استضاف البيت الأدبي للثقافة والفنون في مدينة الزرقاء الممثلة القديرة النجمة عبير عيسى والفنان التشكيلي ليث كساب، وذلك في لقائه الشهري العام رقم ١٨٣ الذي أداره مؤسسه الكاتب أحمد أبو حليوة، والذي تضمن فقرات منوعة أدبية ومسرحية وموسيقية وغنائية.
البداية كانت مع الفنان التشكيلي ليث كساب في معرضه الفردي الثاني “رسائل مبعثرة” الذي أظهر مقدرته الواضحة على رسم البورتريه والتجديد فيها من خلال وضعها في قوالب غير مألوفة، بالإضافة إلى تطرقه إلى مواضيع مجتمعية كالعنف ضد المرأة والتنمر ضد الأطفال، راصداً لبعض مظاهر الفقر في المجتمع، وكذلك الجمال المتمثلة في آثار أم قيس التابعة لمحافظة عروس الشمال (إربد) التي ولد فيها الفنان عام ١٩٩٢، وهو الذي مال إلى الرسم في سن مبكرة وهو في السادسة من عمره، وذلك دون مساعدة أحد أو أخذ دورات فنية، حيث بدأ برسم الأشياء الصامتة، ومن بعدها انتقل للبورتريه الذي أبدع فيه وتميّز، وقد طوّر موهبته عن طريق أهداف وضعها وسعى لتحقيقها، كما شارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية، أما أول معرض فردي له فكان في مدينة إربد عام ٢٠٠٨ بعد إحراز المركز الأول في مسابقة مدرسية على مستوى المحافظات، ومن بعدها أكمل مشواره بجاليري أرب آرت، كما أسس فريق ريشة كراكيب بالتعاون مع رئيس موسسه كراكيب لتزيين محافظه إربد، وقام بتنسيق العديد من المعارض للمبتدئين، كما أسس فريق l.k_art لمساعدة الأشخاص المبتدئين من جميع الدول عبر السوشال ميديا، وهو عضو لجنه تحكيم لبرنامج مواهب إربد، ومدرب للرسم في مركز ثقافي، حيث أقام عدة دورات وورش فنية، وأعماله تسلط الضوء على ما يمس القلب، سواء أكان الفرح أو الحزن، إذ يميل للمدرسة الواقعية.
وبعد المعرض الفني التشكيلي كان الحضور على موعد منتظر مع الممثلة القديرة النجمة عبير عيسى التي تحدّثت عن تجربتها الحياتية والفنية وهي المولودة في العاصمة عمّان عام ١٩٦١ حيث اضطرت للعمل في السادسة عشرة من عمرها لمساعدة عائلتها بعد انتكاسة صحية ألمت بوالدها، وقد تزوجت في سن مبكرة ورزقت بابنتها الوحيدة منية، وقد عملت كطابعة في مكتب إنتاج فني، وهو الذي كان سبباً في دخولها عالم التمثيل مصادفة، حيث لم تتوقع ذلك أو تحلم به، إذ كانت تتمنى أن تصبح محامية للدفاع عن حقوق المظلومين والفقراء أو كابتن طائرة لتزور بلداناً عدة، وأول أعمالها كان مع الرحابنة عام ١٩٧٧ ثم كانت مشاركتها كبطلة في مسلسها الأول الذي حمل عنوان “وعاد الحب” عام ١٩٧٨، واستطاعت أن تكون القاسم المشترك للعديد من الأعمال البدوية الأردنية، ولكن شهرتها جاءت على نطاق واسع من خلال مسلسل “حارة أبو عواد” الذي كان قريباً من الناس عام ١٩٨١ و”العلم نور” عام ١٩٨٤ حيث قدّم كوميديا راقية ذات رسالة معبرة، كما شاركت في عشرات المسلسلات المحلية والعربية على مدار أكثر من أربعين عاماً من العطاء المميز، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر: “أبناء القلعة” وأخوة الدم” و”بوابة القدس” و”تل الفخار” و”النار والهشيم” و”راس غليص” و”نمر بن عدوان” و”أبو جعفر المنصور” و”حنايا الغيث” و”رعود المزن” و”حور العين” و”حبر العيون” و “لعنة كارما”، وآخر مسلسلاتها هو “جلمود الصحارى”، وشاركت أيضاً في عدة أفلام أولها كان “صهيل الأصايل” مطلع الثمانينيات، ومن أفلامها في الألفية الجديدة فلم “الرغبة في السقوط” وفلم “بوابة الجنة”، هذا ويذكر أنها شاركت من خلال صوتها في المسلسلات المدبلجة وكذلك في الرسوم المتحركة، كما قدمت برنامج “كنوز وحكايات” عام ١٩٨٢، وبالنسبة للمسرح فقد كانت أولى مسرحياتها “عريس بنت السلطان” في نهاية سبعينيات القرن الماضي” وأما آخرها فمسرحية “هاملت بعد حين” قبل عامين، وهي عضو في فرقة “خشب” المسرحية، وقد عينت رئيساً للجنة العليا لمهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي عام ٢٠١٩. وقد دار حوار مهم بين الحضور والممثلة القديرة عبير عيسى التي رافقتها ابنتها الفنانة منية قديس التي تحدّثت عن أمها بكل فخر ودفء وصدق.
بعد ذلك فرح الحضور بحضور العريس عازف الجيتار الفنان يزن أبو سليم إلى لقاء البيت الأدبي قبل يوم واحد من زواجه، وهذا ما أشاع الفرح في البيت الأدبي وجعل بعض فنانيه يغنون بعض الأغاني التراثية في الأعراس، وشارك في هذا كل من الفنان حسين الهندي وكذلك عازف العود الفنان طه المغربي وضابط الإيقاع الفنان فريد ثابت، وبعد الاحتفالية القصيرة شارك كل من الفنان عماد الحسيني والفنان علاء شاهر في العزف على العود والغناء، كما شهد اللقاء عرضاً مسرحياً قصيراً مونودرامياً بعنوان “سلم الهاوية” للمبدع عز الدين أبو حويلة.
هذا وتحدّثت المناضلة الفلسطينية وداد العاروري عن مدينة القدس، كما تحدّث الأستاذ محمد عبد الفتاح عن القرى المدمرة في فلسطين، وحضر الشعر من خلال كل من الشاعر حسن جمال والشاعر قصي إدريس والشاعر محمد الحموز، ليتفرد الكاتب الشاب محمد حسام بقراءة قصة، والكاتبة الشابة سجى أبو خل بقراءة مقطع من رواية، وليمتع الحضور بعد ذلك ويحزنهم في الوقت ذاته الحكواتي محمود جمعة، وذلك من خلال حكاية حقيقية بعنوان “تمرد على المنطق” صاغها بطريقة شفوية مضحكة، وصولاً إلى خاتمة هذه الحكاية بل الرحلة التي انتهت بفاجعة موت أحد فرسانها، وتحوله إلى أشلاء ممزقة.
اللقاء الجميل احتوى على فقرة التفاعل الاجتماعي التي تحوط فيها الكثيرون النجمة عبير عيسى لأخذ الصور التذكارية معها ومع ابنتها الفنانة منية قديس.