أيّها الرئيس الشجاع كل شعبك معك

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

اقتربت ساعة الاستحقاق… ساعة ما زال يمسك بها الرئيس محمود عباس الذي يمثل الآن الكل الفلسطيني، لأنه وضع البوصلة على الطريق ليدرك العالم أن الشعب الفلسطيني الذي يستطيع ان ينتج نفسه دائما للمقاومة وأن تتحول كل قواه الوطنية لتكون حركة تحرر جاهزة إلى أن يتحرر الوطن الفلسطيني..
لا يستطيع أحد الآن ان يزاود على الرئيس أبو مازن.. والمزاودون الآن بدل أن يلتحقوا بالصف ويقفوا خلف البوصلة ليسلكوا الطريق الذي حدده الرئيس عباس اختفوا أوصمتوا، لأنهم اصبحوا في وضع العُريّ الذي لم يعد يحجبهم..
المنطق يقول الآن أن الرئيس عباس في موقفه الشجاع الاخير الذي اطلقه بأكثر من صيغه وكلمات وبيانات وقرارات، لم يعد قابلا للجدل أو التأويل، قد وضع شعبه كله أمام استحقاق المقاومة الشعبية الواسعة التي تنال من الاحتلال وتواجهه وتجعله مكلفاِ..
الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لا يسعى لتحسين اوضاعه المعيشية كما يعتقد أصحاب الحل الإقتصادي، ويعتقد عرّابو الاحتلال ومنظروه والقيادة اليمينية الإسرائيلية، وإنما يريد أن يحرر وطنه وان يعيش في دولة مستقلة عاصمتها القدس، و ان يسترجع حقوقه الوطنية في إطار الشرعية الدولية التي وقفت معه وما زالت تفف..
العالم الآن باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل والمرتبطين بهم يؤيد المطالبة العادلة الفلسطينية ويرى أن الفلسطينيين على حق، وهم يتخذون خطوات التحرر من الاحتلال بوقف التنسيق الامني وكل المفردات الأخرى التي تُبقي الإحتلال رخيصا وغير مكلف، وتُبقي الشعب الفلسطيني في دائرة الانتظار ونزع الفعل …
لو أن ابو مازن عطل التنسيق والغى “اوسلو” وما حملته قبل خمس سنوات لكان ملوما من العالم، ويشار اليه كمعطل لما اسمى بعملية السلام، أ كان خارجا عن ما توافقت عليه كثير من دول العالم، لكنه اليوم وهو يقلب الطاولة على رأس الاحتلال يجعل الشعب الفلسطيني مستعدا لأي تحديات او مواجهة فإنه لم يستفز العالم ولم نجد من يقول له لا تفعل… لقد استنفذ كل شيء يمكن ان يسبب اللوم لقيادته، وها هو يضع الاستحقاقات الجديدة على الطاولة وأمام الملأ، وهي الاستحقاقات التي تحدث عنها أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب في مقابلة واسعة في برنامج ملف اليوم على شاشة تلفزيون فلسطين ومن اراد اليقين فليعد اليها…
الموقف الفلسطيني الآن حقيقيا وأصيلا، ويستطيع ان يقطر خلفه كل الشعب الفلسطيني الذي ظل يتطلع لحق تقرير مصيره…. فالقائد الفلسطيني يستطيع ان يقود شعبه للكفاح بسهولة، ولكن لا يستطيع ان يقوده للاستكانة والصمت حتى لو كان في ذلك سلامة الأرواح والأموال….
نعم يستطيع الفلسطينيون الذين جربوا كل أشكال الحصار والتجويع والتعذيب والمطاردة والسجون والذين قدمت بيوتهم جميعا شهداء وأسرى ومعتقلين ان يوقفوا التنسيق الأمني، وحتى الصلة مع العدو بالكامل إن لزم الأمر، مهما كانت الكلفة وحين يفعلون ذلك فإنهم سيوقفوا الدم الواصل والمغذي لقلب الاحتلال، وسيجعلون إسرائيل تقف على قدم واحدة وسيختبروا هذا النمر الكرتوني الذي اخافت صورته أنظمة عربية عديدة راحت وراءه الى حيث يجري افتراسها..
