هدم تراثنا التاريخي والثقافي والمساجد العائدة للشعب الأذربيجاني وإبادتها جراء العدوان الأرمني

عروبة الإخباري – استغل الأرمن الوضع القائم في النصف الثاني من الثمانينيات لتحقيق فكرة “أرمينيا الكبرى” وقدموا الادعاءات على أراضي منطقة قره باغ الجبلية لأذربيجان. وفي أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات أصبحت الأحداث أكثر تعقيداً بسبب وصاية قيادة الاتحاد السوفيتي للأرمن وشنت جمهورية أرمينيا عدواناً سافراً على جمهورية أذربيجان بإرسال قواتها العسكرية إلى أراضيها. ابتداء من أوائل عام 1992 بدأت القوات المسلحة الأرمنية باحتلال المناطق السكنية الأذربيجانية في قره باغ الجبلية واحدة تلو الأخرى. اغتصبت أرمينيا قره باغ العليا كلها من خلال استيلائها في 8 مايو 1992على مدينة شوشا التي هي المركز القديم للموسيقى والثقافة لأذربيجان.

أعرب أستاذ أكاديمية الإدارة العامة لدى رئيس جمهورية أذربيجان والدكتور في العلوم السياسية إلتشين أحمدوف عن هذه الآراء لوكالة أذرتاج.

قال الدكتور إلتشين أحمدوف إنه قبل الاحتلال، كانت شوشا تضم أكثر من 170 مبنى سكني تعتبر آثاراً معمارية عائدة للأذربيجانيين، بالإضافة إلى حوالي 160 نموذج للثقافة التاريخية. ونهبت وسلبت وهدمت وأبيدت أو أرمنت نماذج الثقافة التاريخية الأذربيجانية من قبل المحتلين الأرمن بما فيها مقابر حجرية في شوشا وشوشاكند تعتبر آثار أواخر العصر البرونزي وأوائل العصر الحديدي في أراضي محمية شوشا المعمارية التاريخية ومخيم كهف شوشا الذي هو نصب العصر الحجري وأسوار قلعة شوشا وبوابة كنجا وقصر ومكتبة بناه على خان من القرن الثامن عشر وبرج وقلعة إبراهيم خان وقصر خان ومتوى لمبيت القوافل ومدرسة ملا بناه واقف ومقبرته ومدرسة المسجد العلوي ومقر الإقامة لعائلة حاجي غولي ومتوى لمبيت القوافل من طابقين ومجمع مقر الإقامة لعائلة مهمنداروف ومساجد جوهر آغا وخوجا مارجانلي وحاجي عباس وماردينلي وساتلي وكوشارلي وبيت خورشيد بانو ناتوان ونبعها وبيوت عبد الرحيم بيك حقفيردييف وقاسم بيك ذاكر ومير محسن نواب وسليمان ساني آخندوف ونجف بيك وزيروف ويوسف وزير شمنزمينلي وبيت ماماي بيك ومسجده ونبعه وبيوت عائلات بهبودوف وفرامازوف زهراببايوف وبهمان ميرزا ومتحف ومنزل لأزير بيك حاجي بيكوف وبلبل وبيتا المطرب خان شوشينسكي وعازف التار صديق جان ومبنى مدرسة “ريالني” و مدرسة البنات وحمام المياه العذبة ونبع الميدان ونبع عيسى وإلخ.

تقع مدينة شوشا التي كانت تعرف في حينها باسم “باريس الصغيرة” و”معبد القوقاز للفنون” و”مهد الموسيقى الأذربيجانية” و”كونسرفتوار الشرق” ومسقط رأس عدد من الشخصيات البارزة، فضلاً عن كونها مركزاً تاريخياً وثقافياً لأذربيجان وتاج قره باغ تحت الاحتلال.

احتلت القوات المسلحة الأرمينية في 1988- 1993 مقاطعات لاتشين وكالباجار وأغدام وفضولي وجبرائيل وغوبادلي وزانغيلان وتقع هذه المقاطعات السبع خارج منطقة قره باغ الجبلية وعبارة عن 3 أضعاف من حجمها. ونتيجة لهذا العدوان لأرمينيا والذي وصفته الطائفة الأرمنية في قره باغ الجبلية بأنه محاولة لتقرير مصيرها أصبح أكثر من مليون شخص من الأراضي المحتلة لأذربيجان لاجئين في أراضيهم. في الوقت الحاضر، تحتل القوات المسلحة الأرمينية أكثر من 20% من أراضي أذربيجان.

كما هو الحال في جميع الفترات، نتيجة لسياسة العدوان هذه التي انتهجتها أرمينيا في 1988-1993 قُتل 20 ألف أذربيجاني وأصيب 50 ألفاً. تم تدمير ونهب وحرق حوالي 900 منطقة سكنية و22 متحفاً و4 معارض فنية للرسوم و9 قصور ذات أهمية تاريخية و40 ألفاً من كنوز متحفية ومعروضات ذات أهمية تاريخية وفريدة و144 معبد و 62 مسجداً. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 4.6 مليون كتاب ومخطوطة تاريخية قيمة في 927 مكتبة نتيجة لهذا الاحتلال.

يقام بهدم تعمدي لأول مستوطنات بشرية في الأراضي المحتلة مثل كهفي الأزيخ وتاغلار المعروفين نتيجة للعدوان العسكري ، تستخدم تلال غره كوبيك وأوزرليك تيبي لأغراض عسكرية يتم الآن تدميرها عمداً. إلى جانب التلال في مناطق خوجالي وأغدام وأغداره وفضولي وجبرائيل بجري هدم وإبادة مدافن ومقابر وشواهد القبور ومساجد ومعابد وآثار ألبانيا القوقازية وغيرها من المعالم الوطنية في مناطق شوشا ولاشين وكلباجار وغوبادلي وزانغيلان وفضولي المحتلة.

في نفس الوقت، دمروا مقر إقامة باناه خان ومسجد الجمعة في أغدام وقصرا حمزة سلطان والسلطان أحمد في مقاطعة لاتشين والمساجد والأضرحة والمعابد والتماثيل الحجرية والمقابر القديمة والتلال والمباني السكنية ذات الآثار التاريخية، ونقلت الآثار الثقافية المادية المحمولة إلى أرمينيا.

ما زالت عملية تدمير آثار ثقافتنا المادية في الأراضي المحتلة متواصلة. يجري المحتلون حفريات أثرية بطريقة غير مهنية على نطاق واسع ويدمرون التلال وينقلون المكتشفات المنهوبة إلى أرمينيا. بقيت في قره باغ الجبلية والمناطق المجاورة التي احتلها الإرهابيون الأرمن المعالم التاريخية والثقافية العديدة مثل 13 أثراً تاريخياً ذا أهمية عالمية (6 معمارية و7 أثرية) و292 أثر ذي أهمية وطنية (119 معمارية أثرية) و330 أثر ذي أهمية محلية (270 معمارية 2 أثرية و23 حديقة والمعالم الأثرية والنصب التذكارية و15 نموذجاً للفن الزخرفي.

في كلمته الملقاة في القمة السابعة لمجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في باكو في 15 أكتوبر 2019، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف: “تحاول أرمينيا إقامة التعاون الوثيق مع الدول الإسلامية. ومع ذلك، فإن أرمينيا التي دمرت المساجد المقدسة لمسلمي العالم لا يمكن أن تكون صديقة للدول الإسلامية. يظهر هذا التخريب المتعمد ضد ديننا طبيعة الأرمن المعادية للإسلام.

أثناء تسلمه أوراق الاعتماد للسفير فوق العادة والمفوض لجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى أذربيجان سيد عباس موسوي في 7 سبتمبر2020 تطرق الرئيس إلهام علييف لموضوع النزاع الأرمني الأذربيجاني في قره باغ الجبلية وقال: “إن المواطنين الأذربيجانيين أصبحوا لاجئون نتيجة لهذا الاحتلال. لقد تم اتباع سياسة التطهير العرقي ضدنا نحن الأذربيجانيين وقد تم ارتكاب الإبادة الجماعية في خوجالي. دمرت أرمينيا معالمنا التاريخية والدينية وتعرضت آثارنا الدينية للإهانة. لقد دمر الأرمن مساجدنا في الأراضي المحتلة، بل إنهم يدخلون الحيوانات في بعض المساجد. هناك العديد من وثائق الفيديو والصور تدل على هذه الأعمال القبيحة. يمكن العثور عليها على الإنترنت. هذه جريمة ليست فقط ضدنا، بل في حق العالم الاسلامي بأسره “.

تواصل أرمينيا انتهاج السياسة العدوانية ضد أذربيجان منذ ما يقارب 30 عاماص بانتهاك صارخ لقواعد ومبادئ القانون الدولي. لقد تم اتباع سياسة التطهير العرقي في الأراضي المحتلة وأصبح أكثر من مليون من مواطنينا لاجئين ومشردين داخلياً. لقد تم تدمير التراث التاريخي والثقافي للشعب الأذربيجاني وآثارنا الإسلامية ومساجدنا في تلك المناطق.

