* خرج الحديث حول (الدولة الواحدة) في فلسطين، كحلٍّ ممكن التطبيق …. خرج الحديث بغتة، وبلا مقدمات أو مؤشرات… فالصراع العربي- الصهيوني أو الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي دخل في دواّمة (صفقة القرن) ومخاطرها… وتقلّص الاهتمام لينحسر إلى جزئية (الضمّ)- ضم الأغوار إلى الكيان الصهيوني، وهي نمط من أنماط الأعيب الصهيونية، التي تشغل العالم والعرب والفلسطينيين بشكل خاص بمعركة جزئية من معركة الصراع الكبير، الصراع العربي الصهيوني.
*فما هو مفهوم (حل الدولة الواحدة)؟
-يقوم هذا الحل على إنشاء دولة واحدة في عموم فلسطين، أو فلسطين التاريخية كما يفضل البعض هذا المصطلح… مع أن (فلسطين هي فلسطين) تاريخا وحضارة وإنساناً…
ويكون للسكان الفلسطينيون العرب واليهود… مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد، وقد ولدت هذه الفكرة عام (1944) بدعوة لإنهاء الانتداب البريطاني وإقامة حكومة ديموقراطية فلسطينية مستقلة، وأعيد طرح الفكرة بعد حرب (1967) لإقامة (دولة ديموقراطية)في فلسطين التاريخية، يتبنى ذلك لاحقاً (إعلان ميونخ).
*والدولة الواحدة المفترضة، إما أن تكون دولة واحدة ثنائية القومية: يحتفظ الفلسطينيون بشخصيتهم السياسية، وكذلك اليهود… حيث يتعايش شعبان معاً، مع حفظ مصالح كل منهما. وقد تكون دولة ديموقراطية (مدنية –علمانية) تحقق المساواة بين جماعتيْن أو شعبيْن كمواطنين وثمة مفهوم ثالث، وهو مفهوم صهيوني محض، ويعبّر عن دولة واحدة يخضع فيها الفلسطينيون لدولة إسرائيل، وهي صورة أخرى للاحتلال والسيطرة على الأرض والسكان، ومع ذلك، فثمة شريحة كبرى صهيونية تعتبرها خطراً وجودياً على المشروع الصهيوني الذي لم يكتمل بعد، بإقامة إسرائيل … كما هي الآن.
*أما حل الدولتيْن، وهو المقابل لحل الدولة الواحدة، فيقوم كما هو معروف، على أساس وجود دولتيْن يعيشان متجاورتيْن، بأمنٍ وسلام، والإقرار بسيطرة إسرائيل على (78 %) من مساحة (فلسطين)، والاكتفاء بنسبة (22 %) للسكان الفلسطينيين… وهو الحل الذي يتمسك به العالم حسب (الشرعية الدولية) من أجل إقرار مبادئ (سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط)، ورفض الاستيلاء على أراضٍ بواسطة الحرب.
* والسؤال الذي يبقى بلا جواب:
– هل فشل حل الدولتيْن يقود إلى حل الدولة الواحدة.
– وهل فشل حل الدولة الواحدة يقود إلى حل الدولتيْن.
وحتى يتضح الجواب، عند أي الحلّيْن، يكون الاحتلال الصهيوني قد أتى على نسبة ال (22 %) بالضم الجزئي أو الاستيطان أو المصادرة أو الاستلاب (فجميع الطرق تؤدي إلى روما)!.