الأديب محمد جمال عمرو قاصّا للأطفال

عروبة الاخباري – لم يقتصر عطاء شاعر الأطفال محمّد جمال عمرو على الكتابة للأطفال شعرا فقط، بل كتب في القصّة أيضا، إذ له مجاميع قصصيّة كثيرة توحي أنّه صاحبُ مشروع كبير، وأهداف عظيمة، وغايات نبيلة تخدم الأمّة ومشروعها الحضاري، ومن تلك المجاميع: سلسلة من أبطال الإسلام، سلسلة العشرة المبشرين بالجنّة، سلسلة حكايات عمّو خالد (طيور الجنّة)، سلسلة فلسطين والقدس أرض الأنبياء، سلسلة لبيك يا أقصى، سلسلة مدن فلسطينية صامدة، مجلة كراميش، سلسلة إتقان لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، سلسلة نبي الرحمة، قصص مشروع مؤسسة مناهج العالمية، سلسلة نساء خالدات.
ولكي نرى هذه النماذج عن قرب ؛ ونطّلع على أسلوب المؤلّف في كتابتها وطريقته السّرديّة ؛ نلقي نظرة على بعض هذه القصص :
قصّة النعمان بن مقرّن:
هي قصّة مختصرة ومركزة ومشحونة بالمعلومات والمعارف، مع عناصر التشويق التي تلزم لجذب القارئ وحظّه على قراءتها أو الاستماع إليها، ويعطينا الشاعر تاريخ هذا البطل العظيم الذي يقول عنه أنّه من قبيلة (مُزينة) وقد جاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم مسلما مع أربعمائة فارس من قومه، وفي عهد عمر بن الخطاب كان هو قائد معركة (نهاوند) وبطلها وشهيدها، إذ استطاع بذكائه الشديد أن يتغلّب على جيش الفرس الذي بلغ مائة وخمسين ألف مقاتلا، ولم يكن معه سوى ثلاثين ألف فارس.
وسأل الله الشهادة في أوّل المعركة ونالها، فصدق الله فصدقه الله تعالى، ويختم المؤلّف قصّته بقصيدة شعريّة تمجّد بطولة النعمان بن المقرّن، وتخلّد تاريخه، جاء فيها:
«في نَهاوَنْدَ هَزَمْتَ الْفُرْسا/ قاتَلْتَ وَبَذَلْتَ النَّفْسا/ فَاسْتُشْهِدْتَ وَمِتَّ سَعيدا/ وَتَمَنَّيْتَ الْمَوْتَ شَهيدا/ كَبَّرَ بِاسْمِ اللهِ الْجُنْدُ/ أَطْفَأَنا لِلْفُرْسِ النَّارا/ وَلِعُمَرَ زُفُّوا الْأَخْبارا/ بُشْرى قَدْ فُتِحَتْ نَهاوَنْدُ».
وفي هذه القصّة تجد السيرة والغزوات والتاريخ، والتراجم، وصفحة من صفحات البطولة الإسلاميّة، ومعرفة الأنساب، وجغرافيا البلدان، إذ يقول الكاتب :
« هُوَ مِنْ قَبيلَةِ مُزَيْنَةَ، الَّتي كانَتْ تَسْكُنُ قُرْبَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ بَيْنَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ وَالْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ»
كما يقول في قصّة سعد بن أبي وقّاص : «… أَنَّهُ مِنْ بَني زُهْرَةَ أَعَزِّ الْعَرَبِ حَسَباً وَنَسَباً؟!».
وفي قصّة طارق بن زياد:
«كانَ مِنْ أَجْدادي الْبَرْبَرِ الْأَمازيغِ, الَّذين سَكَنوا في الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ، وَكانَ صَبِيَّاً ذَكِيَّاً تَعَلَّمَ الْقِراءَةَ وِالْكِتابَةَ»
وتجد فيها كذلك غرس معاني الشجاعة والفداء وحبّ الشهادة. وبالنهج نفسه يكتب قصّة سعد بن أبي وقّاص أحد العشرة المبشّرين بالجنّة وخال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو من أفذاذ الرّجال في التاريخ، وكذلك قصّة طارق بن زياد البطل المسلم الأمازيغي الفذّ.
سلسلة (مدن فلسطينية صامدة):
وإذا كان في القصص السّابقة يتحدّث عن أشخاص وأبطال خُلّد ذكرهم في التاريخ، ففي هذه السّلسلة يخلّد تاريخ (مدن ) مشهورة منها: – القدس مدينة الأقصى – والخليل مدينة أبي الأنبياء، ففي مدينة القدس يجعل طفلا مقدسيّا هو الذي يتكلّم، ويصف المدينة وتاريخها، وكان السّبب في ذلك أنّ أباه أهداه (كاميرا) ووجدها فرصة ليعبّر عن حلمه الذي كان ينتظر تحقيقه، فيقول لأبيه:
«يا لَكَ مِنْ أَبٍ رائِعٍ! أَسْتَطيعُ الْآنَ تَحْقيقَ حُلُمي بِهَذِهِ الْكامِيرا».
سُرَّ والِدي وَأَنا أَذْكُرُ لَهُ الصُّوَرَ الَّتي سَوْفَ أَلْتَقِطُها»: الْقُدْسُ مَدينَتي الَّتي بَناها الْكَنعانِيُّونَ سَنَةَ 3000 قَبْلَ الْمِيلادِ، وَسَمَّوْها أورْسالِمَ (مَدينَةَ السَّلامِ). وَأُورْشَليمَ وَيَبوسَ، وَسَمَّاها الرُّومانُ إِيلْياءَ. ثُمَّ أَعادَ إِلَيْها الْمُسْلِمونَ اسْمَها بَيْتَ الْمَقْدِسِ (الْقُدْسَ).»
ويعبّر الفتى عن رغبته في تصوير مدينة القدس والمسجد الأقصى، ويظهر معالمه التاريخيّة، بل أكثر من ذلك وأعجب ؛ هو يتمنى لو أنّه كان مع عمر حين دخل القدس أوّل مرّة، فيصور ذلك المشهد التاريخي العظيم، الذي لا ينسى، ويتمنى أيضا لو أنّه عاش زمن صلاح الدّين الأيوبي ويشهد كيف حرر القدس من أيدي الصليبيين، كما تمنى أيضا لو كان طائرا ليرى مدينة القدس من أعلى ليشهد معالمها الجميلة التي غيّرها اليهود الغاصبون عبر مراحل، عام 1948 م حيث أخذوا شطرها الأوّل خداعا واغتصابا واستنصارا بالغرب، وعام 1967 م إذ أخذوا الشطر الباقي..!
ويعرّج بنا على انتفاضة الأقصى التي أشعلها الفلسطينيون عام 2000 م، لنكتشف أنّ أباه أيضا كان مصورا بارعا وقد صوّر أحداث هذه الانتفاضة العظيمة، ثمّ يختم بهذه الصورة المتخيّلة الجميلة فيقول:
« ما رَأْيُكُمْ بِصورَةٍ أَكْثَرَ رَوْعَةً مِنْ كُلِّ الصُّوَرِ الَّتي ذَكَرْتُها ؟ هِيَ صورَةُ مَشْهَدٍ نَصْنَعُهُ نَحْنُ جيلُ الْأَقْصى وَأَبْطالُ فِلَسْطينَ، لَكِنَّهُ يَتَطَلَّبُ مِنَّا الْعَمَلَ وَبَذْلَ الْجُهْدِ حَتَّى يَكْتَمِلَ، وَرُبَّما تَعْجَزُ كُلُّ الكْامِيراتِ أَمامَ رَوْعَتِهِ، وَهَلْ أَرْوَعُ مِنْ مَشْهَدِ تَحْريرِ الْأَقْصى الْأَسيرِ مِنْ أَيْدي الصَّهايِنَةِ الْغُزاةِ؟!.»
وفي هذه القصّة أيضا نجد التاريخ والبطولات الإسلاميّة الرّائعة، والمعالم الإسلاميّة الخالدة، وهو بذلك يحرص على تعزيز الروح الإسلاميّة، وروح الجهاد والتصدّي لعدوان المحتّلين.
وفي قصّة (الخليل مدينة أبي الأنبياء):
يكون البطل أيضا طفلا فلسطينيا، ولكنّه من مدينة (الخليل)، وبدلا من أن يذكر (الأب) رديفا له، يذكر هذه المرّة الجدّة، غريبة الأطوار، التي تحتفظ بمفتاح قديم تلفه في منديلها، وذلك حين يقول:
«مَرْحَباً يا أَصْدِقاءُ، أَنا أَسْكُنُ مَدينَةَ الْخَليلِ في قَلْبِ فِلَسْطينَ، وَإِلى الْجَنوبِ الْغَرْبِيِّ مِنْ مَدينَةِ الْقُدْسِ. وَأَنا أُحِبُّ جَدَّتي، لَكِنَّني أَعْجَبُ كَثيراً مِنْ تَصَرُّفاتِها، فَهِيَ تَحْتَفِظُ بِمِفْتاحٍ كَبيرٍ تَلُفُّهُ بِمِنْديلِها الْأَبْيَضِ، وَتُخَبِّئُهُ في خِزانَتِها الصَّغيرَةِ».
وبهذه الطريقة التشويقيّة الجميلة يستدرج القارئ إلى الحديث عن جريمة تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم، وكيف أنّ هؤلاء الفلسطينيين ما زالوا متمسّكين بالعودة إلى هذه الأرض وتلك البيوت القديمة الغالية على قلوبهم، ولذلك هم يحتفظون بمفاتيحها كأنّها كنز ثمين لا يمكن التفريط فيه، ويورّثون ذلك لأبنائهم وأحفادهم ويغرسون في قلوبهم أمل العودة بعد استرداد الأرض المغتصبة من الصّهاينة المعتدين الظالمين..!
ولذلك تقول الجدّة وقد فاجأت حفيدها يفتّش في صندوقها بحثا عن المفتاح العزيز الذي تخبّئه:
«هَذا الْمِفْتاحُ الْكَبيرُ يا عِصامُ هُوَ مِفْتاحُ بَيْتِنا في مَدينَةِ الْخَليلِ، حَمَلْتُهُ مَعي حينَ احْتَلَّ الصَّهايِنَةُ الْمُعْتَدونَ بِلادَنا فِلَسْطينَ وَطَرَدونا مِنْها سَنَةَ 1967م». قالَتْ جَدَّتي، فَسَأَلْتُها: «وَهَلْ بَيْتُنا في الْخَليلِ أَجْمَلُ مِنْ بَيْتِنا هَذا؟ «.
– تَنَهَّدَتْ الْجَدَّةُ وَقالَتْ: «بَيْتُنا هُناكَ يا عِصامُ كَبيرٌ واسِعٌ جَميلٌ، في حارَةِ الْقَزَّازينَ، وَمِثْلُهُ بُيوتُ عَمَّاتِكَ وَخالاتِكَ في حارَةِ الشَّيْخِ، وَحارَةِ بَني دارٍ، وَحارَةِ الْأَكْرادِ. وَهُوَ مَبْنِيٌّ مِنَ الْحَجَرِ الْكِلْسِيِّ مِثْلُ كُلِّ الْبُيوتِ في الْخَليلِ، وَجُدْرانُهُ سَميكَةٌ، وَلَهُ قِبابٌ وَأَقْواسٌ عَلى الشَّبابيكِ وَالْأَبْوابِ، وَجَدُّكَ يا عِصامُ هُوَ الَّذي صَنَعَ الشَّبابيكَ وَالْأَبْوابَ، وَبِيَدِهِ صَنَعَ هَذا الْمِفْتاحَ الْكَبيرَ».
هذه ليست مجرّد قصّة مشوّقة تروى للأبناء والأحفاد، إنّها تاريخ يُنقل للأجيال وقضيّة عظيمة ومقدّسة تورّث بعناية وحرص، فيها الموعظة والعبرة، والعلم والمعرفة، وفيها الرّبط بالأرض والمقدّسات، ومقاومة الظلم، هذه القيم النبيلة وغيرها ينبغي أنّ نربّي عليها أبناءنا، وأن تنمو شخصيّاتهم وهي ترضع لبانها وتستنشق رحيقها.
وقد اتخذ المؤلّف (الشاعر) تقنيّات فنيّة متعدّدة لتصنع من الحكاية لوحة فنيّة جاذبة، ومشهدا حكائيّا ساحرا يقبل عليه القارئ (الطّفل) بكلّ نهم وشراهة للقراءة، ويحلو له معاودة قراءتها من حين لآخر، كما أنّها صالحة لأن تكون تمثيليات إذاعية أو تلفزيونية مصوّرة، فضلا عن كونها قصصا تُقرأ وتسرد على مسامع الصّغار.
ومن تلك الأساليب والتقنيّات الفنيّة يمكن أن نذكر:
– اختيار الأبطال بعناية ودقّة. (حضور الطّفل باستمرار) وجود الأب أو الجدّ، وجود أبطال التاريخ المشهورين مثل (سعد بن أبي وقّاص وصلاح الدّين الأيوبي وطارق بن زيّاد وعمر بن الخطّاب) الذين تدوّي الأسماع لذكرهم.
– خاصية الحوار المشوّق الذي يكون بين الأب وابنه، أو الجدّ وحفيده.
– تولّي الطّفل نفسه عمليّة السّرد كأنّه حضر الأحداث وساهم في صناعتها، أو أن يكون فعلا هو أحد أبطال القصّة.
– تطعيم هذه القصص بالشعر (والمؤلّف شاعر الأطفال الأوّل) في آخر كلّ قصّة وكأنّه تلخيص مركز لها.
– تصوير المشاهد القصصيّة بدقّة عالية الجودة، تشبه التصوير الفوتوغرافي المحترف، مع لمسات من الخيال والأسلوب البياني الجميل، واستخدام الجمل التعجّبية والاستفهاميّة المنبّهة لذهن القارئ والقادحة لخياله..!
وبين يديّ الآن سلسلة أخرى ألّفها لغير النّاطقين بالعربيّة ضمن (مشروع مؤسسة مناهج العالمية)، وفيها خمس قصص هي (التّحدّي/ في ساحة المعركة/ لينا ميدس/ مسابقات/ مصباح نور الدّين).
وهو عمل جماعي تشترك فيه عدّة جهات، بمعنى ليس عملا للكاتب وحده، يؤلّفه ثمّ يرسل به إلى المطبعة ويُطبع ثمّ يوزّع وانتهى الأمر، هو عمل ضمن مشروع كبير لغير النّاطقين بالعربيّة، وهذا الجهد المؤسّسي هو الأكثر فعّالية والأجدى نفعا والأكثر أثرا في الواقع، وهذه القصص وإن كانت موجّهة لغير النّاطقين بالعربيّة فهي مفيدة أيضا للنّطاقين بها، ويمكن لهم الاستفادة منها بشكل كامل.
ويمكن لنا أن نأخذ قصة بعنوان «قصة التحدي»، كنماذج من هذه القصص، نضعها تحت مجهر الفحص والتحليل:
قصّة التحدّي: وهي قصّة مصورة أي تعتمد على المشاهد المتتابعة، كما تعتمد على الحوار، وتعالج قضية هامّة باتت تحظى بالاهتمام الكبير في عصرنا الحاضر، وهي قضيّة الفئات ذات الاحتياجات الخاصّة، وبطلها فتى معاق على كرسي متحرّك، يتعرّض للإهانة والسّخرية من طرف زملائه في المدرسة، ويقومون بتحطيم كرسيّه المتحرّك الذي دُحرج على الدَّرَج، فتفكَّكت أجزاؤه، وصاحبه، فؤاد، ينظر ويسمع الضحكاتِ المستهزئةَ.
لكنّ فؤادا يتمالك نفسه ولا يفقد أعصابه، ويقرر الانتقام من هؤلاء العابثين بطريقته الخاصّة، ويقول في نفسه:
«لا بَأْسَ, هُوَ التَّحَدِّي إِذَنْ, أَنَا قَبِلْتُ التَّحَدِّي, وَسَوْفَ نَرَى – في نِهَايَةِ العَام – مَنْ يَضْحَكُ أَكْثَرَ يا أَصْدِقَاءُ، أَنْتُم تَسْتَطيْعُوْنَ تَحْطيمَ كُرسِيِّ فُؤادٍ، لكِنْ لَنْ تَسْتَطِيعُوْا تَحْطِيمَ نَفْسِهِ».
من هنا تبدأ قصّة التحدّي وينجح فؤاد في نهاية العام الدّراسي في تحقيق فوز كبير برياضة (تنس الطاولة)، وينحني المدير الطويلُ نفسُه ليضع في عنقه وسام الفوز والتفوّق، وكانت تلك هي طريقة فؤاد في الانتقام. لقد كان انتقامه إيجابيّا، انتقام لا يضرّ أحدا ولكنّه يجعل الآخرين يحترمونه ويصفقون له إعجابا.
في القصّة مشاهد قصصيّة ممتعة، مشحونة بحوار مثير ومستفز (حوار المدير مع فؤاد مثلا)، وفيها تصوير الملامح النفسيّة للبطل وبقية الشخوص بشكل دقيق، واختيار البطل من ذوي الاحتياجات الخاصّة (معاق حركيّا)، يُعتَبر عاملَ جذب وإغراء بالقراءة أيضا.
وفي القصّة قيمٌ عديدة، منها تحدّي الصّعاب مهما كانت ومهما كان وضع الشخص، حتى لو كان معاقا، فالإعاقة الأصعب التي تكون في الذّهن وليس في الجسد. أيضا (وهذه مفارقة رائعة) ؛ الانتقام الإيجابي يكون بالإنتاج والعمل والإبداع، وليس بردّ فعل سلبي يضرّ أكثر مما ينفع.
وفي ختام القصّة يقدّم هديّة شعريّة للأطفال (الشعر حاضر دائما)، بعنوان (بطل الأبطال) يقول في مطلعها: «يَهْمِسُ لي بَدْرٌ مُتَلالي/ أَقْدِمْ يا بَطَلَ الأَبْطالِ/ اصْعَدْ فَوْقَ الْغَيْمِ الْعالي/ وَاقْطِفْ ثَمَرَ الْفَوْزِ الْغالي».

شاهد أيضاً

وزير الثقافة في طرابلس: نهضة لبنان تكون من طرابلس

عروبة الإخباري – في إطار مشاركته في فعاليات “طرابلس عاصمة الثقافة العربية ٢٠٢٤”، زار وفد …