي وحزبه، ولا أقول لفرنسا.. لماذا تقدم دولة عربية مسلمة التعويض على خسائر فرنسا التي سببها ماكرون بتصريحاته فتدفع 4 مليار دولار نكاية فيمن يحتج على ماكرون، وتعمل على تحريضه على المسلمين باسم التطرف..
المسلمون الفرنسيون هم اولى بفهم كيف يفكر ماكرون ولا يجوز تجاوزهم او المزايدة عليهم، ويستطيع ماكرون بالدستور والقوانين الفرنسية محاسبة اي ارهابي مسلما من شعبه او غير مسلم، وهذا حق لفرنسا وحكوماتها، لكن ما علاقة الرسول (ص)بذلك؟ ولماذا هذا الحقد غير المبرر والمتطرفون المسلمون قد قتلوا منا الكثير ،كما قتل المتطرفون من الاديان الاخرى منا ومن غيرنا الكثير، وهذا يدفع للوقوف في وجه التطرف وليس شتم رسول المحبة رسول الاسلام..
القاتل ثمرة التربية والتعليم الفرنسي، وهو من مواليد فرنسا التي عليها ان تحسن تعليمه وتربيته وان تحسن في مناهجها احترام الاخر ورموزه وعقائده، بدل ان تترك للمدرس ان يسيء لمشاعر طلابه باسم حرية التعبير، التي لا يضيرها لو احترم المدرس مشاعر طلابه..
لا نريد ان نخسر فرنسا فهي صديقة لقضيتنا الفلسطينية وستبقى،وعلينا ان نعمل على ذلك.. ورئيسها اليوم اخطأ فلا يجوز لنا ان ندمر هذه العلاقات وان كان علينا ان نعمل بكل الوسائل لثنيه..
لا يجوز ان تخرج الامور الى الشارع وعليها ان تبقى في اطارها الرسمي، لأن الذي أخطأ رئيس جمهورية، ولو ان القادة العرب نهضوا بسرعة وكانوا مقنعين في الدفاع عن الرسول لما تدفق الشارع العربي والاسلامي واخذ زمام المبادرة كما رأينا حتى في شوارعنا و في معان امس الاول، وفي كل الشوارع العربية فقد نصل الى لحظة لا نستطيع فيها حماية المصالح الفرنسية او الدبلوماسيين و الرعايا الفرنسيين.. نعم هنا متطرفون في شوارعنا حركتهم تصريحات ماكرون وارادهم وقودا في معركته دون ان يحتسب مصالح غيره ..
المبادرة السريعة من العقلاء والقادة العرب والمسلمين قد توقف هذا التداعي ..ولذا فانني اتمنى على حفيد رسول الله الملك عبد الله الثاني اخذ زمام المبادرة بأسلوب اخر مختلف، وان يحط في الاليزية ويلتقي الرئيس الفرنسي حاملا رسائل الشوارع العربية والاسلامية المتأججة ليقدمها باعتدال، حتى يحيد انحيازات المعتدلين المسلمين عن صفوف المتطرفين خاصة وان المعتدلين يحتاجون ايضا لخطاب منصف يدافع عن رؤيتهم وقناعتهم ، فالرسول(ص) خط احمر لا يحق لأحد ان يتجاوزه سواء في الشرق او الغرب او حتى من المسلمين انفسهم ، فكيف ان كان من غير ملتهم وأمعن في ايذائهم الى درجة الفجور، والمطالبة بتوزيع الرسوم المسيئة على جدران البلديات الفرنسية، وكيف اذا ارتبط ذلك او استنهض هذا العمل الماكروني الخبيث الذاكرة الإسلامية ضد فترات الاستعمار والامبريالية التي يحاول ماكرون ان يضعها مجددا، كما يحاول اردوغان إثارة تاريخ العثمانيين الذين حاصروا فينا قبل اربعة عقود ونيف..
اين العقلاء؟ اين القادة؟ نريد خطاب للامة لا نريد تغريدات خجولة ومعالجة الامراض الحادة بحبات اسبرين ..
نريد اطلالة ملكية على شعبنا وعلى الأمة والعالم. . ومهمة ملكية سريعة باتجاه فرنسا لنصح ماكرون وثنيه عن التمادي في الباطل..
للملك عبد الله الثاني مصداقية عالية في مخاطبة المجتمعات الغربية ، لديه لغة ومضمون وخطاب محبة وسلام ومصالح ،وله اطلالة معروفة و علاقات وصداقات وقبل ذلك لديه الشرعية ان يفعل بكل قوة.. لانه انما يدافع عن رسول الاسلام ورسول البشرية جمعاء ويدافع في النهاية عن جده الذي ينتسب اليه شخصيا ضد من يشتم. .
يا حفيد الرسول هذه مهمتك الان و انت جدير بها ،حتى لا يأخذ المتطرفون زمام المبادرة.. انها نصيحتي التي لا ارجو منها الا المصلحة العامة و محبة رسول الله في يوم ميلاده..

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام