عروبة الإخباري – كشفت الشاعرة التونسية الشابة مريم الطرابلسي، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول 2020، أن قصيدتها التي تحمل اسم “إلى مزبلة التاريخ”، والتي تندد فيها بقادة الأنظمة العربية الذين شاركوا في ماراثون التطبيع مع إسرائيل، تتعرض لعملية حذف متكررة من طرف إدارة الشركة العالمية “فيسبوك”.
يأتي إجراء الفيسبوك في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حالة غليان وغضب عاليَين، بسبب إقدام الإمارات والبحرين على توقيع اتقاقين للتطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية، في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020.
استنكار لحذف القصيدة: وعبَّرت مريم (17 عاماً)، في حديث مع الأناضول، عن استنكارها للحذف المتكرر لقصيدتها على “فيسبوك”، قائلة: “ما عساني أن أفعل إذا جاءت بنات أفكاري مصحوبةً بآلامي.. أتعرض لتهديدات عبر الفيسبوك، لكن لن أتنازل عن أفكاري ومبادئي”.
في المقابل، نشرت مريم القصيدة تنديداً بالمُطبعين الجدد مع إسرائيل، لكنها كتبتها قبل شهور، وتحديداً حين أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 28 يناير/كانون الثاني 2020، خطة لتسوية سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين، تُعرف إعلامياً بـ”صفقة القرن”.
الشاعرة التونسية قالت ساعتها: “كتبت القصيدة ليلة إعلان صفقة القرن، أو بالأحرى صفقة العار، وعرضتها على السفارة الفلسطينية في تونس، وأمضيت عقداً لعرضها على القنوات الفلسطينية، إلا أنها لم تُبث”.
كذلك تحدثت بالقول: “خبر التطبيع الأليم جعلني أنشر القصيدة على صفحتي الرسمية، وحققت نسب مشاهدة كبيرة؛ نظراً إلى ما تحمله من غضب وأمل في آن واحد”. وشددت على أن القصيدة “تلخص الاحتلال (الإسرائيلي) الغاشم، الذي تتعرض له فلسطين، وما تعانيه من اغتصاب للأرض والعرض”.
شاعرة مؤمنة بالقضية الفلسطينية: ومريم شاعرة وطالبة في مرحلة التعليم الثانوي، وترى رغم صغر سنِّها، أنها “متشبِّعة بالقيم والمبادئ، وتحمل مفاهيم القضية الفلسطينية، وتعرف معاناة ومآسي الفلسطينيين”.
لكن الشاعرة التونسية قالت: “الشِّعر هو صوت الشباب الذي به ستتحرر العقول والأراضي.. وأكثر بيت في القصيدة يلخص الوضع الراهن في العالم العربي، هو: تعرفون الخونة رؤساء أغبياء أكثر الناس خبثاً ودهاء.. الناس زاروا المريخ وأنتم إلى مزبلة التاريخ”.
كما أضافت في حديثها عن قضية فلسطين، أن “فلسطين تحتاج مقاومة فلسطينية-فلسطينية (تقصد إنهاء الانقسام الفلسطيني) مع دعم من الشعوب الأحرار”.
جدير بالذكر أنه قد تشكلت بالفعل، مؤخراً، “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية” من القوى والفصائل الفلسطينية، وأصدرت بيانها الأول، وحظي باستجابة عبر احتجاجات شعبية شهدتها مدن فلسطينية وعربية، بالتزامن مع توقيع اتفاقي الثلاثاء.
في حين ختمت مريم حديثها بتفاؤل بمستقبل الفلسطينيين، قائلة: “محالٌ دوام الحال، وسيشعُّ النور بعد الظلام، وستشرق شمس السلام، وستتحرر فلسطين”.
الالتزام بالمبادرة العربية: ويطالب الفلسطينيون الحكام العرب بالالتزام بمبادرة السلام العربية، وهي تقترح إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت المبادرة، وهي مقترح سعودي تبنَّته القمة العربية في بيروت عام 2002، حيث ترفض إسرائيل مبدأ “الأرض مقابل السلام”، وتريد “السلام مقابل السلام”.
في حين يرى الفلسطينيون أن تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل “خيانة” لقضيتهم، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، بينما تعتبره أبوظبي والمنامة “قراراً سيادياً”.
من جانبها فقد انضمت كل من الإمارات والبحرين إلى مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب. وخلافاً للحال بالنسبة للبلدين الخليجيين، تمتلك مصر والأردن حدوداً مشتركة مع إسرائيل، وسبق أن احتلت الأخيرة أراضي من الدولتين.