عروبة الإخباري – يُقدّم د. صلاح جرار في إصداره الأخير «شحذ الأفهام بأحاديث المنام» عشرة نصوص جديدة تنتمي إلى أدب المقامة العربية، التي أسَّسها منذ عهد بعيد رواد من أمثال بديع الزمان الهمذاني (ت395هـ) الذي عُرفت مقاماته باسمه «مقامات بديع الزمان الهمذاني»، ومحمد الحريري البصري (ت516هـ) وعُرفت مقاماته كذلك بـ»مقامات الحريري»، وسواهما كثير ممن كتبوا في هذا الفن على امتداد تراثنا القديم والمعاصر. وهو أدب سردي، يقدم قصصًا ذات مواضيع متنوعة، وأسلوبا خاصا به يميزه عن الفنون السردية الأخرى.
وصدرت النصوص عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان- الأردن، وجاءت في مئة وست عشرة صفحة من القِطع المتوسط، وصمم غلافها الفنان محمد خضير، واختيرت للغلاف لوحة للفنان أحمد القرعان، بينما خُطَّ عنوان الكتاب بيد الخطاط سليمان إسماعيل منصور.
وضمَّ الكتاب نصًّا استهلاليًّا هو «تهويمة البدء»، وآخر ختاميًّا اسمه «رجفة اليقظة»، وبينهما ، افتُتحت بـ»المنامة المعريّة»، وخُتمت بـ»المنامة الكَنَديّة».. وتوضّح عناوين المقامات جميعها فكرة الكتاب؛ فهي منامات رآها شخص يُدعى «أبو أيوب الهندي» ورواها عنه «أبو مرة علقمة بن مرّة الشيباني»، وتناقش عددًا من القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية التي تهمُّ الإنسان المعاصر، ضمن قالب المقامات التراثي، ولغته السجعية الجميلة.
والنوم هو البوابة التي يلج منها أبو أيوب الهندي إلى أحلامه، ويعبّر خلالها عن أمانيه.. يقول د. جرار في ما يُعد تعريفًا بالعمل، جُعل على الغلاف الخلفي للكتاب:
«للنوم فوائده أيضاً، فهو يحملك إلى حلمٍ مفعم بالأمل لا حدود له، تنعم فيه بالحرية والعدل والأمن، وإن كنت تصحو في نهايته على الواقع الذي تسعى للهروب منه.
تابع أبو أيّوب الهندي أحلامه وروى للناس عشرة منامات جديدة عاش في كلّ واحدة منها لحظات سعادة مختلفة عن غيرها، رأى فيها الجمال والحقّ والعدل وعالماً يتجاوز الواقع الذي يعيشه.. لكنّه بعد كلّ حلمٍ لذيذ كان يصحو على واقع مرّ.
أبو أيّوب الهندي لم ينل منه اليأسُ والإحباط، فهو ماضٍ في أحلامه حتّى يقترب الواقع من الحلم، ويتحقق ما يرنو إليه من عدْلٍ وحرّيةٍ وحقٍ وسلام، وما تصبو إليه البشرية من كرامة وأمن وطيب عيش واستقرار».
يشار إلى أن د. صلاح جرار هو أستاذ الأدب الأندلسي والمغربي في قسم اللغة العربيّة وآدابها بالجامعة الأردنيّة منذ سنة 1982. وقد حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن (كلية الدراسات الشرقية والإفريقية) سنة 1982. وتولّى مناصب إدارية وأكاديمية ورسمية منها: وزير الثقافة (2011/2012)، أمين عام وزارة الثقافة (1999-2002)، القائم بأعمال رئيس جامعة العلوم الإسلامية (2013/2014)، نائب رئيس الجامعة الأردنية (2007/2010).
ومن إصداراته: «زمان الوصل»، «ولّادة بنت المستكفي»، «الجدار الأخير»، «دراسات جديدة في الشعر الأندلسي»، «طبقات الشعراء بالأندلس»، «المنامات الأيوبية»، «جادك الغيث»، «في طريقي إليك»، «ترويدة الغيم والشفق».