أُغتصبت حوالي 5 آلاف عنصر من متحف شوشا التاريخي وفرع شوشا من متحف الدولة للسجاد الأذربيجاني والفنون التطبيقية وحوالي 1000 قطعة من متحف الدولة لتاريخ قره باغ ومن المتاحف التذكارية لمؤسس الموسيقى الأذربيجانية المحترفة والملحن البارز أزير حاجبيلي (أكثر من 300 عنصر) والمغني العظيم الذي أسس فننا الصوتي بلبل (حوالي 400 قطعة) والموسيقار البارز والفنان مير محسن نواب (أكثر من 100 عنصراً) ومتحف أغدام للتاريخ المحلي (أكثر من ألفي عنصر)، بالإضافة إلى متحف التاريخ المحلي في غوبادلي (أكثر من 3 آلاف عنصر) وتم نهب أموال متحف زانغيلان للتاريخ والإثنوغرافيا (ما يصل إلى 6000 عنصر)، أيضاً تم تدمير المتحف التذكاري للموسيقار الأذربيجاني البارز قربان بيريموف في منطقة أغدام ومتاحف التاريخ والتقاليد المحلية في مقاطعات جبرائيل وفضولي وخوجالي.

من المهم أن نشير إلى أن متحف الخبز في أغدام كان وحيداً في نوعه في الاتحاد السوفيتي السابق وقد أبيد أثناء قصف المدينة، وتم نقل حوالي 13 ألف قطعة من متحف كالباجار التاريخي المحلي المعروف في العالم، كذلك سرقت أكثر من 5 آلاف قطعة ثمينة وفريدة من متحف لاتشين التاريخي المحلي واحتوت المتاحف التي نهبها المعتدون الأرمن على أشياء ثمينة تتعلق بتاريخ وثقافة الشعب الأذربيجاني ولوحات وتماثيل ومنحوتات وسجاجيد أذربيجانية مشهورة عالمياً ومنتجات السجاد وتذكارات لشخصيات أذربيجانية بارزة ومواد قيمة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، عرض المعتدون الأرمن وحشية كبيرة بنقل تماثيل الشخصيات العظيمة من الموسيقى الأذربيجانية أزير حاجبيلي وبلبل، وكذلك الشاعرة المعروفة خورشيد بانو ناتوان من شوشا إلى أرمينيا. أصبيت هذه الآثار بوحشية بإطلاق النار عليها ودمروها بواسطة الآلات الثقيلة، خلافاً لجميع الأعراف الأخلاقية. تم إحضار هذه الآثار إلى باكو بصعوبة كبيرة وهي الآن معروضة في متحف الفن.

من المستحيل عملياً تحديد قيمة هذه الآثار التي تمثل كنوز ثقافية قديمة لا تقدر بثمن للشعب الأذربيجاني. بما أن التراث الثقافي للشعب الأذربيجاني جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنسانية، فإن حماية المعالم التاريخية والثقافية في أراضي جمهورية أذربيجان التي تذكرنا بتاريخ شعبنا الممتد لقرون انها قضية ذات أهمية دولية.

ومن هذه الناحية، يتعارض قيام المخربين الأرمن بتدمير آثارنا التاريخية والثقافية في الأراضي المحتلة لجمهورية أذربيجان، وكذلك تغييرهم المتعمد لاتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاعات المسلحة والاتفاقية الأوروبية لعام 1992 لحماية التراث الأثري، يتناقض أيضاً مع اتفاقية اليونسكو لعام 1972 لصون التراث الثقافي والطبيعي العالمي. تواصل أرمينيا بانتهاك جميع جميع الصكوك القانونية الدولية المنصوص عليه في القانون الدولي، ولا سيما المادتين الأولى والثانية من ميثاق الأمم المتحدة وإعلان مبادئ القانون الدولي الصادر في 24 أكتوبر 1970 ووثيقة هيلسنكي الختامية الصادرة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 1 أغسطس 1975. وفي الوقت نفسه، فإن الهجمات المباشرة والمتعمدة التي تشنها أرمينيا على السكان المدنيين الأذربيجانيين والمؤسسات المدنية تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ولا سيما اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقها1، وكذلك اتفاقية حماية حقوق الطفل والحريات الأساسية.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين