صندوق “همّة وطن” بحاجة الى همّة!!

jmal-sraaaera0

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب .
لم تصل التبرعات التي جمعها صندوق همّة وطن الى مئة مليون دينار، بل قصرت عن ذلك وهذه التبرعات متواضعة ان لم نقل جدا في وصفها، ففي حين تدفقت المليارات على صناديق التبرع او ما اقتطعته الدول لمواجهة الوباء المدمر فان الجهد الأردني توقف عند هذا الرقم الذي صرف حوالي ربعه في بنود حملت خطاَ عريضاَ دون تفاصيل يرغب المواطن في معرفتها..
فُتح الصندوق للمتبرعين الكبار من بنوك وشركات ثم توقف التدفق، وكان يجب ان يحث المواطنين العاديين المقتدرين على رفده في سباق جماعي عبر التلثون مع الزام المتبرع على الهواء انفاذ تبرعه تحت طائلة المسؤولية حتى لايهرب من التزامه..
فكرة انشاء الصندوق كانت رائدة وقد ملأت فراغا هاما، و جاءت استجابة للحاجة وقد ثار سؤال… لماذا يعتبر مواجهة كورونا باهظا في العالم ورخيصاَ في الأردن، اذا ما نظرنا لاول وهلة الى حجم الجهد المبذول من الجانب الرسمي، الم نكن بحاجة الى مئات الملايين لتأسيس بنية تحتية مناسبة لمواجهة وباء لم ينته وقد تتجدد هجماته او يستمر او يحل محله وباء أوكوارث ليست متطورة…
يمكن استمرار التبرع ما دام الصندوق في يد آمنة حتى الان ويمارس الشفافية ويمكن ان يفعل اكثر وان يصبح صندوقا لمواجهة الكوارث، وان تستمر امواله وان لا تبقى هكذا لتموت او تنتهي بالصرف… كما لابد من تحديد افضل لاوجه الصرف ومناقشتها والخروج من حالة الطوارئ الملحة الى حالة ارحب من التفكير وعدم الانصراف الى سدّ ثغرات كانت قائمة من قبل على حساب هذا الصندوق الذي يجب ان يذهب باتجاه ما يشبه الكورونا و تحديد طبيعة العلاقة بين اموال الصندوق وبين صندوق المعونة الوطنية فهذا الصندوق لا يجوز ان يكون صندوق معونة وطنية الا بمقدار تأثير جائحة الكورونا في هذا البعد لان كل اموال هذا الصندوق وما سياتي لن يسد حاجات المعونة الوطنية بالطريقة التي تعارفت عليها الحكومات المتتالية..
واذا كانت النواة قد قامت في صندوق همّة وطن، فلماذا توقف الدفع، وهل أسلوب المناشدة الذي مارسه رئيس الصندوق دولة السيد عبد الكريم الكباريتي قبل سفره وما دعا اليه نائب الرئيس الوزير جمال الصرايرة رئيس مجلس ادارة شركة البوتاس والتي تبرعت بالنصيب الاوفر للصندوق واستحقت تكريماَ ملكياَ قبل عده ايام، فهل هذا الاسلوب ناجح، وهل يكفي؟ ولماذا اصبح هذا الاسلوب عقيما حين رأينا التبرعات تتوقف والصندوق يتناقص و قد لا نجد فيه شيئا ان لم تتواصل تغذيته، ولذا لابد من اقتراح طريقة قادرة ان ترفد الصندوق باموال، وان تحافظ على منسوب معقول من التدفق، وان تصب في الصندوق ايضا التبرعات القادمة من الخارج والجهات الدولية المخصصة لهذا الغرض وان لا يقتصر على تبرعات بعض الأردنيين حتى الان…
يجب حث المواطن العادي على التبرع ولو بدينار او خمسة او المقدور عليه في ثلتون مفتوح على طول ما دام الوباء يسجل اصابات في كل يوم، واذا كانت المستشفيات المخصصة وطواقمها ولوازمها الصحية من أجهزة وغيرها لم تستهلك الا القليل من أموال الصندوق في موازاة ما يخصص لصندوق المعونة الوطنية، فإن ذلك لا بد من إعادة مناقشته .
وثم لماذا لا يكون للصندوق اليات مختلفة ترفده بالتبرعات عن طريق لوائح تمكن كل المواطنين من التبرع و ان يصحب ذلك تشجيع وحوافز..
أحسست بالحماسة التي ابداها السيد جمال الصرايرة حين سألته وقد سألت أيضا متى الخروج من إطار المناشدة والوعظ إلى إطار جديد وأساليب ووسائل جديدة تضمن نمو الصندوق وإجابته على كثير من الأسئلة والحاجات…
ما زلت متفائلا في ان إدارة الصندوق التي تتمتع بخبرات ونَفس وطني فاعل تعمل عليه، وقد تكون بحاجة إلى المزيد من التشريعات او التعليمات او الحفز وفتح مساحات أوسع لها لتعمل من اجل جلب المزيد من المال..
هناك قطاعات تعمل فيها شرائح واسعة من المواطنين هي الآن شبه مشلولة وخاصة قطاع السياحة وإحالة العاملين العاطلين على الضمان الاجتماعي او التبرع بجزء من رواتبهم من جانب الصندوق، لا بد أن يثير قضية بقيت معطلة ومهروبا منها حتى في سنوات “القمرة والربيع”، وهو التعويض ضد البطالة أو تغطية البطالة كما المجتمعات الأخرى وعدم التذرع بالفروق الحضارية أو المادية، فالانسان هو الانسان حين يتعطل او يجوع أويمرض، ولذا لابد من البدء الفوري في تأسيس إطارات عملية لشمول صحي كامل للمواطنين الأردنيين ممن يحملون الرقم الوطني، وأيضا لتغطية البطالة وان بنسب تضمن الحد الأدنى من مايحفظ الحياة والكرامة وعدم ابقاء هذه القضايا برسم المكرمات والهيئات والفزعات وغياب المقاييس والمعايير ان كان هذا يستحق او هذا لا يستحق، وان نتجنب ما كان حصل من أعراض حين خصص البنك المركزي 500 مليون لمساعدة الجهات المتعثرة، دون ان نصل الى نموذج صحيح يمكن القياس عليه ..
الثغرات غير المنصوص عليها في تشريعات دقيقة تشكل بؤر للفساد ونفاذ المصالح والمحسوبية ولذا فإن نقاشات أمس الأول في صندوق همّة وطن التي رأسها جمال الصرايرة حاولت ان تجيب مع كثير من الأسئلة المهمّة ليست المتعلقة بتخصيب الصندوق ومزيد من الجباية والتبرع له، ولكن ايضا كيف نتصرف في الأموال و أوجه الصرف التي لا يجوز ان تكون بأوامر أو على شكل ارتجال او هباب أو استجابة لطلبات تقدمها جهات ضاغطة…
لا نذهب بعيداَ فما زال شجرة الصندوق قادرة على الاثمار وعلينا ان نتقدم بالشكر للذين يقومون على الصندوق، ويبذلون الجهد الكبير ونطالبهم ان يظلوا يطالبون بمزيد من الشفافية و ان لا يتراجعوا عن الحرص على ذلك…

شاهد أيضاً

في يوم العلم* العنود إسماعيل أبو الراغب

عروبة الإخباري – علم يرفرف في الآفاق شامخ في سماء وطن العروبة والإفتخار، خافق بالإعتزاز …