علييف يعلن سقوط ضحايا جراء قصف من الجانب الأرمني- نص الخطاب

عروبة الإخباري – قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم، إن الجيش الأذربيجاني يقوم بقصف منشآت عسكرية في أرمينيا.

وأضاف في خطاب متلفز، حول تفاقم الوضع على خط التماس في قره باغ: “هذا الصباح، قامت القوات المسلحة الأرمنية، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، بقصف مواقع الجيش الأذربيجاني والعديد من المراكز السكنية في مناطق مختلفة. ونتيجة للقصف، وقعت إصابات في صفوف السكان المدنيين وبين العسكريين … ويقوم الجيش الأذربيجاني بضرب مواقع عسكرية أرمنية في الوقت الراهن”.

وتاليا نص الخطاب:

خطاب فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الى الشعب
(مدينة باكو، 27 سبتمبر عام 2020)

قامت القوات المسلحة الأرمنية صباح اليوم بإطلاق النار على مناطقنا السكنية ومواقعنا العسكرية في عدة إتجاهات، مستخدمة الأنواع المختلفة من الأسلحة، بما فيها المدفعية الثقيلة، مما أدى الى سقوط الضحايا بين المدنيين والعسكريين. رحم الله شهداءنا. لم تذهب دماءهم سدى. في الوقت الحالي، يشن الجيش الأذربيجاني ضربات على المواقع العسكرية للعدو التي أدت الى تدمير العديد من المعدات العسكرية للعدو. هذا الإستفزاز الأرمني، يعد ظاهرة تالية للفاشية الأرمنية.
لقد كثفت الإستفزازات الأرمنية في الآونة الأخيرة. إذ أنه سقط عسكريونا والمدني ضحايا القصف المدفعي على الحدود الأرمنية الأذربيجانية الدولية في إتجاه محافظة توفوز في شهر يوليو من هذا العام. ولا يخفى على أحد أن أرمينيا بالذات هي التي أطلقت النار أولا الذي أودى بحياة الجنود الأذربيجانيين. وردت أذربيجان ردا جديرا ولم يتمكن العدو من إحراز التقدم نحو الإستيلاء على أراضي جديدة ولو 1 سم. وأضطر الجانب الأرمني الى قبول الهزيمة المريرة جراء الضربات الساحقة. فقد قلت وأجدد أننا لو أردنا تحويل المناوشات العسكرية على أراض أرمينيا، فلقمنا بذلك. إلا أننا لا نملك الأهداف العسكرية داخل أراضي أرمينيا وبالتالي، تم وقف إطلاق النار بعد بضعة أيام.
ماذا تستهدف أرمينيا بهذا الإستفزاز؟ بالدرجة الأولى، يأتي إحتلال الأراضي الأذربيجانية من ضمن خطتهم ولا يكتمون ذلك. وحاولت قيادتهم العسكرية السياسية تهديد أذربيجان بإحتلال جديد، يعني سياسة الإحتلال الجديدة من أجل أراضي جديدة. ها هي سياسة القيادة العسكرية السياسية الأرمنية التي تمارسها اليوم. السبب الآخر ينحصر في إلهاء سكان أرمينيا عن القضايا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الخطيرة القائمة في البلد وتكوين صورة أذربيجان كعدو. السبب التالي هو أن أرمينيا تسعى لتقويض العملية التفاوضية بكل طرق وأستطيع القول أنها أحرزته، طالما توقفت حاليا المفاوضات إلا بسبب سياسة أرمينيا المرائية وغير البناءة والخاطئة. ويأتي الإستفزاز الآخر بالذات خدمة لهذه الأغراض التي يعتبرونها الأهم من الأغراض الأخرى.
في شهر يوليو المنصرم، ردت أذربيجان ردا جديرا على العدو وحمت وحدة أراضيها وأظهرت مجددا أن من الذي يتحدث الى أذربيجان بلغة التهديد، سوف يندم عليه. للاسف الشديد، لم يستنتجوا درسا من ذلك ولجؤوا الى الإستفزاز التالي عن طريق الفرقة الإستطلاعية التخريبية التابعة للقوات المسلحة الأرمنية، غير أنه تم أسر قائدها الذي يدلي بشهادات حاليا، حيث بيّن بعضها بوضوح أن تلك الفرقة التخريبية، كانت تخطط للقيام بالأعمال الإرهابية. اليوم نشهد الإستفزاز الأرمني الآخر. وهم تلقوا وسيتلقون عقابهم من جديد.
في سياق متصل، تنعكس الإستفزازات الأرمنية في تصريحات القيادة الأرمنية. إذ أن رئيس الوزراء الأرمني، قد أعلن قبل عام في الأراضي المحتلة – مدينة خان كيندي بالتحديد أن “قره باغ هي أرمينيا ونقطة”. أولا، هذه كذبة، قره باغ هي أذربيجان ولقد سبق لي أن أعبر مرارا وتكرار عن أفكاري في هذا الصدد. قره باغ هي أذربيجان وعلامة التعجب. ثانيا، هذا التصريح الأرمني ذا الصبغة الإستفزازية، قد ألحق ضربة هائلة بالعملية التفاوضية. إذا صرح رئيس الوزراء الأرمني بأن “قره باغ هي أرمينيا”، فما مصير المفاوضات؟ بالتوازي، قد أعلنت القيادة الأرمنية كثيرا على مدى العامين الماضيين أنه يجب على أذربيجان أن تفاوض ما يسمى “جمهورية قره باغ الجبلية” وليست أرمينيا، ما يعد ضربة جسيمة على العملية التفاوضية. بالدرجة الأولى، لن تتفاوض أذربيجان مع المجلس العسكري الصنيع إطلاقا. ثانيا، تبرز محاولات تغيير الصيغة التفاوضية مجددا أن أرمينيا تستهدف في المقام الأول تقويض المفاوضات والإبقاء على الأمر الواقع، مهما أعلنوا رؤساء الدول المشاركة في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا دون ملل وكلل عن رفض الأمر الواقع، ما يعني ضرورة إنهاء الإحتلال. لا تنتهي الإستفزازات الأرمينية تجاهنا بهذه الوقائع والدلائل، حيث تم مؤخرا مراسم “اليمين” لرئيس هذا المجلس العسكري الصنيع المجرم في مدينة شوشا الأذربيجانية القديمة. أ ليس ذلك إستفزاز؟ هذه إهانة بحقنا. يظنون أننا سوف نتصالح مع هذه الإهانة. إنهم يستفزوننا عمدا وسوف يرون العواقب المريرة.
وقبل فترة وجيزة، تقرر نقل برلمان ما يسمى “جمهورية قره باغ الجبلية” الى المدينة الأذربيجانية القديمة ألا وهي شوشا، مما يعد إستفزازا تاليا. من جهة أخرى، قد أعلن رئيس الوزراء الأرمني قبل الأيام عن تشكيل الوحدات العسكرية المكونة من عشرات آلاف المتطوعين. ماذا إستلزم ذلك؟ ضد من سوف يقاتلون؟ إن هذا كان المرحلة التحضيرية لإستفزاز اليوم ضد أذربيجان. كما قلت سابقا ومرارا بما في ذلك أثناء كلمتي مؤخرا من خلال منصة منظمة الأمم المتحدة أن أرمينيا، تستعد لشن حرب جديدة، ما يستدعي إيقافها وسيتم ذلك.
أرمينيا تنفذ سياسة الإستيطان في الأراضي المحتلة، طالما تم بمضي الأيام توطين عدد من الأسر اللبنانية ذات الأصول الأرمنية في قره باغ الجبلية، بما فيها مدينة شوشا الأذربيجانية القديمة، ما يعتبر جريمة حربية ويتناقض مع إتفاقيات جنيف. وستُحاسب أرمينيا على هذه الجريمة. هذا إستفزاز تالي ضدنا، لما يعد التوطين في الأراضي المحتلة جريمة وتمتد هذه السياسة عبر السنوات. في الحقيقة أن عدد السكان في أرمينيا، يتراجع بسبب الوضع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي العسير فيها. وتعيش أرمينيا الأزمة الديموغرافية ولا تملك الموارد البشرية لتمركز الأرمن في الأراضي المحتلة، فلذلك يعقدون آمالهم على الأرمن المقيمين في الخارج. وتستمر هذه السياسة اليوم. ما عدا ذلك، فتفيد المعلومات الدقيقة لدينا بأن أرمينيا، نفذت توطينا غير مشروع في بعض أراضينا المحتلة. الى جانب ذلك، تعرضت أسماء محافظاتنا وقرانا للتغيير مع محو تراث الأذربيجانيين. تشهد معالمنا التاريخية والمساجد الأذربيجانية تدميرا وتحقيرا وتحولت مساجدنا لحظائر للبقر والخنازير. وكل ذلك أكبر إهانة للعالم الإسلامي. تسوي الجرافات مقابر أجدادنا بالأرض. وإلا الفاشيين والمخربين والمتوحشين هم من يفعلون ذلك.
في الوقت ذاته، أقامت أرمينيا مؤخرا التدريبات العسكرية في أراضينا المحتلة التي لا بد أن يتم التعامل معها على أنها إستفزاز ثاتي تجاهنا، لأن الغرض منها هي شن الهجوم ضد أذربيجان وإطلاق النار على المدنيين وإحتلال أراضي جديدة. جميع الوقائع والدلائل التي ذكرتها، تبدي مجددا أن أرمينيا وسياستها القذرة هما مصدر الخطر الإقليمي اليوم.
في المقابل، لم تلجأ أذربيجان الى أي إستفزاز. وهي تدافع عن مصالحها فقط وتدعم موقفها وتنفذ سياستها ببياض وجه. لقد أعلننا عدة مرات أن قره باغ الجبلية هي أراضي أذربيجانية وهي حقيقة. حينما يقول رئيس الوزراء الأرمني أن “قره باغ هي أرمينيا”، يكذب. عندما أقول أن “قره باغ هي أذربيجاني”، هي حقيقة. يعترف كل العالم بأن قره باغ الجبلية جزء لا يتجزأ من أذربيجان. العدالة التاريخية لصالحنا. لأنها أرضنا الأم، أرض آباءنا وأجدادنا. القانون الدولي لصالحنا. كل المنظمات الدولية تقر بوحدة أراضي أذربيجانية. وتثبت القرارات الصادرة عنها بكل جلاء ووضوح بتبعية قره باغ الجبلية لأذربيجان. القرارات الأممية الأربع، تطالب بالإنسحاب الكامل والفوري ودون تحفظ للقوات المسلحة الأرمنية من الأراضي المحتلة، غير أنها تظل حبرا على ورق خلال 30 عاما بالكاد. تتواصل خلال نفس الفترة المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك وتنتهكها أرمينيا في نهاية المطاف عن طريق إستفزازاتها العسكرية المتكررة. المنظمات الدولية الأخرى، تدافع عن موقفنا العادل من بينها حركة عدم الإنحياز التي تعد أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة والتي ترأسها أذربيجان اليوم. لقد إتخذت الحركة قرارا عادلا خاصا بالصراع. كما إعتمدت منظمة التعاون الإسلامي القرارات العادلة ذات الصلة. وكذلك تؤيد قرارات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وقرارات البرلمان الأوروبي موقفنا المبني على القانون الدولي والعدالة. نحن نتحارب على أراضينا. اليوم يلحق الجيش الأذربيجاني بالعدو ضربات ساحقة. اليوم يحمي الجيش الأذربيجاني على أراضيه وحدة أراضي أذربيجان ويدافع عنها. ماذا يفعل جندي أرمني على أراضينا؟! ماذا يفعل الجيش الأرمني على أراضينا؟! لا يخفى على أحد أن 90% من “جيش قره باغ الجبلية” يتكون من مواطني أرمينيا. أرمينيا هي دولة الإحتلال ويجب إنهاء الإحتلال وسوف ينتهي. نحن على طريق الحق وقضيتنا عادلة. نحن سوف ننتصر! قره باغ هي أرضنا وقره باغ هي أذربيجان!

Related posts

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق

اختتام المؤتمر الوطني للأمن الدوائي