التعلم المعرفي والتعليم عن بعد / د.حازم قشوع

مع تسارع انتشار اليات التواصل وتنوعها، باتت الرسالة التعليمية او المعرفية يمكن ارسالها عبر هذه الاليات التكنولوجية وغدا تاثيرها يحقق واقع استجابة اكبر وكما تعطي نتائجها مؤشرات افضل من التي تعتمد على تقنية التواصل المتنوعة، فان برنامج التعلم عن بعد بات يشكل منطلقا اساسيا في تقديم حالة معرفية قادرة على تحقيق الحالة المعرفية اللازمة للمتلقي كما انها باتت عاملة على ايجاد درجات استجابة افضل للبيئة التعليمية برمتها.

وهذا مرده لاسباب عديدة منها ما يتعلق بماهية الرسالة واخر ما يتعلق بكيفية نقلها وطبيعة ارسالها ووعاء تخزينها مع وجود اضافة نوعية اخرى يتمكن الطالب عبرها من المتابعة المباشرة مع المعلم او المصدر بالاستفسار او التعليل والاسئلة والاستزادة وذلك بالشرح والتبيان وتقييم حجم تاثير نتائجها وظروف متابعة ايصالها.

وهذا ما يتطلب ايجاد نماذج جديد للتعليم عن بعد، تقوم على تطوير النماذج التعليمية بالشراكة مع اهم المدارس والجامعات في العالم على ان يتم اعداد الرسائل عبر تقنيات حديثة تعتمد على الغرافيك بتنوعه، وعلى الافلام الوثائقية والرسوم التجسيدية هذا اضافة الى التواصل المرئي الفردي والجماعي، فيما يتم تقديم الامتحانات بصورة منسجمة مع اهم الجامعات العالمية.

على ان تتم مواءمة نماذج العالم الافتراضي هذه مع محطات تدريبية في العالم الوجاهي، بحيث يتم الاستعاضة فيها عن الغرف الصفية، وبها نكون قد واءمنا بين ما يمكن استيعابه وما يمكن تجسيده، عبر المحطات التدريبية حيث يمكن عبرها استخدام وسائل المحاكاة ومنهجيات الذكاء الاصطناعي المختلفة.

وقد يكون من المفيد بمكان والعالم يعيش اجواء كورونا ان يقوم الاردن بعنصر المبادرة وذلك بدعوة الدول العربية من خلال مؤتمر يقوم على التعلم المعرفي والتعليم عن بعد، وذلك من اجل توحيد المساقات العلمية والادبية التي يمكن توحيدها، وتصميم وانشاء تقنيات العمل الجديد للتدريس، واعادة تدريب الكوادر التعليمية وتاهيل الغرف الصفية والوحدات التدريبية المدرسية وبما يقدم حالة جديدة يعول عليها ان تشكل منطلق اساس لمنهجية تعليمية جديدة، على ان ياتي ذلك عبر حالة تشاركية مالية ومعرفية تسمح بولادة هذا النموذج بالسرعة المطلوبة، فنكون بذلك قد استجبنا لمناخات كورونا تعليمية وحققنا نموذجا يمكن البناء عليه وتطويره في المستقبل.

فالاردن يعتبر من اهم الدول العربية ان لم يكن اهم دولة تمتلك رسالة تعليمية رائدة فحري بهذه الدولة الدعوة لهذا المؤتمر واطلاق رسالة تعليمية حداثية عصرية كانت قد حرصت على رعايتها والعناية بمشتملاتها جلالة الملك رانيا العبدالله التي تقوم بجهود كبيرة بهذا المجال حتى غدت تشكل علامة فارقة على الصعيد العربي وعلى المستوى العالمي.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري