الحلقة الرابعة من كتاب “سلطنة وسلطان” .. المكتوب يُقرأ من عنوانه

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
بمناسبة رحيل السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله ، فإن موقع “عروبة الإخباري” ينشر سلسلة حلقات عن حياة الراحل ومسيرته الغنية في بناء الدولة العُمانية، والتي استمرت لنصف قرن استطاع فيها أن يضع عُمان على خارطة العالم المتفاعل، وأن يقدمها كنموذج للسلام والتعاون والشراكة في منطقتها ومحيطها العربي وبعدها العالمي.
لقد كان السلطان قائدا عظيما، التف حول جنازته ومشى خلفها قادة من كل دول العالم وبعضهم لم يلتق مع صديقه أو خصمه إلا في جنازة هذا القائد الذي ظلت سياسته تقبل القسمة على الجميع، ويرى فيه الجميع رجل محبة وسلام وعطاء.

الحلقة الرابعة .. المكتوب يقرأ من عنوانه
ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه .. والتغيير على قدم وساق فكل شيء يحتاج الى تحريك في البركة العمانية التي كانت آسنة نتاج غلقها وعدم تحريك مياهها .. فقد بدأ السلطان يغير اسم البلاد لتكون سلطنة عمان بدل ( مسقط وعمان ) وهذه التسمية المدمرة ..
والعلم من اللون الأحمر الباهت الى الوانه الزاهية الجديدة وفوقه رمز العمانيين والذي يحمل تقاليد الامة وتشير اليها .. وبالوانه الابيض والاحمر والاخضر
وكان ايضا التفت الى ضرورة اعادة تسمية الريال السعيدي الى الريال العماني مؤمناً بأن للشعب اسماً يحمله من دولته وليس من العائلة الحاكمة اخذ بقوله تعالي ادعوهم لابائهم فالابوة السلطانية ليست ابوة الدم وانما ابوة المسؤولية والرعاية فالشعب لا يختصر في اسم القائد أو اسم عائلته ولا ينسب لعائلة وانما لوطن ولذا ازاح السلطان اسم العائلة عن العملة حتى لا تندغم المصلحة الوطنية العامة بالخاصة وسماه الريال العماني وكان له ذلك وهاهو الريال يعتز بما يمثل ويحمله لصورة السلطان واستناده الى اقتصاد واعد وسعة طيبة ..
وكان للسلطنة أن اقلعت وتواتر الاعتراف بها فكان أول المعترفين بريطانيا وأول الزائرين للسلطنة ومباركة انطلاقتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكانت الكيمياء بين السلطان وبين الشيخ زايد قد تفاعلت لتبشر بعلاقات قوية لاحقة في اعجاب متبادل بين الزعيمين ..
وفي خضم المعاناة وحيث اجتمعت التحديات في وجه حكم السلطان الجديد كان لابد من اختراق العزلة وتيسير الوفود الى الدائرة العربية فارسل المبعوثين الى الاردن والعراق واليمن والكويت والسعودية ولبنان والمغرب والجزائر ومصر

ودعا السلطان زعماء العالم وممثليهم انذاك لزيارة عمان واقامة علاقات معها دون استثناء ولم يتردد سوى مجموعة الدول الاشتراكية ( الاتحاد السوفييتي ومن لف في فلكه ) ..
وواجه السلطان بصبر وثقة رفض الجامعة العربية قبول طلب انتساب عمان لها واستمر الحصاد الى ان اثمرت الجهود العمانية فتواكب الاعتراف وكان في المقدمة بعد الدول العربية الهند وباكستان واليابان
وكان على السلطان الذي لم يغادر في الايام الأولى بلده أن يبني حكومة قادرة على تحمل الاعباء والمسؤوليات الجسام بعد الحالة التي كانت فيها الادارات ملغاة أو مهمشة ومترهلة وعديمة المسؤولية . وبدأت الاموال وعائدات النفط تسجل باسم الدولة لا الحاكم وبدأت تتوضح طبيعة القروض المالية للسلطنة وسمح للعمانيين لأول مرة بالسفر وزوجاتهم للخارج واعيد النظر في الأسعار وخاصة اسعار الوقود وافتتحت أول مدرسة للاناث بسعة (80) بنتاً وأخرى للمرضات . وتأجلت عملية تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء لاشهر حيث سمي وزراء للداخلية والصحة والتربية والتعليم والاوقاف والعمل والاعلام والشؤون الاجتماعية .
كانت الصورة سوداء ارتفاع نسبة المرضى والمعوقين والاميين والوفيات بين المواليد الرضع الذي وصلت نسبتها الأعلى عالمياً 80% . ولم يكن أحد من الذين يغادرون عمان ويحققون تعليما ً عالياً يعود الى ان دعاهم السلطان للعودة فعادوا وقد استأنسوا التغير ..
لم تكن البلاد جاهزة لا في الشوارع التي مازالت متربة ولا من تغطية الكهرباء التي كانت نادرة ولا حتى وسائط النقل العمومية أو وسائل الاتصال ولا حتى ما يلطف حرارة الصيف التي كانت تتجاوز 50 درجة بلا مكيفات هواء ..
كانت البداية شق طريق مسقط صحار وتشييد مطار السيب وميناء مطرح الجديد ومع نهاية العام 1971 كانت (15) مدرسة جديدة قد افتتحت وكذلك (6) مستشفيات وعديد من المستوصفات وبلغ عدد الطلاب المترددين على الدراسة (7) الاف منهم اكثر من الف تلميذة
كان على السلطان أن يستنهض همة شعبه وأن يشرك الجميع بعد أن عفى عن الجميع في مسيرة البناء بما في ذلك ابناء الجبلين في ظفار مما قاوموه فشكل منهم فرقاً غير نظامية انخرطت في العمل وصاروا سنداً للجيش النظامي وبالتالي عزل من قاموا السلطنة وعملوا للخارج وبدأت سياساته العسكرية من الدفاع الى الهجوم وازداد عدد الذين انحازوا من المتمردين الى العهد الجديد في السلطنة وقد بلغ عدد الفرق المشكلة (17) فرقة تضم 1500 مقاتل يوالون نظام السلطنة العام 1974 . وقد خاطبهم السلطان قابوس ومن ورائهم ذووهم بالقول ” فالتحقوا يا اخوتي باخوانكم واشغلوا مكانكم اللائق في خدمة حكومتنا .. ودولتنا في خدمتكم فهي لخيركم ولصالحكم ، حكومتكم تناديكم وتسهر عليكم وتحميكم وتضمن لكم حقوقكم الاسلام طريقنا والحرية غايتنا ”
وهكذا كان النداء تخذيلاً لمن عارضوا وانشقوا واستمالة لمن رأوا في نهجه الصواب الذي تواصل حتى اليوم وقد انحاز الكثيرون ومنهم من أصبحوا قادة في مسيرة النهضة واكبوها وحرصوا عليها وكانوا سنداً للسلطان مبشرين بافكاره ومقتنعين بنهجه ومنفذين لخططه ومنهم اسماء معروفة اخذت مواقع قيادية واخلصت طوال حياتها .. وكان ايمانها بالسلطنة والسلطان ايمان عمر بن الخطاب بالاسلام واستبسال خالد بن الوليد في الدفاع عنه

لقد وجدت السلطنة في مصر في زمن السادات وفي الاردن في زمن الملك الحسين عوناً وسنداً .. كان عون مصر بمواقف سياسية حين سلفها السلطان قابوس مواقف ايجابية وتفهم حركتها ودورها وحتى اتفاقياتها في كامب ديفيد ومصالحها في التحرك بهذا الاتجاه ورأى السلطان أن مصر بثقلها وهي عربية قدمت الكثير للنظام العربي بكل مكوناته لايجوز ان تقاطع وان تحاصر وتنذبل لابد أن احتواءها واحتضانها ومساعدتها، ولو أن العرب لم يقاطعوها واحتضنوها وتفهموا موقفها حتى بعد زيارة الرئيس السادات للقدس وقبل ذلك وبعده لكانوا حسنوا شروطها التفاوضية مع اسرائيل واشعروا اسرائيل والغرب المؤيد لها أن لها سنداً وظهيراً ودعماً لايجوز الانفراد بها أو التهوين من دورها أو استمرار عزلها وابتزازها .

كان السلطان قابوس بموقفه الواعي يدرك ذلك ويدرك فضل مصر ودورها ويرى أن الشعارات القومية والوطنية التي رفعت في وجهها لا تنقذ ولا توفر البدائل وانما تجلب ردود الفعل المصرية السلبية التي زادت الطين بلّة ولذا اغتنم السلطان قابوس فرصة الهدوء بعد العاصفة التي قال فيها كثير من قادة العرب هجاءهم لمصر ورأوا أن يستأنف دور المصالحة بالعودة الى مصر أو اعادة مصر الى دورها العربي وهو ما ذكرته مصر له ومازالت تذكره فكان أن زار مصر لفك عزلتها بعد رحيل السادات وفي عهد الرئيس مبارك حين زار السلطان قابوس العقبة الاردنية والتقى الملك الحسين الذي انضم اليه في مسعاه وقد كان لهما ذلك.

 

لم يبادل السلطان قابوس السيئة بالسيئة ولا النكران بالنكران بل ظل يؤمن بالصفح والتسامح والاحتواء والحوار وتصفية الخلافات وفتح صفحة جديدة. فحين كان تمرد ظفار يستقطب انصاراً وانظمة عربية سمت نفسها ثورية وراحت ترفع الشعارات وتصب الزيت على النار وكان من بينها النظام الليبي الذي كان يقوده العقيد القذافي وخاصة في سنوات السبعينيات كان العقيد احتضن المعارضة العمانية وفتح لها الاثير وسمى لها برامج موجهة على الاذاعة التي سمّاها اذاعة الوطن العربي وقد بث منها اغاني واهازيج المعارضة وخطاباتها وتهجمها على السلطان والسلطنة وقد ارسل عبرها وعبر الاثير الليبي رسائل وبرقيات مغرضة وسيئة مست العمانيين ونظامهم واستعملت اقذع انواع السباب التي يربأ بنفسه المرء عن ذكرها وبقيت ذلك الى ان انتهى التمرد وغاب هذا الصوت ..
ولكن السياسة العمانية لم تقف نفس الموقف ولم تدخل الى المهاترات وابدلت السيئة بالحسنة فحين سقط نظام القذافي من خلال الثورة عليه العام 2011 ضمن موجة ما سمي بالربيع العربي وقتل العقيد وتشردت عائلته كانت عمان من خلال سلطانها أول من مد يد العون ولم يشمت ودعا بعض الأسر الليبية بمن فيها اسرة عائشة القذافي ابنة الرئيس معمر القذافي الى الاستجارة بعمان والعيش في كنفها . وهذا ما حدث ايضاً مع بعض رموز النظام الثوري اليمني الجنوبي الذي كان يغذي تمرد ظفار ويدعمه ويشتبك مع الجيش العماني عبر الحدود فقد أجار السلطان قابوس من هذه الرموز من استجاروا ووفر لهم المأوى والاقامة شرط عدم التدخل في شأن الجوار او احداث اي فعل يزعج الجوار والعلاقة به بغض النظر عن هذه العلاقة ..

لم ينس السلطان قابوس الايدي التي امتدت لمساعدة سلطنة عمان اثناء محنتها في السنوات الأولى وخاصة الاردن التي ظل السلطان قابوس يقيم اطيب علاقة وأميزها مع الملك الراحل الحسين والذي كان يقر له بالفضل ويقدر مواقفه اعظم تقدير وقد ورث هذه العلاقة الطيبة لوريثه الملك عبدالله الثاني ملك الاردن الذي مازال يقصد عمان ويحظى بدعمها المادي والمعنوي ويلجأ اليها في زياراته الخاصة والعامة ليجد نعم الصديق والشقيق ومن يحرص ويدعم ويؤيد وقد تحدث الملك الحسين عن ذلك مراراً وكنّا نستمع اليه في اكثر من مناسبة فقد كان يرى في علاقته مع السلطان قابوس الكثير من النفع والمساندة حتى في أصعب الأوقات واللحظات ولم تتخل عمان للحظة واحدة عن اسناد الموقف الاردني والدور الاردني في القضية الفلسطينية ..
وعلى نفس الامتداد ولنفس الاهداف .

كان حرص السلطان قابوس على دعم الحق الفلسطيني بصفته حقاً عادلاً ولدوافع عديدة رغم بعد فلسطين عن عمان فقد ظلت عمان حريصة على دعم القضية الفلسطينية على كل المستويات دون شعارات أو مزايدة أو تحريض ، وظلت تتفهم المواقف الفلسطينية وتدعمها ورأت أن الاتصال بالاسرائيليين وحتى فتح ممثلية لهم وتبادل التمثيل وان على مستويات دنيا كالمكتب التجاري قد يفيد الفلسطينيين الذين لابد من اسناد حقوقهم في المحافل الدولية وفي العلاقات الثنائية العمانية مع العديد من الدول المؤثرة وكانت عمان تمارس اسلوب المد والجزر في هذه العلاقة التي ارتبطت جذريا مع مصالح الفلسطينيين وقد قطعت هذه العلاقة حين جاء نتنياهو الى السلطة وانكر الحقوق الوطنية المتردعة للفلسطينيين وحمد الاتفاقيات مهم وخاصة اتفاقيات اوسلو وواصل بناء المستوطنات وتهديد الاماكن المقدسة بالهدم والمصادرة كما فعلت حفريات اسرائيل ومازالت بالمسجد الاقصى .

وعمان التي لم تمارس الشعارات ولم تمنن على الفلسطينيين دعمت كثيراً من مشروعاتهم الوليدة على الارض الفلسطينية المحتلة وعبر اكثر من قناة فبنت مدارس ورممت مستشفيات وقدمت الدعم لشهداء الانتفاضة ولكثير من المحتاجين في المخيمات الفلسطينية على ارض فلسطين وخارجها بايعاز من جلالة السلطان قابوس الذي كان يرفض ان يذكر ذلك أو يعلن في وسائل الاعلام وما كان يعلن كان يعلنه اولئك الذين استفادوا من هذه المساعدات أو شكروا لتقديمها وذلك وفود السلطان وبعثاته الدبلوماسية في الاردن نرسل في كل عام من يقدم المساعدات العينية والمادية للمحتاجين من سكان المدن والقرى والمخيمات في فلسطين وخاصة في شهر رمضان المبارك وقد ظلت تلك سنة حميدة متواصلة ..
أما موقف عمان من القضية الفلسطينية فسيكون لذكره موقع آخر في سياسات عمان الخارجية ولعل احتضان عمان للقضية الفلسطينية وخاصة في بعدها الانساني تجلى في ان يبقى صوت عمان الى جانب الحق ولذا قدمت عمان للبعثة الفلسطينية لديها مبنى السفارة والدعم الذي يضمن ارتقاء التمثيل وديمومته.

كما استقبلت الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة مسقط وظلت منذ اعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية تدعم هذا الحق وتناصره رغم انحياز بعض الفصائل الفلسطينية داخل المنظمة ومن خارجها ضد الموقف العماني ومناصرة المتمردين في ظفار في سنوات السبعينيات الأولى ..
وكانت عمان محطة لبعض القيادات الفلسطينية الساعية للاستفادة من الوساطة العمانية لدى ايران كي تضغط ايران على النظام السوري لادخال المساعدات الى مخيم اليرموك الفلسطيني المحاصر وقد كانت هذه المحاولات تنجح في كثير من الاحيان كما أن هذه الوساطة عبرت عن نفسها في استقبال عمان لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل والذي نصحته عمان بضرورة الاسراع في انجاز المصالحة الفلسطينية الفلسطينية كما سببته الخلافات الفلسطينية الداخلية من اذى وضرر بالغ للقضية الفلسطينية وصورتها في كل المحافل ..

