عروبة الإخباري – كتبت سمية أبو عطايا مراسلة وكالة عروبة الإخباري في المانيا-تعليقا على مقابلة اليوم في نبض البلد
أول مقابلة تأخذ مأساة لبنان على محمل الجد وتناقشها بشكل جاد وموضوعي وواقعي ‘كل ما سمعته وقرأته قبل ذلك كان سلامات لبيروت’وحسرة على جدائل صبايا بيروت.
إن إطلاق مصطلح (زلزال) من قبل الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب على ما حدث في ميناء بيروت والخشية من إرتدادات هذا الزلزال وإمكانية أن تكون إرتداداته مدمرة للبنان والمنطقة برمتها مصطلح مناسب جدا للحدث .
ثم مصطلح تعويم للحالة اللبنانية وعدم التصريح بحقيقة الأحداث وإصابتنا بالحيرة والذهول في أعقاب ما حدث وتضارب الأخبار وتزاحمها أيضا مصطلح دقيق وصحيح من قبل الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب والتحذير من حالة مماثلة للبنان ممكن أن تعم بعض العواصم العربية مع الإشارة إلى الدمار الذي يحدث فعلا في كثير من العواصم العربية وهذا الدمار والخراب أطلق عليه زورا بالربيع العربي.
ثم يعود بنا الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب إلى أحداث العام الماضي في لبنان عندما خرج اللبنانيون يطالبون بعزل أمراء الطوائف جميعا تحت مصطلح (كلن يعني كلن)وقمعت هذه الإحتجاجات بالهروات والإستعانة بالتدخل الإجنبي .
أرى لو أن هذه الإحتجاجات والتي خرج فيها الشباب بشكل عفوي للأسف لم تكن تمتلك التخطيط الجيد ولم تفرز من بينها قيادات شابة تقود هذه الإحتجاجات وتحيلها إلى ثورة للتغير خاصة أنها كانت إلى حد ما تمتلك برنامجا قابل للتنفيذ يؤدي إلى إنتخابات ديمقراطية تخلص البلاد من الطائفية البغيضة ولو بشكل نسبي.
أختلف معك الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب في تأييد بعض اللبنانيين الذين يطالبون بالوصاية على لبنان من قبل جهات أجنبية ليتخلصوا من أمراء الطوائف والحصول على لقمة العيش ‘ونحن نعلم جيدا بأن الاستعمار الفرنسي هو من زرع الطائفية لدى لبنان ‘ثم أتيت بتشبيه كيف غزت الأديان أفريقيا ‘بتقديم الطعام للجياع وهنا اختلف معك ايضاهناك فرق كبير بين اللبنانيين والأفارقة في ذلك الوقت ‘اولها إن اللبنانيين أصحاب حضارة فلبنان يتصدر الدول العربية في عدد مفكريه ومثقفيه ولا يمكن للتاريخ أن يعود للوراء ”ولن تستطيع أي قوة أجنبية مهما كانت أن تسيطر على شعب لبنان من خلال لقمة العيش .
انا مع هاجسك الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب بأن إسرائيل ربما تكون وراء ماحدث من تفجير في ميناء بيروت وخاصة بعد تغريدة نتنياهو الذي قال فيها (وصلت الرسالة)
وأرى بأن إسرائيل ربما تريد اغراق لبنان بالفوضى التي ممكن أن تتطور إلى حرب أهلية وبهذا تتخلص من فكرة رد حزب الله على مقتل أحد قياداته ثانيا اغراق لبنان بالفوضى التي ستنعكس بشكل سلبي على محيطه من دول عربيه وهذا ما أكدت عليه في حديثك الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب وبهذا ترسم المنطقة كما تريد إسرائيل واستعملت هنا مصطلح لأول مرة أسمعه وهو( تسييل الجغرافيا) وحذرت من ربط هذا بتجميد ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى ما بعد الانتخابات الإمريكية فالأحداث كلها متشابكة .
ربما مصطلح (تسييل الجغرافيا) يكون أشبه بمصطلح الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس والتي قالت لديهاخطة لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط من خلال الفوضى الخلاقةللتخلص من الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة وبدأتها بالعراق .
إن رؤيتك الكاتب والإعلامي سلطان الحطاب بحل المشكلة اللبنانية من خلال تكتل عربي أو نواة عربية تدفع باتجاه حل الأزمة اللبنانية او بالتدخل الأجنبي.
الرؤية الأولى صحيحة وممكن أن تنجح لكنها في هذه الظروف مستحيلة فالوضع العربي في أسوء حالاته’كان من الممكن أن تبادر سوريا والأردن إلى هذا’ لكن سوريا منهكة داخليا والأردن لا يمكن أن يقوم بذلك وحده’وأرى أن التدخل الأجنبي ليس في مصلحة لبنان’الحل يجب أن يكون من خلال هؤلاء الشباب الثائر والذي يدمر مؤسساته يجب أن يكون على قدر كبير من المسئولية وينحاز لمصلحة وطنة وأبناء شعبه الفقراء ويختار من بين صفوفه قيادة واعية ورشيدة تدفع باتجاه ولو بجزء من الحل.