عروبة الإخباري – وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة لتركيا بسبب دورها في الصراع الليبي. وقال ماكرون الاثنين (29 يونيو/ حزيران 2020)، عقب لقائه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ميزيبيرغ بالقرب من برلين إن هذا الدور “تهديد لأفريقيا وأوروبا، وفرنسا تدين التدخل الخارجي” في ليبيا.
وتعتبر تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، هي الداعم الدولي الأول لحكومة الوفاق الليبية التي مقرها في طرابلس والتي استعادت بداية حزيران/ يونيو السيطرة على مجمل شمال غرب البلاد، ما اضطر قوات الجنرال خليفة حفتر إلى التراجع. وقال ماكرون إن أنقرة تنتهك الالتزامات التي تم التعهد بها في يناير الماضي خلال مؤتمر برلين حول ليبيا.
ماكرون “لا ندعم حفتر”
وأعلن الرئيس الفرنسي أنه “يريد وضع حد لفكرة خاطئة: فرنسا لا تدعم الجنرال حفتر”، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي بشرق ليبيا، مؤكدا أن “باريس على العكس من ذلك تدعو إلى حل سياسي دائم للنزاع”.
وقال ماكرون في المؤتمر الصحفي مع المستشارة ميركل “نحتاج في هذه المرحلة إلى توضيح لا غنى عنه للسياسة التركية في ليبيا والتي هي مرفوضة بالنسبة إلينا”. وأضاف أن “الطرف الخارجي الأول الذي يتدخل” في ليبيا التي تشهد نزاعا منذ 2011 “هو تركيا”.
وتابع ماكرون أن تركيا “لا تفي بأي من التزاماتها في مؤتمر برلين (الذي عقد في كانون الثاني/يناير) وزادت من وجودها العسكري في ليبيا واستوردت مجددا وفي شكل كبير مقاتلين جهاديين من سوريا”.
وقال أيضا “إنها المسؤولية التاريخية والإجرامية لتركيا التي تدعي أنها عضو في حلف شمال الاطلسي. في أي حال إنها تتبنى” هذه المسؤولية.
وسبق أن اتهم ماكرون أنقرة في 22 حزيران/ يونيو بممارسة “لعبة خطيرة” في ليبيا، معتبرا أن ذلك دليل إضافي على “الموت السريري” لحلف الأطلسي.
انتقاد لمجموعة فاغنر الروسية
واعتبر ماكرون أن روسيا تلعب على “التناقض” الناشئ من وجود ميليشيا روسية خاصة في ليبيا مسماة “فاغنر” وليس جنودا من الجيش الروسي. وقال ماكرون إنه، خلال مؤتمر بالفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أدان أيضا وجود “مجموعة فاغنر” وأضاف الاثنين أنه يدين دور المرتزقة الروس في ليبيا، وذلك بعد أيام من انكشاف أمر دخولهم مع آخرين حقل الشرارة النفطي الأسبوع الماضي.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت يوم الجمعة إن المرتزقة دخلوا الشرارة في قافلة حافلات والتقوا بممثلين من حرس المنشآت النفطية، وهي قوة تأسست للحفاظ على الأمن في حقول النفط.
ويعتقد الجيش الأمريكي أن هناك 2000 عنصر من أفراد المجموعة الروسية الخاصة تعمل في ليبيا التي تزعزها الحرب الأهلية وأن “مجموعة فاغنر” لديها علاقات مع الكرملين.
يذكر أن ليبيا غارقة في حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 وانتشار الجماعات المسحلة المتناحرة فيها.