الانتخابات البرلمانية 2020 / خالد الزبيدي

دراسة راصد حول توجهات الشباب للانتخابات البرلمانية 2020 في ظل ظروف شديدة الصعوبة اقتصاديا وماليا وتداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 التي الحقت اضرارا كبيرة بالاقتصاد والمجتمع الاردني، فالدراسة مهمة نظرا للتركيبة السكانية الشبابية في المملكة وقدرة الشباب على المشاركة الفاعلة لانتخاب مجلس نيابي اكثر نضجا للقيام بدور حقيقي للسنوات الاربع القادمة، خصوصا وان الاردن والمنطقة العربية تجتاز مرحلة شديدة الخطورة والتعقيد على كافة الاصعدة.

العينة تضمنت 2500 فتاة وشاب من دوائر انتخابية مختلفة وراعت العينة المؤهلين للاقتراع، ويزيد من اهمية الدراسة الفترة المتبقبة على الانتخابات شهرين تقريبا، في ظل اختلاط بين المشاركة والعزوف لأسباب مختلفة في مقدمتها ضعف الحياة السياسية من جهة وانخراط العامة بقضايا معيشية والتعامل مع استحقاقات الجائحة التي تطال مناحي حياة الاردنيين.

مشاركة غالبية الشباب هي رهن بما سيقدمه المرشحون من برامج وتصورات للمرحلة المقبلة، فالانتخابات البرلمانية للدورات السابقة لم تقدم برامج حقيقية، وكان للمال السياسي دور مؤثر الا انه كان محل انتقادات في الاوساط الشعبية وضعف المعالجة الرسمية لتلك الظاهرة، لذلك يجد المراقب الراصد ان هناك تحذيرات رسمية من ذلك تحت طائلة المسؤولية، الا ان هناك ترقبا لذلك خلال الاسابيع القليلة المقبلة .

النتائج الاولية للدراسة اظهرت ان 28.4 % من العينة ستشارك في الاقتراع الا ان 25.7 % لم تقرر بعد بالمشاركة او العزوف والنسبة الكبرى البالغة 45.9 % قالوا لا للمشاركة وهي نسبة كبيرة ضمن عينة الدراسة، وهذا يتطلب من قبل الجهات الرسمية المعنية بالانتخابات اخذ اجراءات نوعية لاقناع الشباب بالمشاركة وهذا يتطلب حلولا غير عادية للخروج من الواقع المرير.

الاردن بحاجة لاعادة بناء الثقة بين الشعب ونوابه، بحيث تقوم كل سلطة بدورها وفق اسس الفصل بين السلطات الثلاث والاحتكام الى الدستور الاردني الذي يلقى الاحترام والالتزام، فالسنوات القليلة كانت شديدة التقلبات حافلة بالارهاصات، وكان ولا يزال قدر الاردن والاردنيين مواصلة المسيرة والالتزام بثوابته السياسية المحلية والقومية والانسانية.. مجددا الايام قادرة على معالجة ما مضى من تراجع وفقدان فرص كبيرة، فدول المنطقة وشعوبها تراقب الاردن والعدو الحاقد الطامع لذلك علينا الانتباه للمرحلة المقبلة بأدق تفاصيلها وتلبية استحقاقاتها وان لانترك ثغرات للغير قد تلحق بنا خسائر ثقيلة.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري