عروبة الإخباري – وسط مشاعر من الحزن والأسى أبّن البيت الأدبي للثقافة والفنون فقيده الشاعر حسن جمال عودة وذلك في لقائه الشهري العام رقم 189 وهو لقاء شهر آب الجاري الذي أدار فقراته مؤسسه ومديره القاص أحمد أبو حليوة بحضور ثلة من أهل الفقيد، بالإضافة إلى حضور مجموعة من أسرة البيت الأدبي، حيث نعاه الجميع بأصدق الكلمات بل وبعضهم بالدمعات، وهم يتحدّثون عن مناقب الفقيد وصفاته الطيبة وأخلاقه الحميدة وتعامله الكريم وشعره الحكيم، وذلك بعد مشاهدة فيديو معبّر عن أبرز محطات الشاعر مع البيت الأدبي التي تمثّلت بحضوره إليه والتزامه الواضح بلقاءاته منذ عام 2017 وهذا ما دفع البيت الأدبي لتكريمه بشهادة شكر وتقدير من خلال فعاليته الشهرية الخاصة «زيارة مثقف» لمنزله في العاصمة عمّان عام 2018 ليشارك بعد ذلك في مهرجان البيت الأدبي للثقافة والفنون الإبداعي عام 2019 وذلك على خشبة مسرح مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء.
هذا ويذكر أن الشاعر حسن جمال عودة من قرية يالو التي ولد فيها عام 1951 وهذه القرية تابعة لمدينة رام الله التي نزح أهلها عنها عام 1967 نتيجة الاحتلال الصهيوني لها.
وقد ظهرت موهبته الشعرية عام 1966 عندما ألّف أولى قصائده، حيث شجّعه على الكتابة أساتذته في المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية، ليحصل بعد ذلك على شهادة الثانوية العامة عام 1969 ومن ثم يكمل دراسته الجامعية في العراق، ومن جامعة المستنصرية في بغداد حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية عام 1975.
بعد التخرج من العراق ذهب للعمل معلماً في ليبيا عام 1975 وبقي فيها حتى عام 1982، ثم ذهب بعد ذلك إلى السعودية التي عمل فيها معلماً أيضاً من عام 1982 حتى عام 1991، ونتيجة حرب الخليج الثانية عاد إلى الأردن وبقي فيها تسع سنوات يعمل في مجال الزراعة حتى عيّن في وزارة التربية والتعليم عام 2000 في مدينة الزرقاء التي بقي مدرساً فيها حتى حصوله على التقاعد عام 2015.
ظهرت قوة الشاعر الإبداعية في المرحلة الجامعية، وقد استفاد كثيراً من أستاذه الجامعي الدكتور محمود الغناوي، وشارك الشاعر حسن جمال في العديد من الأمسيات الشعرية في كل من العراق وليبيا والسعودية، ليغيب بعد ذلك عن المشاركة في الأمسيات الشعرية لقرابة ثلاثة عقود، حيث كانت عودته للمشاركة في الأمسيات الشعرية في الأردن عام 2017 علماً أنه عاد إليها عام 1991 إذ بقيت مشاركاته بشكل عام محصورة في البيت الأدبي للثقافة والفنون حتى وفاته في السابع عشر من شهر تموز لهذا العام 2020.
تلا الجزء الأول من لقاء البيت الأدبي للثقافة والفنون فقرة التفاعل الاجتماعي (الاستراحة) ومن ثم بدأ الجزء الثاني الذي خصّص للمشاركات الإبداعية المتمثلة بالقراءات الأدبية حيث شارك فيها كل من القاصين أحمد أبو حليوة وعدنان تيلخ ولادياس سرور، والحكواتي محمود جمعة، بالإضافة إلى الشعراء أحمد أبو قبع وإسلام علقم وخالد السبتي وخليل إطرير وعزالدين أبو حويلة ومحمد كنعان، وكذلك مشاركة الطفلة جنى الدوسري بإلقاء أغنية «أعطونا الطفولة»، ليكون مسك الختام مع عازف العود الفنان الملتزم ناصر ناصر الذي غنى للفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة أغنية «بيروت نجمتنا».