بيّض الله وجهك يا جبريل؟!

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
بيض الله وجهك وبيض وجه زميلك المناضل صالح العاروري، وأنتم تطلان على العالم تبشران بجاهزية شعبنا للمقاومة.
ولأنكما انتصرتما لشعبكما ولقضيتكما في اللحظة الحاسمة ، بعد معاناة الانقسام الذي أصبح مشجبا لكل تراجع وخذلان وضعف استفاد منه العدو..
نعم كسرتم الحلقة واكتشفتم قاعدة ارخميدس وعللتم الجاذبية باسقاط ورقة الانقسام لصالح تدشين الطريق لمواجهة العدو بكل ما هو ممكن ومتاح..
نعم بيضتم وجه الجميع وأسقطتم حججا لدى اسرائيل، في أنها كانت محتارة في التعامل مع أطراف لا تمثل وحجج بعض النظام العربي الذي ظل يختبىء في خذلانه لقضيتكم وراء انقسامكم.. كنتم تبحثون عن العلاج في الإقليم وفي امتداد الجغرافيا العربية والدولية لردم حفرة الانقسام وكان العلاج عندكم وبين ظهرانيكم وحولكم..
رفضتم أن تظلوا في حالة “كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول”
لقد اكتشفتم أن الماء عندكم وأن اطفاء حريق الانقسام من مقتنياتكم ولذا قلتم مرة واحدة كما ذكرت ” عملناها لحالنا” نعم عندما تصبح الإرادة يا “أبو رامي” لا تعدم الوسيلة، جربتم ذلك في الانتفاضة حين كانت وسيلتها حجراً وها انتم تجربونها في وحدة الصف وتطابق الهدف.
اسقطتم ورقة التوت الإسرائيلية في أن نتنياهو منتخب وحشرته في قائمة هتلر وموسيليني فهم أيضا منتخبون. فليس كل منتخب يمكن الاحتجاج به أو تبرئته من العنصرية والعدوان.
نعم اعتذرتم لشعبكم على طول معاناته من خلافاتكم ولكن ظلت الحكمة ضالتكم لوضع حد للخلافات، وقد أدركتها أخيراً أخي “أبو رامي” فأثلجت صدر قائدك الرئيس أبو مازن الذي بقيت وفيا له ليدرك أنه أحسن الاختيار لهذه المهمة، فقد عجم عيدانه فوجدك الأكثر صلابة والأصدق أرادة فأنذرك لإعادة وحدة الصف ومقارعة الاحتلال باعتبار أن وحدة الصف الفلسطيني هي حجر الزاوية في المقاومة الشعبية العريضة..
لقد أعدتم زرع الأمل ولم تسقطوا الفسلة من بين أيديكم، رغم اقتراب العدوان الجديد الإسرائيلي المتمثل بالضم.. وقد أدركتم أنه إن لم تقاوموه الآن فلن تقاوموه غدا .. وأن قضية شعبنا برسم التصفية ..
أنتم قادة مناضلون لن تخذلوا شعبكم وأنتم لها، وها هو معدنك الأصيل يلمع في المهمات الصعبة وحين البأس، لتخرج بالبشرى لشعبك وشعوب أمتنا العربية المغلوب على امرها والتي تنتظر صمودكم .
يعرف الكثيرون أنك من قمت بالتصدي لشارون يوم دخول الحرم ليرتد خاسئا على أعقابه.. وتسجل صفحة من صمود شعبنا الذي تكرر يوم أُسقطت الكاميرات الاسرائيلية على مداخل الأقصى.. وما زلت أذكر وقد كنت هناك يوم أمرت أن يحمل جندك من الأمن الوقائي الباشا عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني الذي كان في زيارة للخليل بعد زيارته للقدس، وقد تعرض لهجوم المستوطنين واعتدائهم حين تصديت بنفسك.
وقد فعلتها أيضا يوم زيارة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العُماني مرة أخرى…
نعم على المشككين ان يدركوا ان في جعبة القائد ابو مازن قادة كثيرون انت في مقدمتهم و لديه اوراق مدخرة يستطيع ان ينشرها لتطبيق محتواها، بعد ان فوضته القيادة الفلسطينية في ذلك، فكان بيانه وموقفه أمس في بيانه ووضوح رؤيته ما مكنك من ان تقول بثقة ما قلت، ومن ان تفعل بوعي ووطنية ما ستفعل غدا ان وقع الصدام حتى وان استخف الارعن نتنياهو وزمرته وقطعان المستوطنين معه بإرادة شعبنا كما قال القائد صالح العاروري، اليوم هو عيد للوحدة الوطنية وهو خروج من اسر الانقسام وترميم للنسيج و احتفاء ببدء صفحة جديدة وتغيير (للسمي كارت) وهو مصطلح أعجبني وهذا يحتاج الى (فرمتة الريسيفر) كله وتبييض الشاشات وزرع العزيمة و بدء رحلة الالف ميل من البناء المشترك الصالح للمقاومة..
