ملتقى السلع الثقافي يعرض الورقة الثالثة من ندوة الثقافة الوطنية

عروبة الإخباري – عرض ملتقى السلع الثقافي الورقة النقاشية الثالثة، للكاتب والاديب الزميل د. عبدالمهدي القطامين ضمن فعاليات الندوة الثقافية الحوارية الافتراضية «الثقافة الوطنية مزاوجة بين الماضي والحاضر» عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال مشرف الحوار د. سالم الفقير، ان الورقة كانت قينة، لما فيها من بعد عربي، يستلهم ثقافات الامة، وقال ان مما جاء فيها ان اطلاق مفهوم الثقافة الوطنية على مفردات الثقافة القطرية في الوطن العربي كل على حده هو ظلم كبير.
ويرى ان الثقافة العربية هي ذاتها الثقافة الوطنية وان ثقافة كل قطر عربي تستمد كينونتها وشرعيتها من محيطها العربي عبر تاريخ طويل من المعاناة والإبداع والتطوير.
ولفت د. الفقير، الى ان الورقة بينت ان مجتمعاتنا العربية ظلت مفتوحة على مصراعيها لغزو الثقافات الغربية، التي أدت إلى تهميش وضعف لغة الضاد والتعليم ونشوء سلوكيات هجينة ضارة في مجتمعاتنا وانتشر التقليد الأعمى للجيل الجديد في معظم الدول العربية للعادات والثقافات الغربية، في غياب استراتيجية وطنية ثقافية شاملة، ما إضعف القيم والمبادئ والأخلاق والعادات والتقاليد، و زعزعة هويتنا العربية الأصيلة
ومما خلصت له الورقة، ان أهدافنا الثقافية ثابتة، ولكن الوسائل والأدوات المستخدمة تتغير وتتأثر وتتطور، فلا بد من التحصين الداخلي، مع ضرورة الانفتاح على ثقافات العالم، وإتقان استخدام الأدوات المختلفة لمواكبة التطور في وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولابد أيضاً من فتح مجال حرية الرأي وتقبل النقد واطلاق الحريات العامة وهي مسألة ما زالت شبه مقيدة في الكثير من الاقطار ، إضافة إلى دعم وتعزيز اللغة العربية والتعليم
ومما جاء في الورقة، التي اعدها د. القطامين أن العولمة أحدثت ضجّة في العالم العربي في جميع المجالات: الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وغيرها. وبما أن العولمة منشأها من الغرب، فعند دخولها للعالم العربي أصبحت كصدمة وكثر الجدل لمواجهة سلبياتها على الوطن العربي..
وقال د. صقر الصقور في مداخلته ان د .عبد المهدي ذكره بضرورة المحاولة الصادقة لمعالجة الضعف الذي يعتور الثقافة و تعانيه الاجيال و تعيشه لغة الضاد. وقال «يقيني ان ضرورة العلاج تتطلب ضرورة التشخيص» ..
ولهذا قال اننا ندعي ان ضعف اللغة الذي تعانيه الامة ماهو الا حلقة واحدة من سلسلة الضعف التي تشكل منظومة كاملة من التردي ..فمثلا .. تجد الذين اجادوا اللغة العربية و ادبها انما احدثتهم الظروف الاستثنائية .. و اما العموم فهو نظام تعليمي ضعيف المستوى يقدم بحكم الوظيفة على استحياء ذلك المستوى الراقي من نحو وصرف وبلاغة .. وهو نفسه لا يرتقى الى أدنى مستويات فهمه ..
ولذلك .. ترى ذلك الضعف .. بل الكراهية لدى الاجيال المعاصرة لاجمل ما في لغتنا العربية من جمال النحو .. وعذوبة الصرف .. وتجليات البلاغة ..
و اما من يتصدرون واجهات الادب والشعر والثقافة .. ففيهم .. و عنهم حديث لا يتسع المكان ولا الزمان لذكره ..
وفي تعليقه قال الشاعر والاديب ايمن الرواشده، رغم الأسافين التي دسّها المستعمر بين أبناء الوطن الكبير وشكّل منها دويلاتٍ وممالك..
الا ان الدكتور عبدالمهدي يشرّح الثقافة الوطنية تشريحاً عملياً خبيراً وفق اطلاعه العميق كواحدٍ من أعمدة الصحافة المُجيدين..
وتظهر في ثنايا ورقته تلك المصطلحات الحداثية كالعولمة ما لها وما عليها ..مائدة ثقافية
اما الاستاذ احمد الحليسي فقال انه راى من خلال قراءة الورقة من يحمل هم الثقافة الإسلامية العربية التي سادت في زمن من الأزمان، حتي وهي مهزومة عسكريا انتصرت حضاريا وثقافيا، انتصر التتار عسكريا فرجعوا مسلمين يتمثلون حضارة الأمة الإسلامية وثقافتها،
ويعتقد الاديب هاني البداينه ان الورقة كانت استثنائية، وواضحٌ أن سعف نخيل العروبة كان نسيجها، أمّا غلافها، فروح القومية المتقدة.
يذهب بنا الصديق الدكتور القطامين نحو مفاصل الوجع الثقافية المؤلمة، ويرى أن الأصل في الهوية الثقافية تَجَاوزُ القُطْرية والعبور نحو قاعدتها الأولى ، ويقصد بالطبع الهوية الثقافية القومية الجامعة، ويكتب وصفات ناجعة لتعزيز حضورها واجتيازها لعقبات العولمة الشائكة، فتخرج، علامة العروبة الساطعة ومستودع حضارتنا الجامعة.
ويلفت البداينه الى الورقة التي قال انها تثير حاجة الثقافة الوطنية للتأطير في مستوعب الثقافة العربية، ترى- الورقة كذلك – أنه من المهم أن لا تبقى الثقافة وحيدة في ميدان صراع الثقافات المستعر، وأن ثقافتنا الوطنية ستنحاز أولا نحو بعدها العروبي والقومي، وأن لا بأس من التماس المباشر مع العولمة، بوصف امتلاكها واجب النهوض بالوعي العربي العام.
ويراها مشرف الحوار، د. الفقير في اطارها القومي لم تغير من الشعوب والحكومات الخروج من هذا الإطار الذي وضعنا فيه ربما آخر الدول التي رحل عنها الاستعمار فوق الخمسين عاما ومازلنا كما نحن حتى بالتخاطب مع الأشقاء في دول المغرب العربي نجد صعوبة بالغة
وقد أصبت في ان العولمة الآن زادت من انشقاق الثقافات فعبرت المعلومات والثقافات المختلفة دون رقيب وحسيب
ويؤيد الشاعر المرهف بكر المزايده كل ما ذهب إليه د. عبدالمهدي في ورقته النقاشية والتي وضع من خلالها المشاكل والحلول لبعض معاناة الثقافة العربية والتي بين من خلالها أسس الإنفتاح على الثقافة القومية العالمية وهذا لن يحدث الا بوجود استراتيجية وطنية ثقافية شاملة.
وقال لكني ما زلت اعتقد مصرا على تقوقع الثقافة العربية وعدم مواكبتها للثقافات العالمية الأخرى والتي اقتصرت على فنون الأدب فقط ولم تؤثر ذلك التأثير على الثقافة والفكرية العالمية كما كان في بدايات الثقافة التي اشار اليها الدكتور . والوسائل التكنولوجية رغم اتساعها وقدرتها على نشر الثقافة ما زالت تستخدم بطريقة ضحلة في نشر الثقافة العربية ويشوبها الكثير من الاخطاء اضعفت اللغة وهزت اركان الثقافة واصبح الكثيرون يتحدثون بلغة «العربيزا» وطغيان بعض العادات والتقاليد على ثقافتنا العربية ايضا من أسباب عدم انفتاح الثقافة العربية على العالمية الامر الذي كان له بالغ الاثر في محاولة طمس الهوية والثقافية العربية.
واكد ان عدم اجادة استخدام الادوات والاساليب والتطورات الحديثة ومواكبة تطورات الثقافات العالمية سنبقى نأن تحت وطأة العولمة والاستعمار الثقافي وقد يتعجى الى ابعد من ذلك.
