الرئيس عباس لمجلس الأمن: الخطة الأميركية احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي

عروبة الإخباري – قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن الخطة الأميركية المطروحة احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، مؤكدا أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض.

وأضاف سيادته، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، مساء اليوم الثلاثاء، أن الرفض الواسع لهذه الصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، وألغت قانونية مطالب شعبنا في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته، وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان واستيلاء وضم للأراضي الفلسطينية.

وشدد الرئيس على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها أميركية–إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، مؤكدا عدم القبول بها، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.

وقال الرئيس إن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا زال ممكنا وقابلا للتحقيق، داعيا لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، الذي لا زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي.

وأضاف: قمنا بالفعل بخطوات تاريخية حرصا على تحقيق السلام، وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا، وكانت حكومة الاحتلال الحالية هي التي تفشل كل الجهود.

وأكد رفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، لأن الأساس هو الحل السياسي.

ودعا الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الامن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين.

وجدد الرئيس التاكيد على عدم قبول وساطة أميركا وحدها، داعيا المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها الاحتلالية وقراراتها المتواصلة في ضم الأراضي الفلسطينية وفرض السيادة عليها، التي حتماً تدمر بشكل نهائي كل فرص صنع السلام الحقيقي.

وأكد الرئيس أنه يمد يده للسلام محذرا من ضياع الفرصة الأخيرة، وأنه مستعد لبدء مفاوضات فورا إذا وجد شريك حقيقياً في إسرائيل لصنع سلام حقيقي للشعبين.

وقال سيادته: إن شعبنا لم يعد يتحمل استمرار الاحتلال، والوضع أصبح قابلا للانفجار، وللحيلولة دون ذلك لا بد من تجديد الأمل لشعبنا وكل شعوب المنطقة في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام.

وأضاف سيادته مخاطبا الشعب الإسرائيلي: إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب أخر لن يصنع لكم أمناً ولا سلاماً، فليس لدينا سوى خيار وحيد لنكون شركاء وجيراناً كل في دولته المستقلة وذات السيادة، فلنتمسك معاً بهذا الخيار العادل قبل فوات الأوان.

وجدد سيادته التأكيد على أن صراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية، ولكن مع من يحتل أرضنا، لذلك سنواصل مسيرة كفاحنا لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية، مشددا على أن شعبنا لن يركع ولن يستسلم.

واختتم سيادته كلمته قائلا: “حذار أن يقتل الأمل لدى شعبنا الفلسطيني”.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

جئتكم من قبل 13 مليون فلسطيني لنطالب بالسلام العادل فقط لا أكثر ولا أقل، جئتكم اليوم، للتأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأمريكية الإسرائيلية، مدعماً بنتائج اجتماعات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي، والتي خلصت جميعها إلى الرفض القاطع لهذه الصفقة، هذا بالإضافة للبيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وكذلك روسيا والصين واليابان وباقي دول العالم، وأخص بالذكر تصريحات السيد الأمين العام للأمم المتحدة، التي التزمت بالمرجعيات الدولية المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية.

إن الرفض الواسع لهذه الصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، لأنها ألغت قانونية مطالب الشعب الفلسطيني في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته، وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان ومصادرة وضم للأراضي الفلسطينية.

وأؤكد ها هنا على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها صفقة أمريكية–إسرائيلية استباقية، جاءت لتصفية القضية الفلسطينية، ويكفي لرفضها من قبلنا، أنها تخرج القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية، يكفي هذا، وتحول شعبنا ووطننا إلى تجمعات سكنية ممزقة دون السيطرة على الأرض والحدود والمياه والأجواء، وتلغي قضية اللاجئين، وستؤدي حتماً إلى تدمير الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وإلى التنصل من الاتفاقيات الموقعة المستندة لرؤية حل الدولتين على حدود عام 1967، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، ولهذا فإننا لن نقبل بها، وسنواجه تطبيقها على أرض الواقع.

وعرض سيادته خارطة تبين الدولة الفلسطينية كما طرحتها خطة ترمب نتنياهو، وقال: “هذه خلاصة المشروع الذي قدم لنا وهذه الدولة التي ســــــــــيعطوها لنا، وهي تشبه قطعة الجبة السويسرية، من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟”.

هذه الصفقة، أيها السيدات والسادة، تحمل في طياتها الإملاءات، وتكريس الاحتلال والضم بالقوة العسكرية، وصولاً لترسيخ نظام الأبرتهايد، الذي عفا عليه الزمن منذ وقت طويل، يطبق الآن في فلسطين، لتبقي لنا الابرتايد، كما أنها تكافئ الاحتلال بدلاً من محاكمته على ما ارتكبه خلال عقود من الجرائم ضد شعبنا وأرضنا.

وأود أن أتقدم بالشكر والتقدير، لمواقف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، والبرلمانات، وأعضاء مجلس الأمن الذين تجاوبوا معنا في الدفاع عن الإجماع الدولي، على قاعدة الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والشكر موصول للإسرائيليين، نعم للإسرائيليين الذين عبروا عن رفضهم لهذه الصفقة بطرق مختلفة، ومن وقف معنا من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وكذلك المنظمات الأمريكية والأصوات الحرة التي عبرت عن رفضها لهذه الصفقة، ونثمن التزامهم ومواقفهم الداعمة للسلام والتمسك بالشرعية الدولية.

وعرض سيادته وثيقة موقعة من 300 إسرائيلي يرفضون الخطة الاميركية، 300 اسرائيلي يقولون نقاتل من أجل الحق، كذلك نحيي المظاهرات الاسرائيلية التي قامت في تل أبيب الرافضة لهذه الصفقة.

كما عرض سيادته رسالة من الكونغرس الاميركي وقعها 107 أعضاء، ووثيقة أخرى موقعة من 12 سيناتورا بما فيهم 4 مرشحين للرئاسة الاميركية، جميعهم يرفضون هذه الصفقة.

ونحيي جماهير شعبنا الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية ومناصري السلام حول العالم، الذين خرجوا بالآلاف بل مئات الآلاف الآن في الضفة الغربية وفي غزة ودرجة الحرارة تلامس الصفر، يخرجون بمئات الآلاف ليقولوا لا للصفقة، وليس كما يقول البعض أبو مازن ومعه 2 أو 3 يرفضون، مئات الآلاف يخرجون في هذا الوقت، ليقولوا لا لهذه الصفقة، وعشرات الآلاف في كل مكان في العالم، كلهم يخرجون ليقولوا لا، وهناك من يصر على أن هذه الصفقة هي العدالة، لا ليست هي العدالة.

كما أنني جئتكم اليوم، لأقول لكم بأن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زال ممكناً وقابلاً للتحقيق، وجئتكم أيضاً لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، الذي لا زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي.

هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل جاءت من دولة ومعها دولة لتفرضها على العالم ولتفرضها على الشرعية، التي تمثل مئات قرارات الامم المتحدة وعشرات قرارات مجلس الأمن، هذه الصفقة مرفوضة.

السيد الرئيس، السيدات والسادة الأعضاء،

إنني أتساءل هنا، لماذا هذا الإصرار على التفرد في صياغة هذه الخطة الأمريكية الإسرائيلية في الوقت الذي كنا في حوار طوال عام 2017 مع الإدارة الأمريكية، وتحدثنا عن جميع قضايا الحل النهائي، وكان بيني وبين الرئيس ترمب حوار طويل، وتحدثنا كثيرا عن الشرعية الدولية عن رؤية الدولتين، قال لي الآن سأعلن، كذلك عن حدود 1967 وكذلك القدس وكذلك عن الأمن وكذلك عن بقية القضايا التي بقيت في أوسلو. كنت سعيدا بالحوار معه، ولكنني فوجئت بإقفال مكتب منظمة التحرير في واشنطن، واعلان القدس الموحدة عاصمة لدولة اسرائيل، ونقل سفارته إليها، ويدعو العالم لنقل سفارته إليها، ويقطع المساعدات عنا، 840 مليون دولار يقطعها عنا، ويقطع المساعدات عن الأونروا ويلغيها، لا أدري من أعطاه هذه النصائح البغيضة؟، الرئيس ترمب ليس هكذا، وما نعرفه عنه ليس هكذا، هذه تصرفات لا أدري من أين جاءت؟.

وأود التذكير أمامكم بأننا عقدنا مؤتمر مدريد للسلام، ومفاوضات واشنطن واتفاق أوسلو، ومؤتمر أنابوليس للسلام، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية التي دعت إلى التفاوض حول قضايا الوضع الدائم كافة، بما فيها القدس، نتفاوض عليها، ولا يفرض علينا، ونقول هذه منحة لدولة إسرائيل، لا. هذه أرض محتلة، من الذي يملك ان يعطي منحا لهنا وهناك، ونحن نحتكم لكم، أنتم أعلى شرعية في العالم، ونحتكم لكل قراراتكم.

وفي هذا الصدد، أيها السيدات والسادة، التزمنا بتطبيق جميع الاتفاقيات المعقودة مع إسرائيل وتصرفنا بمسؤولية، لذلك حصلنا على احترام العالم، الذي اعترفت 140 دولة من دوله بنا، وأصبحنا جزءاً من النظام الدولي كدولة مراقب في الجمعية العامة، طبعا لم نستطع أن نحصل على عضوية كاملة بسبب الفيتو الأميركي، ولكن حصلنا على مراقب، لا بأس، وانضممنا لأكثر من 120 منظمة ومعاهدة دولية، وأصبحنا الدولة المراقب رئيساً لـ135 دولة + الصين المجموعة التي اسمها الـ77+ الصين للعام الماضي 2019. إذن نحن موجودون.

وكما واصلنا ونواصل بناء مؤسسات دولتنا الوطنية على أساس سيادة القانون والمعايير الدولية لدولة عصرية ديمقراطية، مستندة للشفافية والمساءلة، ومحاربة الفساد، نعم نحن أهم من اهم الدول التي تحارب الفساد، وأنا أدعو مجلس الأمن أن يرسل لجنة تقصي حقائق لفلسطين عن الفساد وعن غيره، ليعرف أن هذه الدولة الوليدة التي هي تحت الاحتلال خالية من الفساد، نعم خالية من الفساد، ومن قال إن هذه الدولة فاسدة فليذهب ليسأل، وعملنا على تمكين المرأة والشباب، ونشر ثقافة السلام بين أبناء شعبنا، في كل أبناء الشعب الفلسطيني، نقول لهم لا نريد حربا لا نريد حربا لا نريد إرهابا، ونحن نحارب العنف والإرهاب في كل أنحاء العالم، ولدينا بروتوكولات مع 83 دولة وأول هذه البرتوكولات مع الولايات المتحدة الاميركية وكندا وروسيا واليابان وغيرها، نحن نحارب الارهاب ولسنا إرهابيين، ومهما حصل لنا سنبقى متمسكين بمحاربة الارهاب.

عقدنا 3 مرات انتخابات، لأننا نؤمن بالديمقراطية، وفي أخر مرة طلبنا الانتخابات رفضت إسرائيل، لماذا؟ قالوا ممنوع اجراؤها في القدس. رغم أننا عقدناها في الأعوام 1996 و2005 و2006 في القدس، الآن ممنوع لانه صدر قرار ان القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل، لا. لن يحصل هذا. القدس الشرقية لنا، والقدس الغربية لهم، ولا مانع للتعاون بين البلدين.

السيد الرئيس، السيدات والسادة الأعضاء،

يقولون إننا أضعنا الفرص لصنع السلام، وهذا غير صحيح، أبا إيبان قال في يوم من الأيام إن الفلسطينيين يضيعون فرصة من اجل ان يضيعوا فرصة أخرى، من أين جاء بهذا لا أدري، والتقطها منه كوشنير مؤخرا، وقال: الفلسطينيون لا يضيعون فرصة من أجل أي يضيعوا فرصة أخرى، أين هي الفرصة التي أضعناها؟ لا تطلق الشعارات بهذا الشكل وتقول لا تضيعوا الفرصة.

قبلنا بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في 242 و338 وصولاً إلى القرار 2334، قبل ثلاث سنوات هنا في مجلسكم، إضافة إلى 87 قرارا، وأصبحنا عضواً فاعلاً وبناء في المجتمع الدولي، وفي العام 1993، وقعنا على اتفاق أوسلو الانتقالي ملتزمون به بكل قرارته وكل بنوده، وعلى رسائل الاعتراف المتبادل بيننا وبين إسرائيل، نحن معترفون بإسرائيل في أوسلو، وياسر عرفات قال أنا اعترف بحق إسرائيل في الوجود، ورابين قال ووردت في الميثاق اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، معترفون ببعضنا. أين هي الفرص التي أضعناها؟!

وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا وفق الشرعية الدولية، وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية هي التي تفشل كل الجهود الدولية، ولم نترك فرصة إلا وأخذناها بكل جدية، لأن السلام مصلحة لشعبنا ولشعوب العالم.

وقدم سيادته لمجلس الامن وثيقة تحتوي على 311 مخالفة للقانون الدولي اشتملتها صفقة القرن، وقال “هذه الوثيقة تدل على ذلك، لقد دعتنا أكثر من دولة: روسيا واليابان وبلجيكا وهولندا للقاء مع نتنياهو في أرضها، ولم يلب الدعوة مرة واحدة، وقد كنت أذهب إلى هناك، ذهبت إلى موسكو 3 مرات، ولم يأت “نتنياهو”، من الذي لا يريد السلام؟.

لذلك فأنا أتساءل، أين هي الفرص التي أضعناها؟.

وفي المقابل، واصلت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة ومستوطنوها، تدمير كل الفرص لصنع السلام، وسرعت نشاطاتها الاستيطانية الاستعمارية، في كل مكان في الضفة الغربية وكل الأراضي التي احتلت عام 1967 وقيل إنها أراضي محتلة تزرع فيها المستوطنات ولا رقيب ولا حسيب، وغيرت ملامح مدينة القدس المحتلة، واستمرت بالاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وصادرت الأرض، وواصلت الحرب والحصار على شعبنا في قطاع غزة، متسلحة بالمساندة القوية مع الاسف للإدارة الأمريكية التي أصدرت عدداً من القرارات المخالفة للقانون الدولي، والتي لم يقبلها العالم، ولم يقبلها عدد كبير من أعضاء مجلس النواب الأمريكي الحالي، والعديد من منظمات السلام، بما فيها منظمات يهودية أمريكية.

قرار الكونغرس الأمريكي رقم 326 يرفض سياسة الوزير بومبيو والرئيس الأميركي حول الضم والاستيطان، ويؤكد على حل الدولتين وحق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره، هذا لم يصدر من عندنا، بل من عند الكونغرس الاميركي، نحن لا ندعي على احد.

وأؤكد أيضاً، بأننا نرفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، اخترعوا لنا قضية أن هناك مساعدات اقتصادية بديلا عن الحل السياسي، وذهبوا إلى البحرين ووارسو وغيرها، وقالوا سنعطيكم 50 مليار دولار، اذن أين الحل السياسي؟ لا. نحن لا نقبل. الحل السياسي أولا. وإذا قدمت بعدها مساعدات لا بأس، انما الحل الاقتصادي لا نقبله أولا. ونشكر كل الدول التي تساعدنا الآن وبدون مقابل على بناء مؤسساتنا الفلسطينية سنصل بها إلى الدولة المستقلة إن شاء الله.

السيد الرئيس، السيدات والسادة الأعضاء،

في هذه اللحظات الصعبة وقبل فوات الأوان، أتوجه للرئيس ترامب قائلاً إن الخطة الأمريكية المطروحة، لا يمكنها أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت الشرعية الدولية كلها، من يستطيع ان يلغي الشرعية الدولية؟ أعلى منصة عالمية من يستطيع أن يلغيها؟ الرئيس ترمب ألغاها بخطته التي تنكرت للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وأخرجت القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية، كما ولن تكون صالحة لتطبيق رؤية الدولتين المستقلتين وذات السيادة، اسرائيل وفلسطين.

وقدم سيادته لمجلس الامن ملخصا دقيقا لما جاء في صفقة القرن، وقال: “انا أعرف أن خطة السلام تقع في 180 صفحة، وليس الكل مستعدا أن يقرأها، لذا قمنا بتلخيصها في 20 صفحة لتسهيل قراءتها”.

ولذلك فإنني أتمنى على الرئيس دونالد ترمب أن يتحلى بالعدل والإنصاف، ويدعم تنفيذ قرارات الشرعية، لإبقاء الفرصة أمام صنع سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائمة، السلام المفروض لا يعيش ولا يمكن أن يعيش، اتركونا نتوصل إلى سلام مع بعضنا البعض، ونحن عملنا سلاما مع بعضنا بدون تدخل أحد في أوسلو وبدون علم أحد من كل الدول، ومن يقول عرفت. أنا أتحداه. وتوصلنا إلى اتفاق انتقالي ومستعدون أن نلتزم به ونسير به خلال خمس سنوات لحل نهائي، لكنهم قتلوا رابين. لماذا قتلوه.

ومن على هذا المنبر، أدعو الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلسكم الكريم لعقد مؤتمر دولي للسلام، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، التي نصر عليها وهي جزء من الشرعية الدولية وجزء من قرار 1515 الصادر عن مجلس الامن، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية المفاوضات بين الجانبين. ولكن بصراحة لن نقبل أميركا وسيط لوحدها فأي دولة تختارونها رباعية + أي دولة إخرى، ولكن بصراحة لن نقبل أميركا وسيطا وحدها، جربناها قبل ذلك.

كما أدعو المجتمع الدولي بأسره للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف ممارساتها الاحتلالية وقراراتها المتواصلة في ضم الأراضي الفلسطينية، لنعتبر ان أراضينا مختلف عليها، انتم بأي حق تضمونها. ستدمرون كل فرص السلام.

وفي هذه اللحظة التاريخية، أمد يدي للسلام مجدداً قبل ضياع الفرصة الأخيرة، وأتمنى أن أجد شريكاً حقيقياً في إسرائيل أي شخص مؤمن بالسلام لصنع سلام حقيقي تنعم بثماره الأجيال الحالية والمستقبلية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ولدول ولشعوب الأرض.

إن شعبنا الفلسطيني، أيها السيدات والسادة، لم يعد يتحمل استمرار هذا الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، والوضع برمته أصبح قابلاً للانفجار. ومن أجل الحيلولة دون ذلك، فلا بد من تجديد الأمل لشعبنا لا تضيعوا الأمل لشعبنا، ولكل شعوب المنطقة في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام، وبأن هناك أملاً بانتصار العالم الحر لحقوقه، فلا تقتلوا هذا الأمل عند شعبنا.

وعرض سيادته امام مجلس الامن خريطة توضح الوضع منذ عام 1917 وحتى العام 2020، وقال: “أنا أريد أن أريكم هذه الخارطة لفلسطين والتغيرات التي جرت على الأرض منذ 1917 و1937 و1947 و1948 و2020، كلما أراها يتمزق قلبي ألما، هل هذا ما نستحقه؟، هل هذا ما يستحقه شعب فلسطين؟. لماذا كنا هنا. لماذا أصبحنا في هذه الجزر؟.

وبهذه المناسبة، أتوجه إلى الشعب الإسرائيلي إلى الشعب الإسرائيلي لأقول له، إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب أخر لن يصنع لكم أمناً ولا سلاماً، فليس لدينا سوى خيار واحد وحيد لنكون شركاء وجيراناً كل في دولته المستقلة وذات السيادة، فلنتمسك معاً بهذا الخيار العادل قبل فوات الأوان.

وأجدد التأكيد مرة أخرى أن صراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية، نحن لسنا ضد اليهود نحن مسلمون لسنا ضد اليهود، والمسلم الذي يقول إنني ضد اليهودي فقد كفر، وانت إذا قلت أنك ضد اليهودي أو ضد التوراة فأنت كافر، ولست مسلما، نحن لسنا ضد اليهود نحن ضد من يعتدي علينا أيا كانت ديانته، وصراعنا ليس مع اليهود ولكن مع من يحتل أرضنا، لذلك سنواصل مسيرة كفاحنا التي قدمنا من أجلها الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية، مؤكدين أن شعبنا لن يركع، نريد حقنا، نرفع القبعة لمن يعطينا حقنا، لن نستسلم لهذا الاحتلال مهما طال الزمن أو عظمت التضحيات.

وأختم كلمتي، بالقول مجدداً، أنني على استعداد لبدء المفاوضات، كما كنت مستعداً دائما، إذا وجد شريك في إسرائيل مستعد للمفاوضات وتحت رعاية الرباعية الدولية، وعلى أساس المرجعيات المعتمدة، وأنا جاد فيما أقول، بل وأنني على استعداد للبقاء هنا في مقر الشرعية الدولية لبدء هذه المفاوضات وعلى الفور.

وأقول لكم كلمة نحن لن نلجأ للعنف والإرهاب مهما كان الاعتداء علينا، نحن مؤمنون بالسلام وبمحاربة العنف لن نلجأ للعنف، مستعدون للتعاون مع أي دولة لمحاربة الأرهاب، نحن ضد الارهاب والعنف أيا كان لونه ومصدره، وسنحارب بالمقاومة الشعبية السلمية، والآن إنظروا إلى ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة مئات الآلاف خرجوا ليقولوا لا للصفقة، وانا لست وحدي. الشعب كله يقول لا للصفقة.

وأخيراً أقول للعالم، حذار أن يقتل الأمل لدى شعبنا الفلسطيني جئت من أجل الأمل لا تضيعوا هذه من يدي.

Related posts

مليشيات الحوثي هاجموا مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر

وفاة الشاب علاء عطا الله خيري، نجل سفير فلسطين في الأردن

الاحتلال الصهيوني يقتحم مراكز الإيواء في بيت حانون بعد إدخال شاحنتي مساعدات الاثنين