بقلم: مايكل كرانيش (*)
مراسل استقصائي سياسي لصحيفة “واشنطن بوست”، وكان في السابق نائب رئيس مكتب “بوسطن غلوب” في واشنطن.
• ماري (55 عامًا) حائزة درجة الدكتوراة في علم النفس الإكلينيكي من جامعة أديلفي في نيويورك.
• الكتاب احتل قائمة الكتاب الأكثر مبيعًا ولم يُنشر بعد!
• الكتاب يكشف عن عقود من الأسرار العائلية.
• يُحلل السيكولوجية الداخلية للرئيس دونالد ترامب.
• محامي ماري ترامب: الرئيس وإخوته يلجؤون إلى هذا القمع غير القانوني لأنهم لا يريدون أن يعرف الجمهور الحقيقة!
• محاولة الرئيس الجديدة لوقف نشر كتاب لأحد أفراد أسرته لم يسبق لها مثيل!
• محتويات الكتاب ما تزال مَخْفية بشكل بالغ التكتم من قبل الناشر.
• دار النشر: المحاكم ستُلقي نظرة قاتمة على قرار التقييد المسبق وستَلْقى محاولة المنع هذه نفس مصير محاولات المنع السابقة.
• عُنْوِنَ الكتاب بـ: “كيف أخرجتْ عائلتي أكثر الرجال خطورة في العالم”.
• بيان عائلة ترامب: محاولة “ماري” عمل إثارة إعلامية وتشويه علاقاتنا الأسرية بهدف تحقيق مكاسب مالية هي مهزلةٌ وظلمٌ لذكرى أخي الراحل ووصمة عار.
عروبة الإخباري – رفع شقيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء دعوى قضائية في محكمة نيويورك لمنع نشر كتاب ابنة شقيقه “ماري ل. ترامب” التي تصف فيه عمها الرئيس ترامب بأنه “أخطر رجل في العالم”.
وارتفع الطلب على الكتاب المقرر نشره في 28 يوليو الجاري؛ فقفز إلى أعلى قوائم الكتب الأكثر مبيعًا على أساس الوصف الذي كتبه الناشر سيمون وشوستر (Simon & Schuster)؛ إذ أشار فيه إلى أن الكتاب سيكشف عن عقود من الأسرار العائلية، بما في ذلك ما أسماه “كابوس الصدمات” الذي يُحلل السيكولوجية الداخلية للرئيس دونالد ترامب.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صَرَّح الرئيس ترامب لـ”أكسيوس الإخبارية” أن ابنة شقيقه ماري “غير مسموح لها” بكتابة مثل هذا الكتاب؛ ذلك أنها كانت قد وقعت في عام 2001 على “اتفاقية عدم إفشاء”، بعد أنْ حُسِمت دعوى ضده وضد إخوته تتعلق بميراث ماري من جدها فريد ترامب (والد الرئيس).
وأضاف الرئيس ترامب أن نص الاتفاقية كان “حازمًا للغاية”، و”يغطي كل الثغرات”.
وفي الالتماس المقدم من شقيق الرئيس روبرت لوقف نشر الكتاب، ذكر روبرت أن ماري ترامب كانت قد وافقت -كجزء من التسوية بعد معركة على الميراث- على أن “لا تقوم بنشر أي رواية” تتناول علاقتها مع دونالد ترامب أو أشقائه.
وتقتضي شروط الاتفاقية التي تم الكشف عنها ضمن الالتماس لوقف نشر الكتاب، بأن لا تقوم ماري ترامب “بشكل مباشر أو غير مباشر” بنشر أي أمور عن علاقتها مع عائلة ترامب، ما لم تحصل على إذن من دونالد ترامب وإخوته بذلك.
وقُدِّم الالتماس في محكمة مقاطعة كوينز في نيويورك، علمًا بأنه لم يَجرِ كشف شروط هذه الاتفاقية من قبل.
في المقابل، صَرَّح “ثيودور بطرس الأصغر” محامي ماري ترامب في بيان له أن جهود الأسرة في سبيل منع نشر الكتاب ينبغي إنهاؤها.
وتابع: “الرئيس ترامب وإخوته يسعون لمنع كتاب سيُناقش مسائل ذات أهمية قصوى عامة؛ لذا فهم يلجؤون إلى هذا القمع غير القانوني لأنهم لا يريدون أن يعرف الجمهور الحقيقة. لكنَّ المحاكم لا يمكنها أن تتسامح مع هذا الانتهاك الوَقِح للتعديل الأول في الدستور”.
وكان الرئيس ترامب ومساعدوه قد قاموا بجهود عديدة، وهددوا بمنع نشر كُتب كان قد كتبها صحفيون وموظفون سابقون، كما أن إدارته قد فشلت مؤخرًا في وقف نشر المذكرات الناقدة، والبالغة الأهمية، لمستشار الأمن القومي السابق “جون بولتون”، والتي جاءت في كتابه المعنون بـ”الغرفة التي حدثت فيها الأحداث”، والذي نشرته دار نشر سيمون وشوستر يوم الثلاثاء.
لكن محاولة دونالد ترامب الجديدة هذه لوقف نشر كتاب لأحد أفراد أسرته لم يسبق لها مثيل! وهي مدعاة لجذب المزيد من الاهتمام بالكتاب.
ففي محاولة منع نشر كتاب بولتون، جرى بالفعل تسريب المحتويات، وطباعة المجلدات في الوقت الذي كان ترامب يبذل فيه جهوده من أجل محاولة إيقافه.
أما في محاولة منع نشر كتاب ماري ترامب، فإن محتويات الكتاب ما تزال مَخْفية بشكل بالغ التكتم من قبل الناشر، وليس من الواضح ما إذا كانت عملية الطباعة قد بدأت بالفعل أم لا.
“جوليا بروسر” المتحدثة باسم دار نشر سيمون وشوستر قالت في بيان لها إن “المحاكم ستلقي نظرة قاتمة على قرارات التقييد المسبق، وستَلْقى محاولة منع النشر هذه نفس مصير محاولات المنع السابق.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” في خبرها عن كتاب ماري الذي يحمل عنوان “كيف أخرجتْ عائلتي أكثر الرجال خطورة في العالم”، أن ماري ترامب قد روت قصة شخصية مقنعة ذات أهمية عالمية، وأننا نتطلع لمساعدتها في سرد قصتها هذه، فيما تسعى عائلة ترامب للحصول على أمر بمنع نشر الكتاب.
على أنَّه لم يتسن الوصول إلى شقيق الرئيس روبرت ترامب للتعليق.
وأدلى “تشارلز جيه هاردر” محامي روبرت ترامب ببيان من مُوكِّله قال فيه: “أشعر بخيبة أمل عميقة لقرار ابنة أخي ماري كتابة كتاب يتعلق بأسرتنا. إن محاولتها عمل إثارة إعلامية، وتشويه علاقاتنا الأسرية بعد كل هذه السنوات من أجل تحقيق مكاسب مالية هي مهزلةٌ، وظلمٌ لذكرى أخي الراحل فريد ووالدينا الحبيبين. إنني وكامل أفراد عائلتي فخورون جدًّا بأخي الرئيس الرائع، ونشعر أن أفعال ماري هذه حقاً وصمة عار”.
وعلى أي حال، لطالما كانت ماري ترامب على خلاف مع عائلتها، وكان والدها (فريد ترامب الأصغر) مدمنًا على الكحول، وقد توفي عندما كانت ماري في السادسة عشرة من عمرها.
وقد أخبر بعض أصدقاء والدها “فريد” صحيفة “واشنطن بوست” العام الماضي أن لديهم تساؤلات حول ما إذا كانت العائلة قد فشلت حقًّا في مساعدة “فريد”، فضلًا عن الحُؤول دون وفاته.
وقد كان الرئيس ترامب قال في مقابلة له مع صحيفة البوست في العام الماضي بأنه قد ارتكب أخطاء في التعامل مع شقيقه “فريد”، قائلاً إنه يأسف لدفعه شقيقه الأصغر “فريد” إلى الانخراط في أعمال العائلة، بدلاً من تركه ليصبح طيارًا.
وقد وقال ترامب في اعتراف نادر له بالخطأ: “يؤسفني أني ضغطت عليه”.
ورفعت ماري ترامب مع شقيقها “فريد ترامب الثالث” دعوى قضائية ضد دونالد ترامب، وروبرت ترامب، وشقيق آخر لهما، زاعمةً أنها لم تحصل مع شقيقها على الميراث الذي تعتقد بأنها قد وُعِدت به.
وقد رَدَّ دونالد ترامب بقطع المساعدة الطبية عن ابن فريد الثالث الذي يعاني من الشلل الدماغي.
وقد أبلغ ترامب صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” أنه في ذلك الوقت عندما تمت مقاضاته هو وأشقاؤه من قبل ماري وفريد الثالث، قالوا معًا: “لماذا يتحتم علينا تغطية النفقات الطبية لابن فريد الثالث ويليام!!”.
وفي ذلك الوقت كانت ماري ترامب غاضبة من الطريقة التي عاملتها بها الأسرة مع شقيقها.
وقد ذكر الرئيس في حديث لصحيفة البوست أنه وبعد انتهاء تسوية الدعوى، “فإننا جميعنا تعايشنا مع بعضنا البعض”، لكنَّ كتاب ماري ترامب إذا نُشِرَ فإنه سيُخبرنا -على ما يبدو- بقصة أخرى مختلفة!