سيصاب به 80% من الشعب واستعدوا لفقد أحبابكم .. لماذا حرص قادة العالم على نشر الفزع؟

merkl228

عروبة الإخباري – مع قراءة هذا المقال يكون مجموع المصابين بفيروس كورونا قد تجاوز مئتي ألف مصاب، في قارّات العالم الخمس، مع تركيز آسيوي في الصين وإيران وكوريا الجنوبية، وحالة متوسعة في أوروبا، تتصدّرها إيطاليا، ونِسب أقل في أفريقيا وأميركا الجنوبية..

لا تكفّ الحكومات عن المناشدة للبقاء في المنازل وحصر الاحتكاك مع الآخرين، والتركيز على التعقيم والتطهير أو الغسل المتكرّر، وتطورت المناشدة إلى أوامر شديدة اللهجة بعدم التجول والتنقل مطلقًا، ثم أغلقت بلدان كثيرة منافذها البرية والبحرية والجوية، وتوقفت عن استقبال أو إرسال مزيد من الناس.

وتحولت نشرات الأخبار إلى الاهتمام بالفيروس الجديد، وما تركه من آثار على الحياة العامة في مجالات الرياضة والثقافة والسياسة والاقتصاد.. وللتأكيد على جدّية الأمر وجسامة تأثيره، قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن الفيروس سيصل إلى ما نسبته سبعون بالمئة من الألمان. وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، دراميًا، حين نبه البريطانيين لأن يستعدّوا لفقدان أشخاص عزيزين على قلوبهم. وكرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ظهوره على الشاشات خلال الأسبوع الأخير، مشددًا على توخي الحذر وعدم الخروج، ففرنسا أمام “حرب صحية”. وخضع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنفسه لفحص كورونا، بعد أن قِيل إنه خالط وفدًا تبينت إصابة أحد أفراده لاحقًا. واقترح ترامب استخدام دواء الملاريا لمعالجة كورونا “فإذا لم ينفع فإنه لن يضرّ”!

لم تكن المعلومات التي نشرها الطبيب الصيني، لي وين ليانغ، في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، عن مرض غريب وخطير، كاذبة، فقد تعرّض بعد ذلك الطبيب للاستدعاء من الشرطة، ووقع تعهدًا بعدم نشر الإشاعات، ثم مات بفم مغلق بعد إصابته هو نفسه بفيروس كورونا بعد حوالي شهر. كان اكتشاف الطبيب مقدمة لما بات ورشةً عالميةً لإجراءات عزل وتعقيم، ساهمت فيها دول أعضاء في مجلس الأمن.

الانتشار الواسع للفيروس، والسلوك العصابي للسلطات في محاولة قمع انتشاره، أحدثا ردّات فعل تفسيرية متطرّفة، وجعلا الأجواء مناسبة لظهور نظريات تآمر، في ظل نقص معلومات كثيرة عن نشأة الفيروس وتاريخه، وضعف المعرفة بالنظريات التطورية، أو عدم الإيمان بها أساسًا، فاستندت المجتمعات إلى ثقافاتها وقصصها الإثنية والدينية، وأعطت ظهور الفيروس شكلًا قصصيًا، تلعب فيه المؤامرات والمبالغات دورًا فعالًا، بدأت من الشارع، متبنية نظريات تقليدية بسيطة، كالعقاب أو الابتلاء، ثم تغيرت النظريات بتغير المؤسسات التي تروّجها أو تلك التي تصدقها، فتعقدت لتغدو نظرياتٍ عن حرب سياسية واقتصادية، تستخدم البيولوجيا مسبقة التوجيه.

كل ما حصل أو يمكن أن يحصل من هرج ومرج عن خطورة الفيروس وإجراءات محاصرته، هو نتيجة لخطاب الحكومات وممارساتها في بلدانها، فهل كان ذلك واجبًا أم مبالغًا فيه بشكلٍ أعطى فرصة لرواج هذه الروايات وأوجد بيئة ازدهارها؟

يمكن لتصريحاتٍ متشائمة من قادة الدول أن تسبب هلعًا في الشارع، وسلوكيات مجنونة تشيع أخطارًا جماعية غير معروفة النتائج. وهناك في المقابل كوارث أخرى مهولة الحجم والتأثير، اعتاد العالم على وجودها، ولا يُحرّك حيالها ساكنًا، كالجوع المنتشر في بقاع كثيرة، ويحصد آلاف الأطفال سنويًا، أو مشكلات الدخل المنخفض الذي يجعل بلدانًا بحالها عرضةً لسوء التغذية والتنشئة غير السليمة للأطفال، وغير ذلك الكثير.. فكيف يأخذ العالم، بإجراءاته المتزمتة، هذا الكورونا على محملٍ مبالغ فيه من الجد، ولم يصل مجموع من توفّوا نتيجته إلى عشرة آلاف نسمة، وهو رقم يمكن أن يحصده الجوع في يوم؟ نتمنّى السلامة للجميع، لكن في ظل الخوف من هذا الفيروس وحالات الترقب والانتظار، تتزاحم النظريات والتفسيرات، ويبدو أن كل شيء مرهون بالمختبرات الطبية، انتظارًا للقاح أو لدواء سحري سريع، وعندها يمكن أن يتوقف كل هذا الركام من الحوار ليعود العالم إلى طبيعته في انتظار الأزمة القادمة.

شاهد أيضاً

الصفدي يؤكد لعبداللهيان ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن ورموزه في الإعلام الإيراني

عروبة الإخباري – أبلغ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، وزير …