عروبة الإخباري – قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات “إن الرئيس محمود عباس قد طرح في كلمته أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة رسالة وخطة إستراتيجية متكاملة فلسطينيا، وعربيا، وإقليميا، ودوليا”.
وأضاف عريقات في تصريحات متلفزة، ان “سيادته في خطابه أبقى الباب مفتوحا للسلام، ولكنه قال للقاصي والداني “واهم من يستطيع تحقيق السلام بتجاوز الفلسطينيين والقضية الفلسطينية”، والتوصل إلى آلية لتحقيق السلام يتم في عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات.
وأوضح “أن ما جاء به ترمب ليس خطة سلام إنما خطة مواقف إسرائيلية متطرفة، فالمفاوضات وعملية السلام لا تصنع، ولا يتم التفاوض على المواقف، بل على المصالح ، وهم ابعد ما يمكن عن الأهداف الدقيقة التي حددها سيادته بقوله “واهم من يظن انه يستطيع تجاوز الشعب الفلسطيني، وان يقهر الشعب المصمم على حريته واستقلاله، وسيواجه الحملات الظالمة من العدوان على كافة الأصعدة”.
وتابع: الولايات المتحدة استطاعت أن تضغط على الإمارات والبحرين وغيرهما حتى تسير في طريق التطبيع سواء عن قناعة أو غير قناعة، وتجاوز القضية الفلسطينية، والحق الفلسطيني، وإلغاء المرجعيات المحددة”، مشيرا إلى أن الذي يحقق السلام هو إنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين، وفق مبدأ الدولتين على حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وحل قضية اللاجئين حسب القرار الأممي “194”.
وقال: إن دعوة الرئيس للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بالبدء بترتيبات عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، يأتي كون الأمم المتحدة عضوا في اللجنة الرباعية، وبالتالي المرجعية هي القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة.
وبالعودة إلى قرار القيادة الفلسطينية بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، تساءل عريقات: كيف ستصنع إدارة ترمب سلاما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الوقت الذي لا سلام بيننا، فالرئيس أبو مازن قطع العلاقات معكم، بعد أن قررتم نقل السفارة إلى مدينة القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ولن نجلس معكم، وبالمقابل انت تقول للعرب أقيموا علاقات تطبيع مع إسرائيل، وهكذا يتم تجاوز القضية الفلسطينية، وهكذا نصنع سلاما ونفرض على الفلسطينيين الحضور.
وأردف قائلا: الأحرى بك (يقصد ترمب) قبل أن تتكلم عن السلام الفلسطيني- الإسرائيلي، ان تتكلم عن السلام الفلسطيني- الأميركي، فأنت قطعت المساعدات عن شعبنا، وأغلقت مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ومكتب القنصلية الأميركية في القدس، وقطعت المساعدات عن وكالة الغوث، وطرحت خطة للضم والاستيطان، وخطة مواقف وليس خطة مصالح، هذه حقيقة”.
وأكد أن خطاب سيادته ليس تكرارا كما يدعي البعض، فسلامنا لن يكون بأي ثمن، فهو قائم على أساس إنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 67، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق القرار “194”، فهذه أسس وركائز السلام، ولن تكون هناك مقايضة حق بحق.
وأضاف عريقات، ان من يوقع اتفاقا يوافق على “صفقة القرن”، فأين مصلحتنا في خطابكم واتفاقياتكم ولم تذكروا حتى ان فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن اسرائيل لا يمكن أن تكون جزءا من منظومة الأمن القومي العربي لسبب بسيط، كون وجودها يرتكز على انه لا يسمح لأي عربي برفع رأسه اقتصاديا أو تكنولوجيا أو عسكريا، لأنهم يريدون أن تبقى إسرائيل أقوى من كل العرب مجتمعين أو منفردين في هذه المجالات.
وتابع: إسرائيل وقفت ضد العرب في كل الأزمان والحروب، ونذكّر المطبعين أن ترمب سيعود لاستخدام ملفات حقوق الإنسان والشفافية وملفات المحاسبة إذا فاز في فترة رئاسية جديدة، فأميركا دولة عميقة تقلب اليمين يسارا، واليسار يمينا، ولا يجب أن يعتمد أحد عليها او على رئيسها تحديدا في أي أسس من أسس بقائكم، وبقاء دولكم، ومخاطركم الوجودية.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني، قال: إن هناك تقدما كبيرا، وخلال أيام سيعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل، ليتم الإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية، ثم الرئاسية، والمجلس الوطني لاحقا، وهناك اتفاق كبير قد حصل لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وتابع: فلسطين دولة تقوم على التعددية السياسية، وبرغم الاحتلال نصر على أن تكون فلسطين انعكاسا للحياة الديمقراطية، والحفاظ على حقوق الإنسان، والمكاشفة، والمحاسبة، وصون حقوق المرأة، وتقوية وحدتنا الوطنية، وتعزيز صمودنا وبناء مؤسساتنا.
وجدّد تأكيد موقف القيادة الفلسطينية الثابت ضد الإرهاب بكافة أشكاله، وأن الاحتلال يمارس إرهاب الدولة المنظم ضد شعبنا، من استيطان، وإعدامات، وضم.
واختتم عريقات بقول الرئيس “إننا لا نتدخل بشؤون أي دولة ولا نسمح لأي دولة أن تتدخل في شؤوننا في القضية الفلسطينية، ولم نفوض احدا، وممثلنا منظمة التحرير الفلسطينية، ولدينا برنامج يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية”.