عروبة الإخباري – حصل حزب البعث في سوريا مجدداً على غالبية المقاعد في مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي نُظمت الأحد، وفق ما أعلنته اللجنة القضائية المشرفة على الاقتراع الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020.
وكانت هذه الانتخابات قد شملت مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة لأول مرة خلال النزاع. كما تجرى هذه الانتخابات بعيداً عن أي معارضة فعلية على الأرض، والتي تعتبر هذه الانتخابات “أشبه بمسرحية” تعرف نتائجها سلفاً، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس 24.
تفاصيل وأرقام النتائج: بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر من 33%، بحسب النتائج الرسمية التي أعلنتها اللجنة القضائية المشرفة على عملية الاقتراع الثلاثاء.
كما فاز الحزب الحاكم وحلفاؤه في قائمة “الوحدة الوطنية” بـ177 مقعداً من أصل 250 مقعداً، نصفها مخصص للعمال والفلاحين، والنصف الآخر لبقيّة فئات الشعب.
وأعلن رئيس اللجنة القضائية للانتخابات القاضي سامر زمريق في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، أن نسبة المشاركة بلغت 33,17٪ مقارنة مع 57,56٪ في عام 2016.
يُذكر أن النتائج أُعلنت غداة إعادة الاقتراع في خمسة مراكز في شمال سوريا وشرقها.
أسماء معروفة فازت بالاتنخابات: من بين الفائزين في الانتخابات النائب الحالي رجل الأعمال حسام قطرجي المفروض عليه عقوبات أوروبية، والذي سرت تقارير عن تورطه في عمليات تجارية لبيع النفط أثناء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على حقول واسعة في شرق سوريا.
كما فاز مجدداً كل من: رئيس غرفة الصناعة سامر الدبس، والمخرج نجدت أنزور، ورئيس الوفد الحكومي لبحث اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة أحمد كزبري.
يُذكر أن 1658 مرشحاً خاضوا، الأحد، سباق الوصول إلى البرلمان في أكثر من 7000 مركز اقتراع في مناطق سيطرة الحكومة، بينها مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة سابقاً، وجرت فيها الانتخابات للمرة الأولى خلال سنوات النزاع.
“انتخابات مفبركة”: هذه ثالث انتخابات تُجرى بعد اندلاع النزاع عام 2011، في غياب أي معارضة فعلية على الأرض. واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية، وفق بيان باسم المتحدثة باسمها مورغان أورتاغوس، أن ما حصل هو “مجرد انتخابات أخرى تضاف إلى سلسلة الانتخابات المفبركة والتصويت غير الحر الذي ليس للشعب السوري أي خيار فعلي فيه”.
وأضافت: “لم تشهد سوريا أي انتخابات حرة ونزيهة منذ تسلم حزب البعث التابع للأسد الحكم ولم تكن انتخابات هذه السنة استثناء على ذلك”.
أما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فقد علق على الانتخابات بتغريدة قائلاً: “إن ملايين الناخبين من الشعب السوري صوّتوا بأقدامهم في طريق نزوحهم وهجرتهم القسرية جراء إرهاب الأسد ورعاته روسيا وإيران بتصفيق وتأييد أعمى من أعضاء ما يسمى مجلس الشعب”.
فيما لم يتمكن السوريون المقيمون خارج البلاد، وبينهم ملايين اللاجئين الذين شردتهم الحرب، من المشاركة في الاقتراع، وكذلك بالنسبة إلى المقيمين في مناطق لا تزال تحت سيطرة الفصائل المناوئة لدمشق.
انتخابات في ظل عقوبات: جاءت هذه الانتخابات التشريعية لاختيار برلمان جديد، بعد أربع سنوات تغيرت فيها المعادلات الميدانيّة لصالح دمشق، فيما اشتدت العقوبات الاقتصاديّة عليها، وتفاقمت أزمات المواطنين المعيشيّة.
ويقوم البرلمان المنتخب، في أول جلسة يعقدها، بانتخاب رئيس له، وتتحول الحكومة عندها لحكومة تسيير أعمال، إلى حين تعيين الأسد رئيساً جديدا للوزراء يكلف بتشكيل حكومة جديدة.
كما تأتي هذه الانتخابات قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية المرتقبة صيف عام 2021.
يُذكر أن موعد الانتخابات أُرجئ مرتين منذ نيسان/أبريل على وقع تدابير التصدي لفيروس كورونا المستجد. وسجلت مناطق سيطرة القوات الحكومية 540 إصابة، ووفاة 31 شخصاً، فيما أصيب 25 شخصاً في مناطق خارج سيطرتها.