عروبة الإخباري – من مذكراتي إكرام الشلالفة
تعبت أمي كثيرا وهي تقنعني أني لازم أكبر
من يوم ما جهزتلي مريولي الاخضر ونادت علي من الشباك وانا العب مع صاحباتي
وصوتنا مللي الحارة
طاق طاق طاقية شباكين بعليية
كان آخر يوم باجازة الصيف ونفسي اظل العب معاهم لآخر النهار
بس هي قالت لي لحد هوون وخلص، ما في لعب بالحارة بعد اليوم، انت خلص رح تصيري اعدادي شوفي مريولك ما احلاه يا حبيبتي!!
اعدادي يعني صبية كبيرة بطلتي طفلة صغيرة يمة
خللي اللعب بالحارة للبنات الصغار
انا انبسطت بمريولي الاخضر كثير ووعدتها اني رح اكبر ومن فرحتي بمريولي وبمدرستي اللي غبت عنها ثلاث شهور ما عرفت انام
كنا ننام بوقتها على السطوح وانقضي الليل نتطلع على السما ونعد نجومها
طوول الليل لخلص وطلع النهار ورحت على مدرستي نشيطة مثل الغزال كنت مشتاقة للمدرسة ولصاحباتي وحتى للطريق ببيوتها وشوارعها
وحتى الخرابيش اللي على عمدانها وأسوارها كنت حافظتهم بالحرف
كان يوم جميل بعد هالغياب رغم اني ما رضيت العب مع البنات ولا حتى طاق طاق طاقية لأني خلص كبرت
بس لما روحت على البيت واكتشفت انه امي عاملة اكلة انا ما بحبها
نسيت الوعد اللي وعدتها اياه ومتت بكا
حضنتني حبيبة قلبي وكان حضنها دافي وحنون وكأنها كلها قلب يمكن كانت قلب الحياة كلها بالنسبة الي
خجلت من حالي كثير لما قالت لي بتبكي عشان الاكل
فشش فايدة يا اكرام لساتك طفلة صغيرة، يمة
كنت بدي اقلها لااااا يا حبيبتي
انا ببكي عشان عشمي فيكي وبحضنك وحنانك
والله يمه نفسي اكبر وافرحك بس ما بعرف
هي الناس كيف بتكبر يمه ؟؟
وظلييت بكل مرة اوعدها اني اكبر اخلف وعدي وابكي زي الاطفال مع اول زعلة صغيرة
كانت دايما تشوفني طفلة
لما كنت ابكي من اتفه سبب
وانا بشاكس فيها وبمازحها
حتى وانا بلعب مع اولادي
كانت تشوفني طفلة بتلعب مع اطفال مثلها
وتردد كلمتها المعهودة مع ضحكتها الحلوة
فشش فايدة يمه مش رح تكبري ابداً
وانا بعقلي بحكي
والله نفسي بس ما بعرف
هي الناس كيف بتكبر يمه؟؟؟؟
طيب كيف بدي اكبر وانتي مغرقينني بحبك ودلالك الحق عليكي والله يا حبيبتي مش علي.
ما كنت عارفة انها معادلة صعبة انه اكبر وانا بحضن الدلال
لو كنت عارفة ايش ضريبة الكبر كنت ما تمنيت اني اكبر ابدا
ولكنت تدللت عليكي اكثر واكثر
كنت مبسوطة ومفكرة انه هالقصة مطوولة كثير
بس هو الموت اللي ما بيستأذن بيجي مثل الاعصار بيوخذ منا الحبايب وبيدمر فينا كلشي حلو وبيتركنا بدوامة حزن وبيروح
بعد ما توفت امي الله يرحمها ما كنت واعية لشيء بالدنيا
كنت بس بدي ابكي واكتبلها رسائل
وانا متاكدة انها رح توصلها وتقلها قديش محتاجتلها
استمريت ابكي واكتب رسائل اوصفلها حزني وحالي واترجاها تزورني بالمنام لو لحظة
لحد ما اجتني بالمنام عتبانة بتقللي ليش طولتي علي يا حبيبتي يمه
صحيت مفزوعة وحزينة
لاني قصرت معاها وما وقفت معاها لما كانت بأمس الحاجة لي
تذكرت حبها وحنانها ووفاءها
وعرفت انها مش محتاجة مكاتيبي و دموعي واحزاني
هي محتاجة دعائي
وانه قد ما انا محتاجتها هي محتاجتني اكثر
ولازم أكون بارة فيها بقدر حبي ووفائي لها
ساعتها حسيت اني فعلاً كبرت
كتبتلها رسالة اخيرة
وقلتلها :سامحيني يمه انا تأخرت عليكي كثير
لأني كنت عم اكبر
يعني كان لازم تموتي يمه عشان انا اكبر
اه
ما كان في حل ثاني ارحم بقلبي يا حبيبتي
انا كبرت يمه كبرت كثير
مثل ما بدك يا حبيبتي واكثر
وكانت لحظات صعبة علي اني اكبر يمه
كأني كنت انسلخ مني
او كأنها حالة ولادة واصعب
بالولادة المرأة بتولد طفل
اما انا الطفلة مني ولدت المرأة الكبيرة اللي خلص
بعد اليوم مش رح تكون طفلة ابداً
انا كبرت
وعرفت اليوم يمه
كيف الناس بتكبر!!