نعم أبو مازن الآن ونقولها بصوت عال يكشف عن إرادة شعبه التي ادخرها طويلا، والتي راهن عليها منذ إشتراكه في اول انطلاقه في قيادة عام 1965 وهو قد حضّر لهذا اليوم طويلا ليسلم الأمانة التي اقسم عليها لشعبه من واقع انه قائده دون ان يتخلى او يهرب او يحيل الى أي طرف…
انه يمضي على نفس الطريق التي مضى عليها القادة الفلسطينيون العظام، ولن يقبل ان يكون في غير هذا الموقع والموقف…
سيكتشف العالم الذي صمت معظمه على الممارسات الاحتلالية الفاشية والنازية الصهيونية التي تقوم بها إسرائيل أن الشعب الفلسطيني الذي اجترح كل أشكال النضال لن يتوقف هذه المرة إلا بحصد الاحتلال وإنهائه والتخلص منه، وسيرتبط عنفوان هذا النضال باسم قياده الرئيس عباس الذي ابدع في التعاطي مع عملية السلام، حتى اذا ما اصبحت عقيمة استطاع ان ينتقل الى ارادة شعبه الجاهزة ليثبت أنه قائد جدير بخوض هذه المعركة و هذه الحرب الاخرى، فقد كانت الحرب من اجل السلام شاقة وصعبة ايضا ..ِ
لن تجد إسرائيل في صفوف الشعب الفلسطيني خائنا او عميلا تراهن عليه، وهي تصم اذانها وتنكر حقوق الشعب الفلسطيني في اقامه دولته، وتزداد غطرسة وإرهابا… لن تجد من تراهن عليه فلا روابط قرى ولا عملاء بين الصفوف يستطيعون ان يرفعوا رؤوسهم مهما كان عددهم وعدتهم، و سيموتون في مخابئهم فهذا الشعب هو الذي سيقود بقيادته التاريخية… قيادة ابو مازن المرحلة إلى أن ينجلي الحق وتأخذ مسيرة النضال مجراها الحقيقي …
إسرائيل تراهن على شق القيادة الفلسطينية و تراهن على عدم قدرة القيادة الفلسطينية الانتقال الى الخنادق والى مرحلة المقاومة الشعبية الواسعة بكل مفرداتها العديدة المعروفة والتي تصل حد الصدام المباشر….
واسرائيل لن تدرك مدى حرص القيادة الفلسطينية لابقاء الشهداء والأسرى والمعتقلين معززين مكرمين باعتبارهم جذر الصراع وروحه حين يتحدث الرئيس عباس انه سيقدم اخر دينار او دولار لديه لهم..
الحقائق ستصبح أمام العالم وسيرى هذا العالم أن الشعب الفلسطيني ليس يائسا، وإنما يتجدد الآن بتجدد إرادته وروحه ويتمسك بثوابته الوطنية وقيادته، وأن هذه القيادة التي قادت المرحلة السابقة الصعبة بكل ما فيها من مرارة، قادرة ان تقود هذه المرحلة التي عنوانها وقف التنسيق الأمني والذي لا يعدو ان يكون سوى مقدمة لما سيأتي…
هذا الجيل الجديد سيعري الاحتلال وسيسقطه، وسوف نرى صلابة الرئيس محمود عباس الذي حاول البعض ان يزاود عليه دون ان يقراه جيدا وحتى بعض الذين قرأوه مارسوا قراءة خاطئة لأنهم كانوا يقرأون ما كتبه الأعداء…
تحيه للرئيس عباس.. تحية للسنوات الثمانين ونيف التي كانت وستبقى عظيمة ونظيفة ومقاومة، فالأمور بنهاياتها والخيل تعرف في نهاية الشوط، وعلى الذين في قلوبهم مرض من المشككين والمنافقين ان يتوقفوا الان عن الذرائع حتى لا يقال فيهم:
“سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا” هؤلاء لن يضروك في شيء، فلديك منجم الارادة الفلسطينية الذي لا ينضب .. وسر بشعبك الذي لن يخذلك والذي لن يقول لك اذهب لوحدك.. بل سيقف معك كله في موقف مذهل ومدهش حتى النصر!!

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية