المناظرة الرئاسية الأمريكية /د.حازم قشوع

على غير ما هو متوقع، لم يحقق الرئيس الامريكي دونالد ترامب النجاح المطلوب في المناظرة الرئاسية على منافسه الديموقراطي جو بايدن على الرغم من امتلاكه كاريزما تاثير اكبر من تلك التي يمتلكها جو بايدن؛ فالرئيس الامريكي كان غير موفق في التشكيك في نتائج الانتخابات وغير موفق في مخاطبة ناخبيه للمراقبة بدلا من التصويت، كما ان دفاعه عن سياساته خصوصا في اختياره لاستراتيجية مناعة القطيع التي لم تكن مقنعة؛ لان النتائج لم تكن مرضية بسبب زيادة نسبة الاصابات ونسبة الوفيات داخل المجتمع الامريكي، هذا اضافة الى عدم تحقيق هذه السياسية نسبة تقدم مرضية في الواقع الاقتصادي.
اما في الجانب الاجتماعي فلقد نجح جو بايدن في تقديم ادلة ناجعة في مسألة اوباما كير بعد فشل الرئيس الامريكي في ايجاد البديل لبرنامج ترامب كير للاصلاح التأميني، وهو ما سجل لجو بايدن على اعتباره كان نائبا للرئيس الامريكي عندها، كما ان دفاع ترامب عن التفوق العنصري كان خطأ كبيرا وان اراد حياله من استمالة الحركة الانجليكانية التي ابتعدت عنه نتيجة محاباته للايباك الحركة الصهيونية، وهذا ما جعل من رسالته تكون غير واضحة بالتأثير وبالتالي لم تحقق اهدافها.
وحسب حصيلة استطلاعات الراي فان الحصيلة الكلامية كانت من نصيب ترامب لامتلاكه ديموغاجيا التاثير، الا ان بايدن نجح في عرض افكار وسياسات وصفها المراقبون بالواقعية البديلة، وهذا يعني ان بايدن يمتلك رسالة قوة بينما يمتلك الرئيس ترامب قوة التاثير، وهذا يعني ايضا ان مناظرة كليفلاند لم تحقق درجة الاستمالة المطلوبة للاصوات المتارجحة في انتظار المناظرة الثانية والثالثة التي يمكنها ان توضح اين ستذهب الاصوات المتارجحة، وهل ستذهب باتجاه البرنامج الاجتماعي الذي يقوم عليه الحزب الديموقراطي ام انها ستذهب الى البرنامج الاقتصادي المهم الذي يقوده ترامب وان كان في الفترة الاولى قد ضاع في رياح كوفيد.
وفي الاستخلاص فان نتائج الانتخابات الامريكية التي ستجري في الثالث من نوفمبر القادم لن تظهر في اليوم نفسه هذه المرة نتيجة طريقة التصويت التي يتم فيها استخدام البريد، اضافة الى التصويت الوجاهي والتصويت التقني، فان النتائج لن تظهر في صباح اليوم التالي كما هو معتاد وربما تاخذ اياما قبل الاعلان عنها هذا لأن التوقعات تشير الى تقارب كبير بين الحزبين وان كانت استطلاعات الرأي ما زالت تشير في مجملها الى تقدم نوعي لصالح بايدن الديموقراطي على حساب ترامب الجمهوري.
لكن ما يهمنا على صعيد السلامة الصحية اجماع الطرفين على ثابت واحد ان الفاكسين الوقائي سيكون في متناول الجميع قبل نهاية هذا العام وسيكون متوفرا للجميع مع بداية العام القادم لمقتضيات التصنيع، وهذا يعني ان حقبة كوفيد ستنتهي بانتهاء حقبه وبداية حقبة جديدة، فهل ستكون هذه الحقبة لصالح استمرارية نهج ام تراها ستؤكد ان تغييرا قادما، هذا ما ستجيب عنه الأسابيع القليلة القادمة.

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …