أرزة.. ودمعتان / وصال أبو عليا

مع رؤية مشاهد هيروشيما الجديدة في العاصمة اللبنانية بيروت، سارع الفلسطينيون على امتداد رقعة هذا العالم وكلٌ في مكانه ليتضامن بطريقته مع لبنان الشقيق، البعض أرفق صورة له في بيروت على صفحات التواصل الاجتماعي وآخرون رددوا من قلبي سلام لبيروت.

السلام لقلب العاصمة العربية التي نهضت من الركام في مرات عديدة، تصاب بالهيروشيما التي دمرت معظم احيائها، ومع الصور التي بثت عبر شاشات التلفزة للأشلاء وتطاير الركام وزجاج المباني، بكى اللبنانيون بحرقة على ذويهم الذين ارتقوا في هذه التفجيرات، وعلى دمار الحلم اللبناني في الاستقرار بكل ألوان الطيف، وكذلك مرحلة ما بعد هذه الكارثة من تهاوي الاقتصاد أكثر من ذي قبل.

ما ينتظره اللبنانيون بعد أن يفيقوا من هول ما حدث، هو نتائج فعلية لحقيقة المشهد، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي خلفت مئات الضحايا والمكلومين.

وهنا، استحضر “اعادة اعمار لبنان” بعد الحرب الاسرائيلية عام 2006، والتي خلفت دمارا هائلا كذلك، مجازية ذلك تفيد أنه بعد أيام سيتم الحديث عن اعادة اعمار بيروت التي لم تلملم جراحها بعد لتعود لنزفها من جديد وهذه المرة لم نعلم بعد على أيدي من حدثت هذه الجريمة، سيما في ظل الوضع القائم الآن في لبنان التي هي أحوج من أي وقت مضى لتتكاتف، رغم أنني أدرك أن خيوطا ما زالت خفية بما حدث.

ما خطر لي أن أتساءل كيف قضى اللبنانيون ليلتهم أمس؟ وبعضهم أحد أقاربه مفقود وآخر ما زال يئن تحت الركام، وعيون تتوق إلى الله أن يشفي الجرحى ويضمّد قلوب المكلومين.

اليوم نبكي أرز لبنان الذي هزّته التفجيرات.. وسنسقيه بأيدٍ فلسطينية تساند اللبنانيين في عودته أخضرا شامخا.

Related posts

رئيسة اتحاد الكتاب السابقة رناد الخطيب في ذمة الله

مؤسسة شومان تعرض الفيلم التونسي (عرس القمر)

قراءة في رحلة (الطّريق إلى كريشنا) لسناء الشّعلان: كيف عرفتُ نعيمة المشايخ مع سناء الشّعلان؟