عروبة الإخباري – في مداخلة إفتراضية لفخامة إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في برنامج “ستون دقيقة” على(قناة روسيا الأولى) نص المداخلة مع العلم بأن البرنامج إستضاف أيضا رئيس الوزراء الأرمني والسياسيين الروس.
سؤال: ماذا يحدث الآن في جبهة القتال. ترِد المعلومة عن إستخدام الطيران الحربي؟
جواب: الوضع في جبهة القتال متوتر. لقد تعرضت المناطق السكنية الأذربيجانية ومواقعنا العسكرية للقصف المدفعي العنيف جراء الإستفزازات الأرمنية التي بدأت في فجر يوم 27 سبتمبر، حيث أودى هذا العدوان بحياة أحد عشر مدنيا، منهم طفلان الى جانب عدد من العسكريين. لقد أضطررنا الى رد مناسب تجاه المعتدي بهدف الدفاع عن شعبنا ومواطنينا وأرضنا. فتتواصل المعارك الشرسة على مدى ثلاثة أيام أخيرة، حيث حرر الجيش الأذربيجاني خلالها بضعة المناطق السكنية المحتلة وإستولى على المرتفعات الإستراتيجية في شتى الإتجاهات. ومازالت العمليات العسكرية مستمرة.
سؤال: فخامة/ إلهام حيدر أوغلو، توضحوا لنا من فضلكم دور تركيا. قد أعلنت أنقرة رسميا على لسان رئيس الدولة ووزير الخارجية أنها ستساعدكم في ميدان المعارك؟
جواب: أعتقد أن الدور التركي يحمل طابعا إستقراريا في المنطقة وتعد تركيا بلدا شقيقا وحليفا لنا. ومنذ لحظة معرفة المجتمع الدولي بهجوم أرمينيا علينا، أعلنت تركيا على مستوى رئيس الدولة ورسميين كبار آخرين عن دعمها المطلق لأذربيجان والقانون الدولي الذي تنتهكه أرمينيا بشكل صارخ عن طريق إستمرارها في إحتلال الأراضي الأذربيجانية على إمتداد نحو ثلاثين عاما. في الواقع، هذا ما ينحصر فيه دور تركيا ولا أكثر. تدعمنا تركيا معنوياً، فلذا نشكر القيادة التركية والرئيس التركي والشعب التركي على التضامن والدعم لنا. ولا تشارك تركيا في الصراع الحالي بأي صفة أخرى وكل الإشاعات عن مشاركة تركيا كطرف الصراع التي يروجها الجانب الأرمني، تحمل طابعا إستفزازيا أو كما هو المعتاد الآن أن نقول إنها أخبار كاذبة “fake news” . ولا يوجد أي برهان أو دليل عن مشاركة تركيا في الصراع وليست هناك الحاجة اليها، لأن الجيش الأذربيجاني جيش مدرب بما فيه الكفاية لتوفير حماية شعبه وأرضه.
سؤال: فخامة/ إلهام حيدر أوغلو، إذن أنتم لا تؤكدون، بل وتنفون المعلومة عن إسقاط الطائرة التابعة للسلاح الجوي الأرمني من قبل السلاح الجوي التركي، يعني الحديث عن إسقاط س-25 من طرف ف-16 قبل ساعة تحديدا؟
جواب: إننا لا نملك مثل هذه المعلومة وأبلغوني مؤخرا بتداولها في النطاق الإعلامي وليس لها أي أساس من الصحة والطائرات من طراز ف-16 التابعة للسلاح الجوي التركي لا تشارك بأي شكل من الأشكال في العمليات القتالية. اليوم يصعب إخفاء شيء ما، طالما تتوافر التقنيات الحديثة وثمة أنواع من المراقبة الموضوعية وكذلك المراقبة عبر الأقمار الصناعية. فلذلك يسهل التحقق من أن هذه المعلومة إستفزاز تال. ونفهم هدف الجانب الأرمني من خلال مثل هذه الأخبار الكاذبة. أولا، التقليل من القدرات القتالية للجيش الأذربيجاني الذي ينفذ مهمة إستعادة وحدة أراضيه بشرف الى جانب تكوين الإنطباع عن إتساع رقعة الصراع وتدخل الدول الثالثة وبالتالي، جر مزيد من الدول بقدر الإستطاعة بهدف تبرير إستفزازاته. لذا، فأعلن بكل مسؤولية أن تركيا ليست طرفا في الصراع ولا تشارك فيه بأي شكل من الأشكال ولا ثمة أي حاجة اليه.
