اصبح من المعروف والمألوف ان يلجأ رؤساء وزعماء سياسيون خاصة قبل انتخابات عامة او برلمانية نشر الاسلاموفوبيا وكراهية الاسلام كي يحوزوا على دعم من قواعد وشرائح واسعة يمينية محافظة وعنصرية في الغرب.
هكذا كان دونالد ترامب وهكذا هو عمانويل ماكرون رئيس فرنسا ،وهكذا هم عديد من نواب البرلمانات في عديد من الدول الاوروبية سواء في اسكندنافيا او سائر دول اوروبا الغربية والامثلة كثيرة. كذلك فعل انذاك النائب النرويجي السابق بيتر مهري الذي وصف الحجاب «بانه يشبه الزي النازي» .
ان كاريكاترات شارل ابدو ليست حرية رأي بل هي مس بالرموز والمعتقدات الدينية ولذلك هي مرفوضة.
نعم نؤمن بحرية الراي والتعبير ولكننا ايضا نؤمن بحرية العقيدة والايمان دون المس بها وبرموزها.
لا يختلف عاقلان بان عملية قتل المدرس الفرنسي على يد شاب صغير شيشاني مرفوضة ومدانة وهذا لا يمثل ديننا الحنيف بل على العكس تشوه سمعته وتعطي اعداء الاسلام فرصة واداة لهذا التشويه.
ولكن الحملة التي يشنها ماكرون والسلطات الفرنسية ضد ما اسماه «الاسلام المتطرف» وتصريحاته البائسة العنصرية حول الديانة الاسلامية من جهة واغلاقه مئات المساجد من جهة اخرى تهدد السلم الاهلي في بلده فرنسا وتدفع ملايين المهاجرين المسلمين والاجانب للشعور بانهم مطاردون وملاحقون بسبب دينهم وعقيدتهم الاسلامية فقط لا غير.
ان تعبير «الاسلام المتطرف» الذي استخدمه ماكرون هو نفس التعبير الذي يستعمله نتنياهو في خطاباته التحريضية حيث تجادلت معه مرارا حول هذا التعبير المرفوض.
لا يوجد اسلام متطرف او مسيحية متطرفة او يهودية متطرفة.يوجد يهود متطرفون ومسيحيون متطرفون ومسلمون متطرفون.
ناهيك عن ان رفض ماكرون التنديد بالكاريكاتيرات المسيئة للرسول الكريم بل عرضها على مبانٍ حكومية هي اساءة فظة للمسلمين ولكل محبي التسامح الديني ما بين الديانات في كل العالم .
لا احد ينكر ان هناك متطرفين في اوساط الجاليات المختلفة في اوروبا ولكنهم ليسوا»الاسلام» كجماعة ودين، انهم افراد يشكلون اقلية من المسلمين الذين يعيشون بالملايين في دول اوروبا الغربية ويحترمون قوانين البلاد التي هاجروا اليها ولكنهم يمتلكون الحق في ممارسة شعائرهم وعقيديتهم وايمانهم دون اهانة او استفزاز او تنكيل.
ان موقف وزير داخلية فرنسا المتطرف بمعارضته وجود اقسام خاصة في المتاجر العامة للطعام»الحلال» هي العنصرية بحد ذاتها بل هي الكراهيةو التحريض تجاه المسلمين.
فهذا الوزير لا يعارض وجود اقسام طعام»الكوشير» لليهود مثلا، ولا يصفها بان منظرها» مقزز ومنفر « كما تفوه هذا الوزير.
نحن ضد التطرف سواء كان داعشيا مسلما او يهوديا مستوطناً كهانيًا او جماعةkkk المسيحيين في امريكا وغيرها.
نحن نؤمن بالتعايش السلمي والتسامح الديني بين الاديان. ولكننا نغضب وبحق ونرفض التمييز العرقي وحملات الاسلاموفوبيا.
نحن لسنا ضد فرنسا والفرنسيين فهذا شعب عظيم وناجح وحضاري، ولسنا ضد برج ايفيل الجميل والمميز ولا ضد جامعة السوربون هذا الصرح الاكاديمي المتميز ولكننا ضد مواقف ماكرون وماري لوبين زعيمة المعارضة العنصرية ، ولا يسعني هنا الا ان اتذكر وجود الاف الجماجم لمقاتلين جزائرين الذين قاوموا وناضلوا ضد الاستعمار الفرنسي في متحف الانسان يطالب الجزائريون باستعادتها .
نهاية اود ان اذكر العالم بمعاييره المزدوجة : فالعالم كله سارع للمشاركة في جنازات ضحايا العملية الارهابية في باريس في مقر مجلة تشارلي ابدو( التي اساءت للرسول الكريم ولعامة المسلمين ) ولكننا لم نرى زعماء اوروبين شاركوا في جنازات ضحايا العملية الارهابية في نيوزلاندا والتي ارتقى فيها شهداء مسلمون ضحايا كراهية الاسلام والمسلمين.
ان حملة « الا رسول الله» جاءت ردا على كل هذه الاستفزازات والممارسات .
لفد واجهتُ بقوة المتطرفين اليهود عندما اساء العنصري الكهاني ميخائيل بن اري بالكنيست للانجيل المقدس ورماه بسلة المهملات لاننا هنا بالشرق مسيحيون ومسلمون متسامحون متحابون كما انني لا اوافق ان يعتدي اللاساميون او دعاة النازية الجدد على اليهود ورموزهم الدينية فقط كونهم يهودًا.
ولا يمكن الا ان نقف جميعا موحدين معا ضد عنصرية البعض في الغرب والتهجم على الرموز والمعتقدات الدينية.
# الا رسول الله.
*الدكتور أحمد الطيبي- عضو الكنيست -ورئيس الحركة العربية للتغيير