عروبة الإخباري- حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من خطر التصعيد في النزاع النووي، قائلا إن طهران لا تستبعد إجراء مفاوضات مع واشنطن، حتى بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، في حال غيرت الولايات المتحدة مسارها ورفعت العقوبات، وأبدى الوزير تفهمًا للاحتجاجات الشعبية ضد حكومة بلاده.
وفي حوار مطول مع مجلة “دير شبيجل” الألمانية، قال ظريف إن الضربة التي شنت على القاعدة العسكرية في العراق، والتي نفذت منها الولايات المتحدة عملياتها، كانت رد إيران العسكري الرسمي، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك نية للتسبب في أي إصابات في الهجوم الصاروخي، كنا ننفذ حقنا في الدفاع عن النفس بطريقة متناسبة.
وإلى مقتطفات من نص الحوار:
دير شبيجل: هل هناك المزيد من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران؟
ظريف: هجوم الولايات المتحدة علينا كان يعتمد على فكرة خاطئة، اعتقدت الولايات المتحدة أنه من خلال اغتيال الجنرال قاسم سليماني، فإنها ستحسن موقعها في المنطقة، وقد غرد وزير الخارجية مايك بومبيو أن الناس كانوا يرقصون في شوارع العراق. لكن كانت هناك مواكب جنائزية مهيبة في المقابل. لقد خلق اغتيال سليماني لحظة صعبة للغاية في هذه المنطقة. بالتأكيد لن تستفيد الولايات المتحدة من هذا.
دير شبيجل: أقسمت القيادة الإيرانية أنها ستنتقم لمقتل سليماني. كانت هناك بالفعل ضربة صاروخية ضد قاعدة في العراق يستخدمها الجيش الأمريكي. هل لدى طهران مخاوف من القيام بما هو أكثر من ذلك؟
ظريف: الضربة التي شنت على القاعدة العسكرية في العراق، والتي نفذت منها الولايات المتحدة عملياتها، كانت رد إيران العسكري الرسمي. ولم تكن هناك نية للتسبب في أي إصابات في الهجوم الصاروخي، كنا ننفذ حقنا في الدفاع عن النفس بطريقة متناسبة. لكن الاستجابة الحقيقية ستأتي من سكان المنطقة، الذين يظهرون أنهم يشعرون بالاشمئزاز التام من السلوك الأمريكي. سيرى الأميركيون أن سليماني كشهيد سيكون أكثر فاعلية من الجنرال سليماني.
دير شبيجل: ماذا تعني وفاة سليماني بالنسبة لإيران وسياساتها في المنطقة؟
ظريف: كان الجنرال سليماني في غاية الأهمية. موته خسارة لا يمكن تعويضها لإيران ولي شخصياً. لقد فقدت صديقًا جيدًا. لكن هذا لن يكون له تأثير على السياسة الإيرانية في المنطقة.
دير شبيجل: لماذا استغرقت حكومتك ثلاثة أيام لتعترف بأن قواتها المسلحة أسقطت الطائرة الأوكرانية؟
ظريف: كان هذا وضعًا معقدًا في وقت حساس. لكن هناك آخرين كانوا بحاجة الى مزيد من الوقت، فمنذ 32 عامًا تقريبًا، أسقطت الولايات المتحدة طائرة ركاب إيرانية. وحتى اليوم، لم يصدروا اعتذارًا رسميًا. حتى إن الضابط الأمريكي الذي كان مسؤولاً عن إسقاطها تلقى ميدالية. في هذه الأثناء، الرجل الإيراني الذي أسقط الطائرة الأوكرانية الآن في السجن.
دير شبيجل: لا يزال هذا لا يفسر سبب حاجة الحكومة الإيرانية إلى ثلاثة أيام للاعتراف بالخطأ.
ظريف: كان الناس على حق في الشكوى من حقيقة أن المعلومات تم حجبها عنهم. لكن الحكومة لم تكن مسؤولة عن هذا.
دير شبيجل: عندما مارس الإيرانيون حق التظاهر في نوفمبر ضد ارتفاع أسعار البنزين، تم إطلاق النار على الكثير منهم. كانت هناك تقارير عن مقتل أكثر من 1000 شخص.
ظريف: كانت هذه الأحداث من أسوأ الأوقات في حياتنا. لكن هذه الأرقام خاطئة – كان أقل من ثلث ذلك. وهناك تحقيق. وعليك أن تفرق بين أولئك الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير وأولئك الذين ينهبون المتاجر ويحرقون محطات الوقود. وقوات الأمن تتحمل مسؤولية الحفاظ على النظام العام.
دير شبيغل: هل مات الاتفاق النووي؟
ظريف: لا. عمليات التفتيش والشفافية بشأن أنشطة إيران جزء مهم من الاتفاق، وما زالت تحدث. الاتحاد الأوروبي لم يفِ بأجزاء من الاتفاقية وإيران لم تفِ بأجزاء، لكن هذا لا يعني أنها قد ماتت.
دير شبيجل: ماذا تتوقع من الاتحاد الأوروبي؟
ظريف: إنها كارثة بالنسبة لأوروبا أن تكون تابعة للولايات المتحدة. كل من يقبل الأحادية يساعده. الأوروبيون يتصلون بنا ويقولون: نحن آسفون، لا يمكننا فعل أي شيء. لا يمكن للأوروبيين ان يلصقون بترامب ثم يحاولون التصرف مثل الرجل القوي ضد إيران.
دير شبيجل: هل تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بعد مقتل سليماني؟
ظريف: لا، أنا لا أستبعد أبدًا احتمال أن يغير الآخر منهجه ويدرك الحقائق. بالنسبة لنا، لا يهم من يجلس في البيت الأبيض. ما يهم هو كيف يتصرفون؟ يمكن لإدارة ترامب تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات. نحن ما زلنا على مائدة التفاوض. إنهم هم من غادروا. والولايات المتحدة ألحقت ضررا كبيرا بالشعب الإيراني، وسيأتي اليوم الذي سيتعين عليهم فيه تعويض ذلك. لكن أؤكد أننا نتحلى بالكثير من الصبر.