لقد أسهمت عمان بالكثير من الدعم لفرق رياضة واخرى ثقافية واجتماعية فلسطينية وابقت روابط انسانية قائمة وظلت تتفهم باستمرار هامش الحركة الفلسطينية وترى ضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بالوسائل السلمية ولذلك باركت خطوات الفلسطينيين في هذا الاتجاه وطالبت بفك الحصار عن غزة وعدم معاقبة أهلها ودعمهم واسنادهم بدون اهداف سياسية أو بتدخلات أو استقطاب كما ظلت تفعل بعض الاطراف الاقليمية والعربية ؛ ما كان له الأثر المسيء على وحدة الشعب الفلسطيني وصموده وقدرته على بناء دولته المستقلة .

لقد تحدث الي وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي كثيراً عن مواقف السلطنة من الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وعن ما يجب على الفلسطينيين أن يفعلوه وضرورة أن تظل عيونهم على وحدتهم وتحرير ارضهم وشعبهم بعيداً عن سياسات الاستقطاب أو الاستمالة العربية وان لا يركنوا الاّ على انفسهم وضرورة ان يوحدوا صفوفهم وان يعيدوا بناء وحدتهم وان يستفيدوا من اي مبادرة دولية أو موقف مساند دولي مهما كان .

وفي هذا السياق ايضاً يأتي الموقف العماني الرسمي السياسي من القضية السورية والذي يرى ضرورة عدم زج النظام العربي في الشأن السوري الداخلي ووقف سياسات الاستقطاب وضرورة وقف القتال وحقن دماء السوريين والحفاظ على وحدة التراب السوري وكذلك تلاحم الشعب السوري وترك أمر السوريين يقرره السوريون انفسهم دون تدخل وحتى مفهوم الناي العماني بالنفس والذي اخذته بعض الاطراف العربية على سياسة السلطنة بالسلبية لم يكن كذلك فعمان نشأت بنفسها عن التدخل في الشأن السوري لأن هذه من صميم مبادىء سياستها ولكنها لم تنأى بنفسها عن الوقوف الى جانب الشطر السوري في محنته ودعمه والوقوف الى جانبه فقد بادرت السلطنة وبتوجيه من السلطان قابوس الى تقديم المساعدات للاجئين السوريين وقد كان لهذه المبادرات نتائج ايجابية في وصول المساعدات الطبية وفي التبرع ببناء الكرفانات في المخيم باسم السلطنة ..

وظلت عمان تحتفظ بموقفها المحايد والموضوعي وهي لم تنحز الى هذا الطرف أو ذلك ولا ترى أن ايران شريكا في القتال في سوريا الاّ بمقدار ما ترى اطراف أخرى شريكة حيث تتحول سوريا الى ساحة صراع دولية والموقف العماني الواضح في هذا الجانب ظل امتداداً لوضوح وموضوعية وحياد الموقف العماني من العراق سواء في حربه الاولى مع ايران أو في دخوله الى الكويت والى اليوم وظلت تتحايل مع العراق وتفتح فيه سفارة لها لم تغلقها من قبل حين تغير النظام ولعل الموقف الموضوعي وغير المنحاز والذي يمثل امتداداً للسياسة العمانية المعتدلة والصريحة والموضوعية قد جلب نقد بعض اطراف مجلس التعاون الخليجي حين حذرت عمان من مغبة الانحياز والاستقطاب وانعكاس ذلك على موقف دول الخليج واضعافها وقد جاء هذا التحذير الذي عبر عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني في مؤتمر وزراء الخارجية العربي في الرياض في ابريل العام 2014 ليعكس الموقف العماني ويحذر من استمرار الاختلافات الداخلية في المجلس والسياسية التي لا تحترم الرأي الاخر والتي قد تجلب التفسح للمجلس وزيادة الانقسام فيه .

من كتاب سلطنة وسلطان .. أمة وقائد السلطان قابوس بن سعيد / المؤلف سلطان الحطاب
يتبع الحلقة الخامسة..

Related posts

القطريون يصوتون على التعديلات الدستورية

الفايز يلتقي السفير السعودي لدى المملكة

20 شركة غذائية أردنية تشارك بمعرض الخليج الصناعي