حارس القدس – بقلم رائد العيسه

عروبة الإخباري –

تاريخ نضالي وقصص إنسانية للمطران هيلاربون كبوتشي في الوقت الذي تغزوا المسلسلات الهابطة والتطبيعية الفضائيات العربية والهجمة الشرسة على القدس المحتلة.. تقدم لنا المؤسسة العامة للانتاج التلفزيوني والإذاعي عملا وطنيا يدافع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية من خلال سيرة ذاتية عن المطران هيلاربون كبوتشي للكاتب حسن م يوسف

“حارس القدس” يطل علينا في الوقت الذي يشن الاحتلال وأعوانه حملة شرسة على مدينة القدس .. يذكرنا بأنه يوجد من دافع عن القدس .. ويشحن الهمم والحماس للدفاع عن المدينة المقدسة في ظل التهاون والانجرار في ركب التطبيع من بعض الفضائيات إلى حد الدفاع عن اسرائيل..

“حارس القدس” عمل بطولي للمطران هيلاربون كبوتشي الذي نشأ في حلب ودرس فيها وكان لها نصيب كبير من ذكرياته وحبه لها والتعاطف مع أهلها وسعادته عندما علم بتحريرها .

وفي حلب كان يدافع عن المظلومين ويقف ضد الظلم منذ الصغر بداية من مقاعد  الدراسة إلى الحي الذي يسكنه، وتعاطفه مع المدرس الذي اعتقل على يد الفرنسيين، وأصبح يعي دور المقاومة ضد المحتل الفرنسي، ثم توجه للدراسة في لبنان ومنها الى القدس التي أحبها كثيرا وأحب أهلها ودافع عن قضاياهم الانسانية، وكيف تأثر عندما تفجر فندق الملك داود بالقدس عام 1964 وقام بمساعدة المتضررين ..

 وبعد احتلال القدس عام 1967 بدأت تتبلور شخصيته الوطنية وظهر ذلك في الدفاع عن المناضلين في بعض المواقف المشرفة حين أخفى السكين عن جنود الاحتلال الاسرائيلي ليخلص أحد الشباب ، ومرة أخرى حين هرّب مجموعة أخرى بتبديل ملابسه معهم لكي يخلصهم من الاعتقال.. وكانت هذه المواقف تعرضه إلى المساءلة من قبل الكنيسة وأحيانا من الاحتلال إلإ أنه كان مصر على مواقفه الوطنية..

كما كان يقول دائما أنه لا يستطيع أن يرى ظلما ويسكت .. حتى أصبح شخصية وطنية تدافع بكل الوسائل عن فلسطين ومقدساتها من أي اعتداء عليها..

“حارس القدس” أبرز الدور النضالي للمسيحيين في فلسطين وعلى رأسهم المطران هيلاربون كبوتشي الذي قاوم الاحتلال حتى قبض عليه أثناء تهريب الأسلحة في سيارته الدبلوماسية من لبنان إلى المقاومة في فلسطين.. وكيف دافع عن قضيته العادلة أثناء اعتقاله ومحاكمته إلى أن تم الافراج عنه بعد قضاء أكثر من ثلاث سنوات في السجن بعد تدخل الفاتيكان وأفرج عنه بشروط..

كان عملا موفقا من تقنيات، تصوير،إضاءة،ملابس، موسيقى، وإخراج إضافة إلى الممثلين، كانوا جميعا موفقين في أدوارهم، وأخص بالذكر كل من قام بدور المطران في مراحل عمره المختلفة منذ الطفولة، الممثل (ربيع جاد) الذي لعب الدور بإتقان والفنان (إيهاب شعبان) الذي قام بدور المطران في الشباب، فقد كان دورا مهما ومحوريا في صقل شخصية المطران الوطنية والدينية ودفاعه عن حقوق المظلومين والمستضعفين..

أما الفنان القدير رشيد عساف فقد لعب باقتدار شخصية المطران وأتقنها لدرجة أن المشاهد لم يفرق بينه وبين المطران هيلاربون كبوتشي من حيث الشكل العام والحركة وطريقة الحديث ، فقد تقمص الشخصية بكل جوانبها وأحاسيسها لدرجة أن المشاهد يشعر وكأن الذي أمامه على الشاشة كبوتشي..

أما المخرج المبدع باسل الخطيب .. فقد أضاف إلى أعماله عمل مهم على مستوى الوطن العربي، ومن أهم الأعمال التي سلطت الضوء على القدس والصراع العربي الاسرائيلي..

وفي الختام كل الشكر للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وإلى تلفزيون الميادين الذي أتاح لنا مشاهدة العمل، والشكر موصول للعاملين في المسلسل لأنهم كانوا أبطال وأخص بالذكر الممثلين الذين لم أذكرهم بالمقال وهم الفنانة صباح الجزائري، وأمل عرفة،سليم صبري، سامية الجزائري ،أمل سعد الدين ،نادين قدور، ليا مباردي، جيما دريوسي، بسام لطفي وغيرهم .

Related posts

السمهوري: ماذا بعد إبلاغ إسرائيل الامم المتحدة قطع العلاقات مع الاونروا؟

فيهم صُفرة تعلوها قَتَرَة* بشار جرار

أيا كان اسم الرئيس* ماهر أبو طير