في الذكرى الأربعين لرحيل أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية..

عروبة الإخباري -سمية أبو عطايا 

أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلما من أعلام فلسطين ورمزا من رموزها،وهو شخصية سياسية قانونية ودبلوماسية وخطيبا مفوهاوحقوقيا بارعا.
بالرغم من التعتيم الإعلامي الذي جرى لشخصية الشقيري وعلى دورة كواضع للبنة الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية نجد أنه كلما طالبت الجماهير بإعادة بناء م.ت.ف وتجديد ما أصابها من تكلس وجمود تعود شخصية الرجل للإنبعاث من جديد .
هو من كون جيش التحرير الفلسطيني ومركز الأبحاث الفلسطيني والصندوق القومي الفلسطيني
كان يدعو للكفاح المسلح كوسيلة لحل القضية الفلسطينية.
ولد أحمد الشقيري في قلعة تبنين في جنوب لبنان سنة 1908حيث كان والده الشيخ أسعد الشقيري منفيا هناك لمعارضته سياسة الدولة العثمانية ،ثم انتقل مع أمه للعيش في مدينة طول كرم ومن بعدها إلى عكا
وقد تلقى تعليمه الابتدائي هناك سنة1916ومنها إلى القدس التي أتم فيها دراسته الثانوية .
توثقت صلته بحركة القوميين العرب أثناء دراسته في الجامعة الأمريكية ببيروت وكان عضوا فاعلا في نادي العروة الوثقى .
طرد من الجامعة الأمريكية بسبب قيادته لمظاهرة ضخمة احتجاجا على الوجود الفرنسي بلبنان ،فاتخذت السلطات الفرنسية قرارا بإبعاده سنة 1927.
عاد إلى فلسطين ومن ثم التحق بمعهد الحقوق بالقدس وفي نفس الوقت عمل محررا الصحفية مرآةالشرق ،بعد تخرجه تمرن في مكتب المحامي (عوني عبد الهادي )أحد مؤسسي حزب الإستقلال في فلسطين.
بين عامي 1936،1939شارك الشقيري في أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى ولكونه محاميا نشط في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين أمام المحاكم البريطانية.
عاش الشقيري وشاهد مآسي شعبه قبل الهجرة وبعد هجرة سنة 1948
وانتقاله إلى مخيمات الشتات والغربة في الدول العربية المجاورة حمل على كاهله هموم شعبه وقضيته ووقف مدافعا عنها في المحافل الدولية .
في مؤتمر القمة الذي عقد في القاهرة والذي دعا إليه الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1964كلف الشقيري من قبل المؤتمربالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة الثاني .
قام أحمد الشقيري بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين ،وقرر عقد مؤتمر فلسطيني عام .
قام الشقيري باختيار اللجان التحضيرية للمؤتمر والتي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول،وقد أنتخب الشقيري رئيسا له وأعلن عن قيام م.ت.ف وصادق على الميثاق الوطني والنظام الأساسي،وانتخب الشقيري رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة وكلفه المؤتمر باختيار أعضاءاللجنة الدائمة الخامسة عشر .
وفي مؤتمر القمة الثاني في سبتمبر سنة 1964قدم الشقيري تقريرا عن إنشاء م.ت.ف وأكد على النواحي العسكرية والتنظيمية لتحقيق التحرير.
وافق المؤتمر على ما أنجزه الشقيري ،وأقر الدعم المالي للمنظمة .
أثناء توليه رئاسة اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف
سافر إلى العديد من دول العالم طالبا الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية وفي مقدمتها الصين الشعبية التي حصل منها على كمية من السلاح لجيش التحرير الفلسطيني.
إثر هزيمة حزيران سنة 1967عقد مؤتمر القمة في الخرطوم وقد ترأس الشقيري الوفد الفلسطيني
وقد عرف هذا المؤتمر بمؤتمر اللاءات الثلاثة
لا صلح لا تفاوض لا اعتراف تلا فيه أحمد الشقيري مذكرة باسم م.ت.ف تتلخص
لا صلح وتعايش مع إسرائيل ٢ رفض المفاوضات مع إسرائيل 3عدم الموافقة على إي تسوية فيها مساس بالقضية الفلسطينية 4عدم التخلي عن قطاع غزة والضفة الغربية ومنطقة الحمة وتأكيد على عروبة القدس 5أن لا تنفرد إي دولة عربية بقبول إي حلول لقضية فلسطين .
إن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره وهو صاحب الحق الأول في وطنه.
خلال مشاركتة في القمة العربية في الخرطوم إصطدم أحد الشقيري مع القادة العرب محملا اياهم ضياع ما تبقى من فلسطين إلى جانب ذلك توالت مطالبة أعضاء اللجنة التنفيذية بتنحيته متهمة أياه بالتفرد في قراراته وعدم اطلاعهم عليها .
قدم الشقيري استقالته من رئاسة المنظمة في ديسمبر سنة 1967
بعدها تفرغ للكتابة وكتب سيرته الذاتية الذي اعتبرها البعض من أجمل ما كتب من السير الذاتية العربية،حيث مزج الأدب بالسياسة وقبل وفاته أوصى بأن يدفن على تخوم فلسطين في منطقة الأغوار وأن يكون قبره ملازما لضريح الصحابي أبو عبيدة فاتح فلسطين ومحرر بيت المقدس
بالرغم من كل ذلك يبقى الشقيري قامة وطنية عربية فلسطينية ترك بصمة في مرحلة من مراحل الكفاح الفلسطيني.

Related posts

رئيسة بلدية أمستردام تعلن تعزيز الإجراءات الأمنية…. “أشعر بالخزي” جراء الصدامات

عيون فلسطينيّة في بلغاريا

الجبهة العربية الفلسطينية: أحداث أمستردام في هولندا رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال