منيب المصري يعلق على مقال سلطان الحطاب (منيب المصري.. وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة..)

badeko2016-79

عروبة الإخباري – وردنا تعليق السيد منيب رشيد المصري على مقال الاستاذ سلطان الحطاب المنشور في موقع عروبة الإخباري  يوم الجمعة الماضي بعنوان (منيب المصري.. وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة..) تاليا نصه:

الاخ الاعز سلطان،

تحية طيبة وبعد،،،

لقد قرأت ما جاء في مقالكم ذات العنوان الذكي والمعبر عن نفسيتي “منيب المصري.. وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة..” و المنشور على موقع عروبة نيوز الإخباري يوم الجمعة 3-4-2020 والذي نال اعجاب الكثيرين من الاصدقاء والمعارف الذين هاتفوني بخصوص مقالكم، وانني وعائلتي ومعارفي واصدقائي نقدر لكم عاليا هذا الكلام الاصيل والنابع من قامة اعلامية عربية ضاربة جذورها في فلسطين وباسقة ثمارها الطيية في جميع ارجاء عالمنا العربي الواحد، لنؤكد لكم ان كلماتكم الغالية ستبقى وساما على صدرنا ودافعا لنا لنكون اهلاً لها على الدوام. فمداد قلمكم حتما في موضوعه سيحفز اخوات واخوه آخرين على المساهمة في رفع البلاء عن الجميع.

ونعدكم ونعاهدكم انتم واهلنا في فلسطين والاردن الذين اعتبرهم ارض واحدة وشعب واحد ومصير واحد، ومهجة فؤادنا القدس، ان نبقى المدافعين والمرابطين في سبيل تحقيق قضيتنا الاولى والاغلى وان نبذل الغالي والنفيس لخدمة وتقدم ورفاه شعبنا الواحد اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وذلك ضمن برنامج المئة سنة القادمة لمؤسسة منيب وانجلا المصري والعائلة التي انهت في عامنا هذا اليوبيل الذهبي (50 عاما) آملين من الاحفاد واحفادهم ان يكملوا المشوار للالف سنة القادمة. وفي هذه اللحظات الصعبة في عالمنا الذي اصبح من جراء وباء فيروس الكورونا قرية صغيرة وكل منطقتنا وسكان العالم يعيشون في هذه القرية وفي خندق واحد، فان المؤسسة ناشطة في مشاريع تربوية وتنموية في فلسطين والاردن ولبنان وخصوصا في القدس، ولتعلم اخي الحبيب اننا نذرنا نفسنا ومالنا وولدنا في سبيل فلسطين والاردن وجميع القضايا العربية المعاصرة، ولا نبتغى في ذلك الا وجه الله تعالى وسنبقى ما دام الدم يسري في عروقنا منذورين لخدمة امتنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا.

وعلى امل ان ينجلي سواد هذه الايام ويأتي فجر النصر واظهار الحق للقصة الحقيقية للوجود والنضال الفلسطيني والعربي الذي بدأ منذ العصر الحجري مرورا بالعصر الكنعاني الى يومنا هذا وضحد الخرافة الاسرائيلية التي انتهت بما يسمى بصفقة القرن والتي بنيت على باطل، آملين من الانسانية ان تتغلب ونأمل من حكومة وشعب اسرائيل ان يسيقظوا ويتجاوبوا مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة وما قدمته القيادة الفلسطينيية بقيادة الرمز الشهيد ابو عمار والاخ الرئيس ابو مازن وذلك بفك الحصار وانهاء الاحتلال واطلاق سراح الاسرى من السجون والاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس كما جاء في مبادرة السلام العربية، ليشرفني ان اجدد لكم محبتي وشكري العظيم داعياً المولى عز وجل ان يحفظكم ويديم عليكم وعائلتكم وعلى جميع افراد امتنا العربية والاسلامية والمسيحية والعالم اجمع ثوب الحق والصحة والعافية.

والى لقاء قريب ان شاء الله.

مع خالص تقديري و احترامي ،،،
اخوكم / منيب رشيد المصري والعائلة

****** ****** ******

نص المقال
منيب المصري.. وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة..
عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
إنه رجل الضفتين الغربية والشرقية.. لم يخف غياب العدل فعدل حين تبرع باتجاه الضفتين بمليون دينار للمملكة الاردنية الهاشمية لتعزيز الجسم المناعي الصحي والوقوف إلى جانب الشعب الأردني وقيادته في مواجهة هذا التحدي وهو وباء كورونا..
وكذلك للسلطة الوطنية الفلسطينية ولوزارة الصحة تحديداً لدعم الإمكانيات الفلسطينية في مواجهة هذا الوباء الخطير، حيث يقبع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وحيث تحاصر غزة تماماً دون أن يحرك حصارها ضمير العالم الذي يدعي التحضر منذ عدة سنوات، ورغم أن الخلق لا يطيقوا أن يحاصروا مع امتلاء بيوتهم بالطعام لأسابيع، فكيف ببيوت يحاصرها الاحتلال والجوع، ويزيد المستوطنون عليهم نشر المرض كما حدث في الخليل على يد المستوطنين الفاشيين القتلة.
لم يخف منيب المصري البطل من أن لا يعدل، حين يكون في قلبه حب بلدين و شعبين و عاصمتين هما فلسطين والأردن..
فأمسك بالثنائية ولم يطلق واحدة على حساب الأخرى، بل مضى يعدل و يقدم أوراق اعتماده بمحبة غابت عن الكثيرين..
منيب لم يسجل هذا السابقة فقط، بل سجل من قبل الكثير غيرها بإقدامه دائما حين يتطلب الأمر العون والاستغاثة وجبر الخاطر، وإنقاذ الملهوف، أو حتى المساهمة بالمسؤولية الاجتماعية، فآثار أعماله منتشرة في كل فلسطين عبر أكثر من هيئة وجمعية ومنتدى وصندوق وبمسميات عديدة، ومن خلال جامعات وكليات ومراكز أبحاث وغيرها، ولا تكاد مدينة فلسطينية تخلو من عمل مباشر أو غير مباشر له..
لقد دق قلبي وارتجف اثارة وأنا أسمع نشيد “موطني” الذي أطلقه من بيته العامر على أعلى “جبل جرزيم”، وقد كنت زرته حين اختار أن تطلق حناجر فلسطينية متنوعة التخصصات والعمل وبملابسها المهنية المدنية والدينية والعسكرية هذا النشيد في صف راعى الابتعاد الذي تقتضيه كورونا.. وكان منيب في المقدمة، وقد غطى قلبه بقبضة يده ليفتح الصوت باتجاه الوطن..
منيب الذي يعيش التسعين من العمر ما زال يصر على ان تبقى الراية الوطنية مرفوعة في فلسطين والأردن، لأن رفعها هنا دعم لرفعها هناك، ورفعها هناك دعم لرفعها هنا، وصمود أحدهما صمود للأخرى، وسقوط أحداهما سقوط للأخرى، ومن هنا كان اسناد منيب للأثنتين، وقد عدل ولم يخف العدل ليقتصر على واحدة!!
كان اخي العزيز اسامة صالح مدير عام “شركه سمنترا” قد لفت انتباهي لما انجزه منيب المصري حين أرسل لي يقول : “انظر الى ابداع عمي أبو ربيح” .. قائلا : “هذا رجل نادر جداً مبدع وساحر”..
لم أكن بحاجة لسماع هذا الثناء، فقد عرفت منيب المصري منذ سنوات وفي مواقع متعددة، وقد كان همه أن يسخر كل طاقة ممكنة لخدمة الوطن الفلسطيني والوقوف الى جانب القدس والفقراء، وقد جاب العالم من أجل “صندوق القدس” و تحمل الكثير من التعب والإرهاق، كما عمل كثيرا من أجل اسناد الجامعات ومراكز البحث، وظلت فلسطين تمده بكل أسباب العزيمة ليراها وقد تنفست الحرية استشرفت النصر، ولذا لم يكن منيب يطمح في مركز او موقع، بل كان دائما يحب أن يكون جنديا من أجل فلسطين، فظل قريبا من قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس ابو مازن، كما ظل حبيبا للأردن وملوكه وشعبه.
منيب المصري اليوم يسجل موقفا نبيلاً، ستذكره له الاجيال.. فقد ظل مرتبطا بالميدان ينتصر للحق، كما رأيناه في ساحات بيروت، و في مقابر الشهداء في نابلس وغيرها في فلسطين.. حين التقيته ونحن نحيي ذكرى شهداء الجيش العربي الأردني، فما أن فرغنا من ذلك حتى رأيناه في عمّان في عشاء العمل، وقد جاء بشخصيات عربية قيادية على رأسها الأمير تركي بن عبد العزيز ليطوعهم في سبيل نصرة القدس وإسناده حاجياتها.
ليمد الله في عمرك يا أبا ربيح .. ويمتعك بالصحة لتبقى ذاكراً للقدس وفلسطين ومحبا لشعبينا الفلسطيني والأردني الذين بقيا عندك توأما لا يفترقان، وانزلتهما بمنزلة “منيب الحفيد” الذي أحببته ودربته ليسلك لك طريقك..
فتحية لك، ولك وعد أن نكتب عن ما آمنت به من قيم ومبادئ وطنية ما تذكرنا بك دائما.

منيب المصري.. وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة..

شاهد أيضاً

هدف لابد من إحرازه* سلامة الدرعاوي

عروبة الإخباري – يبرز النقاش في كثير من الأحيان حول آليات الدعم الحكومي كمحور رئيسي …