اما رئيس مجمع النقابات المهنية. رئيس نقابة المهندسين الزراعيين المهندس علي المصري فاثنى على الورقة التي قال انها زاخرة بالأفكار الجميلة والعميقة وكم كان جميلاً رفضه إطلاق تسمية الثقافة الوطنية التي اوجدها الاستعمار بعد أن أحدث التجزأة بين البلدان العربية في حين أن الأصح أن تنبثق ثقافتنا من عمقنا العربي وان الثقافة الوطنية تستمد كينونتها وشرعيتها من ثقافتنا العربية حيث لا يمكن تجزأة تاريخنا وارثنا على حدود وفواصل لاوطان جمعتنا فيما مضى التاريخ والجغرافيا والدين واللغة فقد
واشار الى انه أبدع الوصف بتعريف الثقافة الغير مجزأة وقد استرسل سعادة الدكتور عبدالمهدي القطامين بالحديث مطولاً عن العولمة وقد استرشد بآراء بعض المفكرين وما أحببت الإشارة إليه بأن العولمة وادواتها خدمت الثقافة الغربية إلا أن الثقافة الغربية تفتقد للاصالة والعمق التاريخي والحضاري على عكس الثقافة العربية فإذا ما دارت الايام ورجت الأمة العربية والإسلامية لسابق عهدها فان الثقافة الغربية سرعان ما تذوب وتندثر في حين سيرجع بريق الثقافة العربية الإسلامية من جديد سيما وان العالم بأسره متعطش لنظام عالمي جديد يسوده العدل والمساواة فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
وطرح سؤالاً قال فيه لو امتلكت الثقافة العربية كامل أدوات العولمة التي يمتلكها الغرب فضلاً عن التمكين السياسي والاقتصاد فهل تستطيع ثقافة الغرب الصمود أمام الثقافة العربية والإسلامية والمحافظة على هويتها، واحاب انه شخصياً لا يعتقد ذلك لأن ثقافتهم كما اشار ثقافة سطحية غير عميقة تفتقد للمبادئ والقيم ولكنه يجد نفسه خجولاً عند مناقشة قضية بهذا العمق مع مفكر كبير وأستاذ فاضل هو د. القطامين.
وختم د. الفقير قضية الحولرات حول ورقة د. القطامين. وقال ان آخرها كان لرئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين، الذي اشار الى ان القضية وطنية بامتياز، وان لا تعارض بينها وبين الشمولية العربية او القومية
واكد ان العرب سئموا من المناداة بالوحدة. وبامة ذات رسالة خالدة. بعد ان احكم الجزار مبضعه في الامة، التي تاهت الطريق. وتنكبت بوصلتها وجهتها
وقال ان ثقافتنا الوطنية، واحدة من عتبات ثقافة الامة، التي تحتاج الى راب الصدع. ولملمة الشتات. ليس بكليتها. بل ابتداء من الجزء والقليل
وحيا في هذا المقام. مجالس الحفاظ على الهوية واللغة في كل دولة. وقال ان النهضة والبعث، لا يكون الا من الدول تتلو بعضها. وتقف لجانب الوحدة والقومية. تباعا،
ويعتقد الباحث محمد النعانعه ان الورقة شخصت بعض الهنات والاسباب التي اصيبت بها الثقافة الوطنية بعد ان ازدهرت في قرون سلفت في ظل الحضارة الاسلامية , وقد كان للعرب السبق في تطور العديد من عناصر الثقافة الوطنية الاسلامية، كالرياضيات والطب والهندسة
ويؤشر النعانعه على مو افقته للدكتور القطامين بان الغرب اخذ يتعامل مع العرب بالتفرد في شخصنة الامور وبعض الاشخاص والكيانات واخذ يتعامل مع كل كيان بشكل منفصل عن الاخر، واغرائه بالاموال وحفظ الكرسي له ولمن بعدة وتقديم المنح والقروض السهلة والهبات والتسهيلات، بشرط تخليه عن جزء محدد من اساسيات قيمه الثقافية الوطنية الوجوديه، وقيام الغرب بشراء الذمم من بعض ضعاف النفوس وجعلهم يغردون خارج السرب لمصلحة بعض الانظمة الغربية الاستعمارية مقابل حفنة من المال او بعض الرفاهية المنقوصة او بالتهديد المباشر اوالغير مباشر ذلك كله ظلم كبير للامة وثقافتها وعزتها ومجدها.
التسابق والارتماء في حضن العولمة بدون اي ثمن وتقديم تسهيلات عظيمة لها ولمن اوجدها وخدمة اهدافهم وان العولمة ستنقذ البشرية من ظلمات الدكتاتوريات والاستبداد والظلم الذ ي اوجدوا مفاهيمه بيننا بقصد او دون قصد مما اوصل الثقافة الوطنية الى التشظي.

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”