مازال خمس آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي، يعانون من ظلم الاحتلال ومن جور ممارسة السجان، هذا الغاصب الذي لم يكتف على ما يبدو بوجبات التعذيب الصباحية والمسائية التي يقدمها للاسري، دون خجل ولا وجل، ويعاملهم معامله لا تليق لا بالبشرية الصماء ولا بالانسانية الجرداء، في ظل دخول مناخات كورونا للمنطقة وانتشار حالة تفشي هذا الوباء بين صفوف بناء المجتمع الاسرائيلي بشكل كبير، جراء عمليات التأخير في التعاطي مع هذه الجائحة وبالقيام بعمليات الحجر المنزلي والعزل المناطقي، حيث استندت الحكومة الاسرائيلية ايضا الى التعاطي مع هذا الوباء عبر مناخات مناعة القطيع الوقائية الذي اثبت فشلها وعدم قدرته على التعاطي بنجاح مع الحد من فرص انتشار الوباء القاتل.
ولان السياسية الاسرائيلية المتبعة للتعاطي مع هذه الجائحة اثبتت فشلها مع ارتفاع عدد الاصابات، فان اسقاطات هذا الفشل على داخل السجون الاسرائيلية سيفضي الى كارثة انسانية بحق كل الاسري بل وبحق البشرية جمعاء، وهذا
ما يجب ان تفهمه الحكومة الاسرائيلية وتستدركه من دون تأخير او إبطاء من خلال برنامج صحي كامل تقوم على تنفيذه وتتحمل مسؤوليته الانسانية تجاه سلامة الاسرى في الجانب الوقائي وفي الجانب العلاجي اضافة الى للعامل المعيشي والحياتي دونما ابطاء او تأخير فان الظرف العام لا يتحمل زيادة في الحقن الاحتقان..
ولان الحكومة الاسرائيلية لن تكون قادرة على توفير عوامل السلامة العامة اللازمة بكامل اشتراطاتها لانشغالها بالحالات المرضية العديدة، فإننا نطالب منظمة الصحة الدولية، دعوة الحكومة الاسرائيلية ببيان صادر عنها يلزمها بضرورة التقيد بنماذج السلامة الصحية التي تستلزم الحجر الصحي وندعوها الى تضمين البيان بضرورة اطلاق سراح الأسرى في هذه الظروف كما فعلت الكثير من الدول عبر اطلاق المساجين مع حفظ الفارق. فان واقع الاسري في سجون الاحتلال واقع مأساوي، لذا كان العمل على اطلاق سراحهم هو اجراء ملزم يستوجبه مبدأ السلامة العامة الصحية لاسيما وان قوات الاحتلال الاسرائيلي وحدها من تتحمل مسؤولية صحة الاسرى وظروف معيشتهم.
لذا فان اطلاق الاسرى في هذه الظروف سيجعل الطرف الاسرائيلي خالى المسؤولية تجاههم وتجاه البشرية وسيعد اجراء انسانيا وقائيا وليس سياديا ردعيا في مقاييس عمق الدولة الاسرائيلي، فهل ستثبت الحكومة الاسرائيلية انسانيتها
ولو لمرة واحدة، وتبرهن من مدى احترامها للمواثيق الدولية وتقوم باطلاق الاسرى؟ وهو سؤال سيبقي برسم قوات الاحتلال والحكومة الاسرائيلية.
لكننا في ذات السياق سنبقى نردد ما يردده الضمير الانساني بصمت العارف، وسنبقى نقول ما يجب على صناع القرار أخذه في ميزان الجد، بان صوت العدالة سينصر لا محالة على سوط القوة، وننشد في الاردن كما ينشد العالم اجمع
في يوم الاسير الفلسطيني انشودة الحرية معا، احتراما لمكانتهم ونقول، اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، وسيستجيب بعون الله.
بارك الله في الأسير الفلسطيني وخفف عنه ظروف اعتقاله، حمى الله الأردن وفلسطين وحمى الانسانية من كل مكروه.