سؤال: فخامة/ إلهام حيدر أوغلو، هل يستعد الجانب الأذربيجاني للتحرك نحو إتفاقية قازان التي تتضمن الإنسحاب الأرمني من بعض القرى أو أية إتفاقية أخرى. ماذا يمكن الإتخاذ من حيث المبدأ وكيف يمكن تغيير المسار، طالما يحتدم الصراع في قره باغ تارة ويهدأ تارة أخرى على مدى نحو 30 عاما؟
جواب: تعرفون أن أذربيجان إنطلقت دوما من الموقف البناء في المسار التفاوضي وبإمكان الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك المسؤولين عن أداء مهمة الوساطة أن يؤكدوا ذلك. ما عدا ذلك، فقد سبق لي ولكبار الرسميين الآخرين أن أعلننا مرارا وتكرارا خلال العامين الماضيين أننا نلتزم بمبادئ الحل التي جرت صياغتها في غضون السنوات والتي تعتبرها مجموعة ميسنك ورؤساءها المشاركون أساسا للعملية التفاوضية. كما أعلننا أثناء العاميين المنصرمين وقبل ذلك إلتزامنا بالصيغة التفاوضية، حيث تتم المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان ويوجد طرفا النزاع فقط. أحيانا عندما يقولون أطراف النزاع، هذا التعامل غير صائب. ثمة طرفا النزاع، هما أرمينيا وأذربيجان. ماذا حدث أثناء السنوات الأخيرة بعد الثورة السوروسية (Soroc) التي قامت بها السلطات الأرمنية الحالية؟! يعلن رئيس الوزراء الأرمني جهارا أن “قره باغ هي أرمينيا ونقطة”. في هذه الحالة، ما بالكم بالعملية التفاوضية؟ يتلخص صلب المبادئ التي صاغتها مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ضرورة إعادة الأراضي المجاورة لقره باغ الجبلية الى أذربيجان. ولو قال أن “قره باغ هي أرمينيا”، بالإضافة الى ذلك، يقول أننا ينبغى أن نفاوض ما يسمى النظام الدمية في قره باغ الجبلية وهكذا، يحاول تقويض الصيغة التفاوضية القائمة منذ 20 عاما، مما يعني أن أرمينيا تتعمد إنتهاك العملية التفاوضية وتقدم المطالب غير المقبولة. ولما بدأت مجموعة مينسك في الآونة الأخيرة أن تبين بفعالية أكثر من هو عائق للتسوية، لجأوا الى الإستفزازات على شاكل ما وقع في 27 سبتمبر 2020 وقبلها في 12 يوليو عام 2020، حينما تعرضت مواقعنا على الحدود الدولية للهجوم وثم تبع أسر قائد الفرقة الإستطلاعية التخريبية على خط التماس. ويعملون كل ذلك بغية تعطيل العملية التفاوضية، كي يتهموا أذربيجان فيما بعد مع جر الأطراف الثالثة ويقوضوا في نهاية المطاف العملية التفاوضية للحفاظ على الأمر الواقع. بيد أن الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك المتمثلين في رؤساء الدول وهم الرؤساء الروسي والفرنسي والأمريكي، قد أعلنوا كثيرا عدم قبول الأمر الواقع، ما يقصد به أن الأراضي المحتلة يجب أن تعاد الى أذربيجان. نحن نلتزم بالعملية التفاوضية، إلا أننا نرى نقيضا من الجانب الأرمني.
سؤال: فخامة/ الرئيس، ماذا حدث يوم الأحد، مما دفع نحو مثل هذه المواجهة الدامية واسعة النطاق؟
جواب: إن أرمينيا، قد إتجهت الى ما حدث في يوم الأحد منذ بضعة الأشهر. وإذا ألقيتم النظر في تتابع أعمالهم وتصريحاتهم، فترون بجلاء أنهم توجهوا عمدا نحو هذا الإستفزاز. وقبل فترة ليست بالبعيدة، جهرتُ من خلال منصة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة تحضيرات أرمينيا للحرب وضرورة إيقافها. لقد حاولوا في شهر يوليو من هذا العام مهاجمة مناطقنا السكنية المتواجدة على الحدود الدولية التي تقع بعيدا عن ساحة النزاع، حيث لقي المدني وبعض العسكريين حتفهم آنذاك ودارت المواجهة أربعة أيام، طالما لم تكن ولا تكون لدينا الأهداف العسكرية على أرض أرمينيا. وأرغمنا القوات المسلحة الأرمنية على التقهقر وتم التوصل لوقف إطلاق النار حسب الإتفاق الثنائي. ولاحقا يأتي تسلل الفرقة الإستطلاعية التخريبية الى أراضينا في شهر أغسطس التي تم تحييدها وثم تفصح أرمينيا جهرة وإستعراضيا عن نقل الأرمن اللبنانيين الى أراضينا المحتلة، بما فيها مدينة شوشا التي تعد مدينتنا القديمة، ما يعتبر جريمة حربية وإنتهاكا لإتفاقيات جنيف. وسبق ذلك ما يسمى تنصيب ما يسمى زعيم النظام الإجرامي في مدينة شوشا وهي الدرة القديمة للثقافة الأذربيجانية. وكل ذلك إستفزاز متعمد ضدنا وجرنا الى الصراع وتحريضنا على عمل مرتد. في المقابل، أظهرنا ضبط النفس والتعامل البناء والسداد والصواب. وبعدما فشلوا في ذلك، قاموا بهذه المحاولة. بالإضافة، السبب الآخر ينحصر في الأزمة السياسية الداخلية التي تسود في أرمينيا. إذ أن أرمينيا اليوم يحكمها النظام السوروسي والإنقلاب الذي باء بالفشل في روسيا البيضاء، نجح في يريفان قبل عامين. اليوم القيادة الأرمنية المتمثلة في باشينيان هي صنيعة سوروس وهذا الإنسان كال لشعبه الوعود التي لا يقدر على الوفاء بها وفي الحقيقة، البلد يعيش الأزمة. وفي مثل هذه الأجواء، إحتاج الى عامل خارجي ونوع من الفوضى لغاية تحويل إنتباه السكان ونال ذلك. ما عدا ذلك، فقبل يومين من الهجوم علينا، تم إعتقال زعيم الحزب المعارض الرئيسي، مما يدلل على أن نظام باشينيان السلطوي والمستبد والغاشم، قد قضى على المعارضة في بلاده وحاليا يقوم مجددا بالعدوان بحق الشعب الأذربيجاني.
سؤال: موقفكم واضح وجلي. شكرا جزيلا. إذا أمكن، بالإختصار الشديد، نعم أم لا، هل ثمة مقاتلون من سوريا في جبهة القتال؟
جواب: كلا. هذه الأخبار كذب تال. لا يوجد أي مقاتل من سوريا. لا يتوفر أي دليل وبرهان. هذا مطروح من قبل الدعاية الأرمنية وتتناقله الصفحات الإلكترونية ووسائل الإعلام المتفاوتة. لا تقوم الحاجة الى ذلك. تملك أذربيجان جيشا مدربا بشكل جيد والإحتياطيات التعبوية الضخمة. وقد أعلنتُ يوم الأمس التعبئة الجزئية. ندعو عشرات آلاف الإحتياطيين تحت السلاح. ولا نرى الإحتياج الى الموارد البشرية في أذربيجان التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، بينما يصل هذا الرقم في ارمينيا مليونين. لذا، فنستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعاقب المعتدي بأنفسنا، بحيث لن يرغب من الآن فصاعدا في النظر في إتجاهنا.
شكرا جزيلا لكم. فخامة/ إلهام علييف كان على التواصل معنا من باكو. السلام عليكم.