لم تتردد وانت القائد المعروف بصراحته ووضوحه وقدرته على وضع النقاط على الحروف، في إدانة الأطراف التي كرست الانقسام هنا وهناك، اي عندكم وعند حماس، واستعملت لغة انقسامية ظلت تخدم مصالحها حين كانت تغازل بذلك قوى اقليمية ودولية وتستثمر في بذور الانقسام وزراعته وحصد ثماره الحلوة لهم والمرة على شعبنا…
اليوم انتم بوحدتكم التي صنعها تحدي الاحتلال المتمثل في الضم وتوسيع العدوان جففتم اشجار الهالوك المزروعة في حقلكم، واشرتم لاقتلاعها وقطع أسباب الدعم والتأييد، اذ ظلت هذه النباتات الهجينة التي علقتها أنظمة عربية على شرفاتها باسم فلسطين دون ان يكون لها جذر في التراب الفلسطيني، وظلت تلعب دور “قميص عثمان” الذي يعطي الخيانات حججا للمطالبة بالشرعية بأوراق مزورة…
نعم اليوم يسقط الرهان عن غير القرار الوطني الفلسطيني المستقل، حين تقف حركتان كبيرتان ترفعان الشعار الوطني وعلم الوطن بأيدي متشابكة ومتصالحة تواجه الإحتلال…
انكم تقطعون الطريق على التدخلات وعلى المتبرعين للاحتلال وقيادته من انظمة في الإقليم تعمل على تجميل المواقف الإسرائيلية و تبرئتها حين اغلقتم كل الابواب، واعلنتم ان الذي يريد ان يتعامل معكم… فهناك بوابة القاهرة إلى غزة وبوابة عمان إلى رام الله، و أي دخول اخر من بوابات أخرى إلى الإحتلال هي الخيانة وهدف الداخل اليها او منها أن يسرق ويغتال ويؤذي… “ولاتأتوا البيوت الا من أبوابها”..!!
لا يقلق نتنياهو وحزبه ومستوطنيه ومن يؤيده في الداخل والخارج شيئا اعظم مما قررتم ان تفعلوه فقد استظل الاحتلال بجدار الانقسام طويلا…
واليوم وانتم تنجحون في توحيد الصف لخدمة نفس الهدف تجعلون الاحتلال عاريا مكشوفا قابلا للإصابة وغير قادر على التسرب بين الصفوف وتحريض بعضها على بعض لإضعاف الطرفين.
وحدتكم هو يوم حداد عند العدو و هو يوم أسود على خططه وما أعلنتموه اليوم هو الطريق الوحيد الذي تستطيعون فيه ان تبنوا جهدا لالغاء الانقسام وتصفيته…
نعم دعونا نتذوق طعم الوحدة الوطنية طعم توحيد الصف وعندها ستجدون ان شعبكم كله معكم وان امتكم لن تخذلكم مهما وضع بعض المرتبطة مصالحهم بالاحتلال عقبات امام ذلك…
انتم اقوياء كما اثبتم اليوم لانكم لم تعلقوا انفسكم على مشجب الآخرين ولم تتذرعوا فقد سجلتم يا جبريل و يا صالح براءة اختراع لمعالجه الانقسام بوحدة الصف لمواجهة الضم… انها براءة تعادل اكتشاف علاج الكورونا…
سيسجل التاريخ النضالي الفلسطيني انك اوقدت الشمعة في نفق الانقسام ولم تلتفت للعن الظلام الذي سببه الأخرون وحين اشعلت الشمعة ورفيقك المناضل صالح فإن فيران الانقسام ووطاويطه بدأت الهروب وقد لا تقوى على الوقوف مرة أخرى…
اجعلوا الشمعة التي اضأتموها اليوم شعلة كبيرة ومكنوا أطفال فلسطين واجيالها المتحفزه الآن للدفاع عن الوطن من حملها والسعي بها ليشهد العالم على ان قادة شعبنا لم يبيعوا قضيته ولم يتخلوا يوم الزحف و لم يتحرفوا إلا لقتال ولم ينحازوا إلاّ لبعضهم البعض…
كان الله في عونكم لتحولوا ما اسميته بالمغامرة الى نصر وبناء جديد واكتشاف للعلاج فلن يفوز غير المغامر إن كان مؤمنا بالعمل ولم يكن قادة حركات التحرير من قبل إلا مغامرون…. من جيفارا الي مانديلا الى عرفات ووصولا لكم..
الان وقد عجم الاحتلال اعوادكم فإن منشاره سينكسر امام العقدة الفلسطينية الصلبة التي كشفتم عنها وهي (عقدة) الوحدة وحدة الصف والهدف وسينكسر قرن اليمين الذي ينطح به نتنياهو في صبّة الاسمنت التي دشنتموها لمواجهته ولن ينفذ إليكم أبدا…
اليوم اشرقت وجوهكم المناضلة في سماء شعبكم في الوطن والمنافي فقد مسحتم الغبار الذي إعتلى الملامح وفتحتم الستائر وجلستم في المواجهة لتستعيدوا الق الثوار والاحرار و تاريخ النضال الفلسطيني والزنازين التي تربيتم فيها على حب الوطن ونجدته في اللحظات الصعبة..
حياكم الله وسننتظركم لنلتحق بكم كل بطريقته لنحتفي بصمودكم على أبشع خطط الاحتلال لتصفية قضية شعبنا…

شاهد أيضاً

الإعلامية سارة علي لا ترضى إلا أن تتذوق طعم النجاح

عروبة الإخباري – هناك قول، عن النساء صاحبات البصمة المميزة في الحياة العملية، والنجاح مع …