عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب.
يفرد البلاط الملكي الهاشمي لسفراء سلطنة عُمان مكانة خاصة منذ عهد السلطان قابوس الراحل طيب الله ثراه وعلاقته بالملك الراحل الحسين طيب الله ثراه.. فقد ظلت هذه العلاقات يعمدها الدم حين وقف الأردن بقوات مسلحة إلى جانب سلطنة عُمان وهي تبعث استقلالها وبالمحبة والود والصداقة والأخوة بعد ذلك، وعلى مدى حياة الزعيمين الراحلين ، وظلت السلطنة تخص الأردن بسفراء مميزين في بلاط القصر الملكي تعرفت عليهم فكانوا أصدقاء مميزين طوال أكثر من عشرين سنة.
الأسبوع الماضي وقف سفير سلطنة عُمان ليكرم بـ “وسام الاستقلال من الدرجة الأولى” من يد الملك عبدالله الثاني مباشرة ، وهذه ميزة لا تُعطى للكثير من السفراء الذين يجري تكريمهم بأوسمة تُسلمها الخارجية أو من يُناط بهم ذلك..
لقد عمل السفير المكرم سعادة الشيخ خميس بن محمد الفارسي لسنوات لدى البلاط الملكي سفيرا للسلطنة كان فيها مثال الدبلوماسي الذي يحرص على خدمة بلده وعن طيب المعشر وحسن الأثر.. فقد ظل يواصل البناء الذي كان قد بدأه زملاؤه من قبل، ورغم أن سفارته جاءت في ظروف صعبة على المستويات العربية والإقليمية لما أصاب منطقتنا من تغيرات إلاّ أن السفير الفارسي كان مثالاَ في تبليغ موقف بلاده ونقل الرسائل وتعميق أواصر العلاقات والسعي لتطويرها دائما.. فقد عاشت سفارته رحيل السلطان قابوس باني عُمان الحديثة وتولي السلطان هيثم مسؤولياته، وقد جاء ذلك الانتقال للمسؤولية بسلاسة وهدوء وشكلت نموذجا عرفت به سلطنة عُمان وميّزها عن غيرها من الدول بأنظمتها المختلفة..
عرفت السفير الفارسي عن قرب في أكثر من مناسبة ، وأدركت حرصه على العلاقات بين البلدين من خلال اتصالاته الرسمية وغير الرسمية، التي كان عنوانها دائما يصب في العلاقات بين الأردن وعُمان، ليحافظ على مستويات عالية في تمييز هذه العلاقات وخاصة مع قدوم السلطان هيثم إلى المسؤولية.
يترك السفير الفارسي المكرم الأردن وهو راغب ومحب ومقدر ، فقد أمضى سنوات من العمل وصفه بأنه بين الأهل والأحبة ، وكأنه لم يشعر بالانفصال من بلده الأول إلى بلده الثاني.. وجاء التقدير الملكي له بـ “وسام الاستقلال من الدرجة الأولى” على تأكيد ما قام به السفير من عمل طيب وناجح في تطوير وتعزيز العلاقات العمانية – الاردنية .
كلمات السفير الدافئة بين يدي جلالة الملك رسمت الابتسامة على وجه جلالته والحاضرين، فقد ظل لعُمان منزلة خاصة وطيبة لدى الأردنيين ملكا وحكومة وشعباً..
يستحق السفير الفارسي التهنئة والدعاء له بالتوفيق في المقبل من أيامه وسيظل صديقا لكل الأردنيين الذين عرفوه وتعاملوا معه وعرفوا وفاءه ومحبته..